ما هكذا تورد الإبل

06:00 صباحا
قراءة دقيقتين
«ما هكذا تورد يا سعد الإبل» مثل عربي شهير وله قصة معروفة، ويضرب هذا المثل لمن قَصَّر في الأمر الذي كلّف به، ولم يجيد ما توجه إليه، وللأسف بعض إداراتنا الرياضية ينطبق عليها هذا المثل، مما يولّد غالباً شعورا لدى الجماهير الرياضية، بتقصير هذه الإدارات فيما تقدمه لأنديتها، وما تواجهه باستمرار، من فشل في تحقيق الطموحات والإنجازات والاستقرار الإداري المنشود.

لقد أصبحت الإدارة الرياضية منذ أمد بعيد علماً قائماً بذاته، مثله مثل بقية العلوم التطبيقية التي تدرس في الكليات والجامعات كالاقتصاد والعلوم والسياسة، بل نجد أن الكثير من المؤتمرات والدورات التدريبية والمناهج التعليمية، تشتمل على مساقات متخصصة في فن الإدارة الرياضية، وكيفية صناعة الإداري الناجح، وأسس ومقومات العمل في الأندية والمؤسسات الرياضية، كل ذلك حتى يترسخ مفهوم العمل الرياضي السليم، ويكون النجاح حليف هذه المؤسسات لاعتمادها على معايير الاختيار السليمة والموضوعية.

بتنا نشاهد أن تشكيل مجالس إدارات الأندية، أو من يتطلع لأحد المناصب الإدارية في النادي، يعتمد بشكل كبير على معرفته بأحد رموز النادي، أو علاقاته الشخصية القوية، كسبب كاف في أن تجد لك مقعدا وموطئ قدم في الإدارة، أو أن تكون أحد المشجعين المتواجدين على الدوام في أروقته، حتى يسهل عليك الوصول لهذا أو ذاك من المناصب، دون النظر إلى أهمية التخصصات المطلوبة، أو الأخذ بالاعتبارات والشروط الواجب توافرها في الأعضاء والإداريين الذين يتم اختيارهم.

قد يكون عدم اختيار الأكفأ من الإداريين المتخصصين، المناط بهم إدارة دفة الأندية بكافة استراتيجياتها ومتطلباتها البشرية والإدارية والمادية، هو السبب الرئيسي في تردي أحوال بعض الأندية، مما قد يتسبب في الوقوع في الأخطاء والمطبات المتلاحقة، ومن ثم العبث باسم وتاريخ النادي، مما يضعه في آخر سلم الترتيب، ويجعله تحت طائلة الضغط الجماهيري المستمر، والمطالبة بالتغيير أو في استقالة مجلس الإدارة أو حله، والبحث عن آخرين.

برغم المبادرات القيّمة من المجالس الرياضية المختلفة، في تطوير وتنمية وإعداد الكفاءات والكوادر الرياضية، لتحقيق نهضة واسعة وشاملة، وتعزيز دور قطاع الرياضة الاستراتيجي والحيوي للتنمية المستدامة والشاملة، لتولي العمل في إدارة المؤسسات الرياضية الوطنية، ببرامج مهنية في الإدارات الرياضية، وكافة التخصصات القانونية والإدارية وإدارة الفعاليات والتسويق الرياضي، إلا أننا لم نسمع باستقطاب إلا القليل، فمتى سيكون ذلك، لنتفادى هذه الأخطاء المتكررة، ونخفف من الأزمات والعثرات المستمرة في الأندية.

مبارك الرصاصي
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"