أعلام من الإمارات

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

سلسلة «أعلام من الإمارات»، التي انطلقت مسيرتها عبر «مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية»، تقوم فكرتها، كما توضح «الأمانة العامة» للمؤسسة، على إلقاء الضوء على الأعلام الذين أثروا الحياة في الإمارات بشكل عام، والثقافة على وجه الخصوص. 
هي سلسلة لا تقف عند منتصف الطريق، بل تحاول أن تضم معظم الأعلام من السلف وما لحقهم من شخصيات مؤثرة حقاً في الحياة، وتركوا بصماتهم، وهم كُثر، بينهم الشاعر والمفكر والأديب، إضافة إلى رجال التنوير وحملة المشعل الحضاري الذين شكّلوا بمجملهم ماضي الإمارات الحضاري، الوجه الآخر للدولة، والذي يؤكد أنها ليست استثمارات مالية وحركة اقتصادية، وأسواقاً نفطية، ومراكز تسوق وشوارع حديثة، بقدر ما لها من أوجه أخرى مكملة لتلك الوجوه التي عرفت بها.
مؤكدة على أن أرض الإمارات غنية بثراء أولئك الذين أعطوا ثمرة حياتهم، كلٌّ في زمنه؛ الأمر الذي يدفعهم إلى متابعة سِيرَهم وإنجازاتهم وإبداعاتهم وظروفهم الحياتية.. بما يعيدهم إلى الذاكرة الحية وإلى دائرة الضوء، بما يؤدي إلى مساعدة من لم يطلع على دورهم وإنجازاتهم من الأجيال التي جاءت من بعدهم على التعرف إليهم، والاعتزاز بهم وبإنجازاتهم وتجاربهم.. إضافة إلى التعلم منهم ما قد فات من معارف أو من درر الكلام شعراً ونثراً، والاستفادة من أفكارهم النيّرة الطموحة التي تخطت العواقب والحواجز وكل الظروف الصعبة التي عاشوها ليتركوا لنا أثراً نعتز به ونفاخر بأسمائهم بين أعلام البلدان الأخرى.
«أعلام من الإمارات»؛ سلسلة توثيقية جديرة بالاهتمام، وجديرة بالاحتفاء، وجديرة بأن يُشار إليها بالبنان.. فهي مشروع وطني ثقافي بامتياز، احتفى بالمنجز العلمي والفكري والثقافي لكوكبة من قامات وطنية إماراتية؛ منذ عام 2001 الذي حفل بإطلاق الباكورة التوثيقية «سلطان العويس.. محارة الزمن الجميل» لمؤلفه أحمد علي الزين، وحتى هذه اللحظة من عمر الحياة الثقافية التي أصدرت كتاب «ثاني السويدي: ريق الشعر الذي لا يجِفُّ في بحر المعيريض» لمؤلفه شاكر نوري، لم تتوقف للحظة واحدة عن رفد المشهد الثقافي الإماراتي والعربي، بكوكبة من رجال الفكر والثقافة؛ حيث سلطت الضوء على نحو 30 علماً إماراتياً قد ارتحلوا في مختلف حقول العلم والمعرفة والأدب، فأثروا الحياة الثقافية بعصارة فكرهم وبصماتهم الجديرة بالمحاكاة والنهل من معينها الذي لا ينضب، وارتحلوا عن الحياة في أزمنة مختلفة. 
هذا المشروع الثقافي يؤكد أنه لا يتوقف عند السلف ممن رحلوا، بل يتعدى إلى الأحياء الذين ينبغي أن يُكتب عنهم إن كانوا قد أنجزوا ما يفيد أن يُسجل لهم، وأثروا الساحات المتعددة الوجوه في محاولة للربط بين الماضي وما نعيشه من واقع مزدهر، لتكون باكورة ذلك «تراتيل الصدى: تجربة الشاعر أحمد عيسى العسم» أنموذجاً، لمؤلفه د. هيثم يحيى الخواجة.. والبقية تأتي.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/nyr99jt8

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"