عادي
التقى الرئيس الكيني خلال مشاركته بمنتدى الطاقة الإفريقي في نيروبي

الجابر يدعو إلى تطوير منظومة التمويل المناخي العالمي

21:36 مساء
قراءة 7 دقائق

أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف «COP28» ضرورة توفير المزيد من التمويل المناخي، وإتاحة إمكانية الحصول عليه بشروط ميسَّرة وبكلفة معقولة، لتمكين الدول الإفريقية من تعزيز استثماراتها والاستفادة بشكل أفضل من قدراتها في مجال الطاقة النظيفة.

جاء ذلك خلال كلمته أمام منتدى الطاقة الإفريقي المقام في نيروبي بحضور الرئيس الكيني وليام روتو، وعدد من وزراء وقادة قطاع الطاقة من الدول الإفريقية الأخرى.

في بيان مشترك أصدره الرئيس روتو مع الدكتور سلطان الجابر، أشاد بدولة الإمارات وقيادتها ورئاسة «COP28» لدعمها الراسخ للتنمية المستدامة والعمل المناخي، وأكد الجانبان دعمهما المشترك للإجراءات الهادفة إلى زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، وأنهما سيتعاونان بشأن السياسات وتوسيع نطاق التمويل.

كما تم إطلاق مجموعة عمل مشتركة بين قمة المناخ الإفريقية ومكتب مؤتمر «COP28» للتركيز على تحقيق انتقال منطقي وعملي وتدريجي وعادل في قطاع الطاقة، وتعزيز التمويل المناخي لتسريع النمو الأخضر في إفريقيا.

وفي بداية كلمته أمام المنتدى، نقل سلطان الجابر تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الرئيس الكيني والمشاركين والحضور، وقال: «وفق رؤية وتوجيهات القيادة في دولة الإمارات، تحرص رئاسة «COP28» على تعزيز التعاون الدولي الفعال والشراكات البنّاءة لدعم التقدم بشكل متزامن في كل من التنمية المستدامة والعمل المناخي، خاصة في إفريقيا ودول الجنوب العالمي».

وأوضح أن وفرة موارد الطاقة النظيفة في إفريقيا، بما في ذلك طاقة الرياح والشمس، والطاقة الكهرومائية، وطاقة الحرارة الأرضية الجوفية، والمعادن الثمينة «تؤهلها لتصبح مركزاً للطاقات المتجددة، وقوةً دافعةً مهمةً للنمو الاقتصادي النظيف على مستوى العالم، لكن هناك عقبة رئيسية تقف في طريقها، وهي توفر التمويل بشروط ميسَّرة وكلفة معقولة».

ولفت إلى أن 2% فقط من استثمارات الطاقة النظيفة عالمياً وصل إلى إفريقيا، وهذا أقل من الحد الأدنى المطلوب وهو 10% من مبلغ ال 120 مليار دولار التي يتعين استثمارها سنوياً، وقال: «نحتاج إلى المصارحة بشأن المشكلات، وامتلاك الإرادة والتصميم لحلها».

كما جدد دعوته إلى الدول المتقدمة للوفاء بمسؤولياتها التاريخية والتزامها بتوفير 100 مليار دولار سنوياً من التمويل المناخي للدول النامية، وتأكيده الحاجة إلى تطوير أداء مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف.

وقال: «إن الهيكل المالي الدولي الحالي غير مناسب لأداء الغرض المطلوب منه، لأن مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف لا توفر التمويل الميسَّر بالسرعة الكافية، وهناك حاجة ماسّة لتطوير أدائها، وإذا كان ذلك صعباً في الوقت الحالي، فعلينا استكشاف آليات جديدة لتقليل المخاطر، وتحفيز استثمارات القطاع الخاص على نطاق واسع، لبناء سلسلة من مشروعات الطاقة النظيفة المستدامة والمؤهَّلة لتلقي التمويل المصرفي».

جذب رؤوس الأموال

وأشار إلى أن توحيد معايير أسواق الكربون الطوعية يمكن أن يساعد إفريقيا على جذب رؤوس الأموال، مشدداً على أهمية وضع تشريعات ونظم داعمة لتطوير مناخ استثماري ملائم للقطاع الخاص في مختلف أنحاء العالم.

وأشاد بنجاح كينيا في توفير 80% من الكهرباء من خلال الطاقة المتجددة، وقال «إن هذا لم يحدث مصادفةً، بل نتيجةَ التقاء السياسات الحكومية الاستشرافية والاستثمارات الذكية مع أصحاب الذهنيات العملية»، ونوه بالدور الريادي الإقليمي الذي يمكن لكينيا القيام به في زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة على مستوى العالم ثلاث مرات بحلول عام 2030.

وقال «تمتلك إفريقيا إمكانيات وقدرات كبيرة تؤهلها لأن تصبح عملاقاً في مجال الطاقة النظيفة، ويتطلب تطوير هذه الإمكانيات وجود إرادة سياسية وطموح استشرافي والكثير من رأس المال، وقد بدأ هذا المسار من خلال خطط قائمة على نتائج البحوث العلمية للانتقال المنطقي والعملي والتدريجي في قطاع الطاقة»، لافتاً إلى أن «بنك التنمية الإفريقي يقود حلول التمويل المبتكرة والمشتركة بين القطاعَين الحكومي والخاص لتعزيز النمو النظيف من خلال صندوق الاستثمار «أفريكا 50»، موضحاً أن دولة الإمارات استثمرت ما يزيد على 12 مليار دولار في مشروعات تنموية وأخرى للطاقة المتجددة في جميع أنحاء إفريقيا من خلال شراكات مع القطاعَين الحكومي والخاص».

«التكيف» و«التخفيف»

وخلال لقاء الدكتور سلطان الجابر مع الرئيس روتو، ناقش جهود «التكيف» و«التخفيف»، بما في ذلك الانتقال إلى الطاقة الخضراء، وخطة عمل «COP28» التي تهدف إلى بناء جسور التواصل وتعزيز التعاون بين شمال العالم وجنوبه. كما التقى ديفيز تشيرشير، وزير الطاقة والنفط الكيني، لمناقشة تسريع الشراكات في مجال الطاقة المتجددة في الفترة التي تسبق قمة المناخ الإفريقية التي تُعقد في نيروبي في سبتمبر القادم، ومؤتمر «COP28» الذي تستضيفه دولة الإمارات أواخر العام الجاري.

كما شارك الدكتور سلطان الجابر في اجتماع طاولة مستديرة وزارياً حول الانتقال في قطاع الطاقة، حضره وزراء من أكثر من 15 دولة، وشارك في نقاش مفتوح مع ممثلي الشباب والشعوب الأصلية والمجتمع المدني.

والتقى خلال زيارته أيضاً عدداً من رواد الأعمال الاجتماعية الشباب من شركة «إم - كوبا» الفائزة بجائزة زايد لطاقة المستقبل 2015 عن فئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهي شركة تطوِّر منتجات مالية مبتكرة تساعد شركات التكنولوجيا النظيفة المحلية في مرحلة انطلاقها.

على صعيد متصل، أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كينيا أهمية تعزيز التعاون الوثيق خلال «قمة المناخ الإفريقية» و«مؤتمر الأطراف COP28»، اللذين يشكلان فرصة سانحة للمجتمع الدولي للاتفاق على مسار مستقبلي يركز على الحلول العملية.

وقال وليام روتو، رئيس جمهورية كينيا، والدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف «COP28» في بيان مشترك بالتزامن مع منتدى الطاقة الإفريقي في العاصمة نيروبي.. إن تغير المناخ يُعد من أكبر التحديات التي تواجه العالم اليوم، والذي يتطلب مواصلة العمل من أجل الوصول إلى أعلى الطموحات في نتائج ومخرجات قمة المناخ الإفريقية في نيروبي، ومؤتمر الأطراف «COP28».

وقال البيان «يُعدّ تغيّر المناخ من أكبر التحديات التي تواجه العالم اليوم، وسيكون كلٌ من «قمة المناخ الإفريقية» و«مؤتمر الأطراف COP28» من المحطات الرئيسية في هذا العام الذي سيشهد إجراء الحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تحقيق أهداف اتفاق باريس، ويشكلان فرصة سانحة للمجتمع الدولي لكي يجتمع ويتفق على مسار مستقبلي يركز على الحلول العملية».

 وأكد الجانبان عزمهما على تعزيز التعاون الوثيق بما يضمن نجاح «مؤتمر الأطراف COP28» و«قمة المناخ الإفريقية»، في تحقيق نتائج ملموسة للمناخ ولشعوب إفريقيا والعالم.

وأشاد الرئيس وليام روتو بدولة الإمارات وقيادتها ورئاسة مؤتمر الأطراف «COP28» لدعمها الراسخ للتنمية المستدامة والعمل المناخي، كما يؤكد دعمه للفريق القيادي لمؤتمر الأطراف «COP28»، وترحيبه بتكليف الدكتور سلطان أحمد الجابر بمهمة الرئيس المعيّن ل«COP28»، ما يتيح الاستفادة من خبرته الطويلة، وريادته في مجال الانتقال في قطاع الطاقة، وفي دعم جهود زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم، ويؤكد الطرفان حرصهما على التعاون للوصول إلى أعلى طموح ممكن عبر كل ركائز العمل المناخي خلال «COP28».

«قمة المناخ الإفريقية»

وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر أهمية «قمة المناخ الإفريقية» بصفتها محطة محورية بالنسبة لإفريقيا والعالم في الفترة التي تسبق عقد «COP28»، لتسريع تحقيق انتقال منطقي وعملي وتدريجي وعادل في قطاع الطاقة، وتقديم حلول من قارة إفريقيا إلى «COP28» في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وأشاد بجهود كينيا والرئيس روتو في قيادة العمل المناخي.

وأعلن الجانبان اتفاق مؤتمر الأطراف «COP28» وكينيا على التكاتف وتضافر الجهود، دعماً لزيادة القدرة الإنتاجية العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، مدركين أن هذا الهدف الجماعي يتطلب جهداً عالمياً لتسريع تحقيق انتقالٍ عادل في قطاع الطاقة لا يترك أحداً خلف الرّكب. داعيَين كا الأطراف، في جميع المناطق، إلى الانضمام إليهما في هذه المساعي، والتعاون من أجل حشد الجهود العالمية للعمل والإنجاز. 

وأكد الطرفان أن إفريقيا قادرة على القيام بدور ريادي في هذا الانتقال وتحقيق فوائد ضخمة للمنطقة والعالم، فهي تضم أحد أهم المخازن الطبيعية للكربون على كوكب الأرض، وتتمتع بإمكانات كبيرة غير مستغلة على النحو الأمثل لتوليد الطاقة الكهرومائية على امتداد نهرَي الكونغو والنيل، وطاقة الحرارة الأرضية الجوفية على امتداد الوادي المتصدع الكبير «الأخدود الإفريقي»، بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من الطاقة الشمسية في أنحاء القارة، كما أنها موطن للجيل الحالي والقادم من قادة العمل المناخي ورواد الأعمال وأصحاب المشروعات والمجتمع المدني، الذين سيساهمون في التوصل إلى حلول قادرة على إحداث نقلة نوعية في العمل المناخي، واستغلال الطاقة النظيفة لتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة وسبل العيش في قارة لا يزال نحو نصف سكانها يفتقرون إلى الكهرباء.

وقال الجانبان إن الاستفادة الكاملة من هذه الإمكانيات تتطلب تغييراً جذرياً في مسار العمل، حيث يمثل الاستثمار في الطاقة النظيفة في إفريقيا 2% فقط من الإجمالي العالمي، وهذا أقل من الحد الأدنى المطلوب الذي يمثل 10% من مبلغ ال 120 مليار دولار التي يتعين استثمارها سنوياً. لذا، يجب إحداث تغيير جذري في طريقة استخدام رأس المال العام والقروض الميسَّرة والمعونات لجذب وتحفيز الاستثمار الخاص المطلوب للعمل المناخي في إفريقيا، ونحن بحاجة إلى إعادة التفكير بشكل جوهري في طريقة تعامل المموّلين والحكومات والمؤسسات العالمية ومزودي التكنولوجيا مع بعضهم بعضاً، وعلينا جميعاً أن نقوم بدورنا المشترك، لضمان قدرة العمل المناخي على دعم وإفادة المجتمع بكل شرائحه، بمن في ذلك النساء والشباب والأطفال والشعوب الأصلية.

وقال الجانبان أنه وتأكيداً على التزامنا المشترك بالإنجاز وتحقيق النتائج، أطلقنا اليوم مجموعة عمل مشتركة بين قمة المناخ الإفريقية ومؤتمر الأطراف «COP28»، للتركيز على تحقيق انتقال منطقي وعملي وتدريجي وعادل في قطاع الطاقة، وتعزيز التمويل المناخي لتسريع النمو الأخضر في إفريقيا خلال الفترة التي تسبق المؤتمرَين المذكورين. 

أول يوم مخصص للصحة

 وإلى جانب التعاون البنّاء بين كينيا ورئاسة «COP28» في إعداد خطة عمل خاصة في مؤتمر «COP28» للانتقال في قطاع الطاقة، يتطلع الجانبان إلى العمل معاً والتعاون في تنظيم أول يوم مخصص للصحة على مستوى مؤتمرات الأطراف، وكذلك الاجتماع الوزاري للصحة والمناخ ضمن المؤتمر، ما يتماشى مع توجه قيادة كينيا في هذا المجال.

وأشاد الرئيس روتو برئاسة مؤتمر «COP28» لنهجها الشامل الذي يسعى إلى الجمع بين مكافحة فقدان التنوع البيولوجي وتغيّر المناخ، وتطوير الأنظمة الغذائية، والتصدي للأعباء المناخية المتزايدة على صحة الإنسان، والحد من التأثيرات المناخية الشديدة والمهدِّدة للاستقرار ومعالجة آثارها، خاصة في المجتمعات الأكثر تعرضاً لتداعيات تغير المناخ.

وسيواصل الرئيس وليام روتو و الدكتور سلطان أحمد الجابر التنسيق المكثّف على المستوى السياسي في الأشهر المقبلة، من أجل الوصول إلى أعلى الطموحات في نتائج ومخرجات قمة المناخ الإفريقية في نيروبي، ومؤتمر «COP28» في مدينة إكسبو دبي.(وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4hjtjb3b

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"