منصات للحوار الإعلامي

يتميز العمل الإعلامي في الإمارات، بأنه غير تقليدي، حيث إن الممارسات الإعلامية تؤكد أن القيادة تضع الإعلام ضمن رؤاها الاستراتيجية الطموحة، كمنتديات الإعلام العربية والإماراتية، والمناطق الإعلامية الحرة في دبي وأبوظبي والشارقة ومكاتب الفضائيات الأمريكية والأوروبية والروسية والصينية. 
وللوصول إلى منظومة إعلامية عالمية، لا بدّ من تأسيس مكاتب إقليمية رقمية للمؤسسات الإعلامية المحلية، تمثل الدولة في الدول المختلفة ذات القوة الإعلامية، ويكون لها تأثير دولي، وتعزّز العلاقات بين المؤسسات الإعلامية المحلية والشركات الإعلامية الدولية، لتحقيق الانتشار الأوسع، والخروج عن النمطية في التغطية الإخبارية، وصناعة إعلاميين قادرين على توظيف أدوات المستقبل، بتبادل الخبرات، وتدريب الإعلامين المحليين في المؤسسات الإعلامية الدولية، مع الحرص على تبنّي سياسات إعلامية عالمية في ظل متغيرات العالم المتسارعة. 
المكاتب الرقمية تتمثل بمكاتب للصحف الرسمية، في بعض الدول، كأمريكا وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا وغيرها، ونشر تلك الصحف المحلية بلغات أجنبية، بحسب لغة الدولة الرسمية، لتعزيز سمعتها، ومخاطبة العالم بلغتهم، ونشر إنجازات الدولة بمحتوى تنافسي يخاطب العالم، ويسهم في تقدم المؤسسات الإعلامية، ويكون إعلامنا المحلي تتابعه شعوب العالم. 
ومازال الوسط الإعلامي بحاجة إلى خلق المزيد من منصات الحوار العربي والإقليمي، بهدف الارتقاء بالمنظومة الإعلامية العربية، عبر تشارك التجارب العربية الناجحة، والترويج للإنجازات العربية، لخدمة المرحلة القادمة في بناء مسارات جديدة للتعاون والتشارك، عبر المنتديات في جميع الدول العربية، خاصة أن دبي لها تجربة في تنظيم منتدى الإعلام العربي الذي تستضيف فيه نخبة من الخبراء في قطاع الإعلام، والقمة العالمية للحكومات التي تتناول موضوعات متنوعة في الإدارة الحكومية ومستقبل الدول ومستقبل الإعلام، وغيرها من المحاور التي تسهم في تبادل الخبرات والتجارب التي ترتقي بالقطاعات المختلفة، على أن تنظم الدول الأخرى مثل تلك المنتديات، والفعاليات 22 مرة في السنة في 22 دولة عربية، بحيث  تُنظّم فعاليتان شهرياً في دولتين، للوصول إلى مخرجات تثري التجربة العربية الإعلامية، وتنفيذ تلك المخرجات، والإعلان سنوياً عن الدول التي نفذتها.  ومن المهم تخصيص لجان، أعضاؤها من جميع الدول العربية، تحت إشراف جامعة الدول العربية، التي اختارت دبي مقراً دائماً للجنة العربية للإعلام الإلكتروني، وبإشراف مباشر من الوزير المفوض الدكتور فوزي الغويل، مدير الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب، أو من ينوب عنه، لتسهيل التواصل مع وزراء الإعلام العرب، لتنظيم تلك المنتديات سنوياً، وتحقيق الفائدة عبر مناقشة التحديات الإعلامية التي تواجه المنطقة، والانطلاقة من تلك التحديات إلى حلول تسهم في الارتقاء بالمنظومة الإعلامية العربية، على أن تخرج بأهداف ذكية قابلة للتطبيق والقياس.
[email protected]