نريد اتحاداً قوياً

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

إن أكثر ما يتطلع إليه الشارع الكروي في هذه المرحلة الحرجة بالنسبة لكرة الإمارات، التي تمر بظروف تكاد تكون هي الأصعب في تاريخ الكرة الإماراتية، وجود اتحاد قوي يستمد قوته من رئيس نافذ حاسم في قراراته، وأعضاء متجانسين يقدمون المصلحة العامة على الخاصة، ويضعون حداً لنفوذ الأندية وسيطرتها خاصة بعدما أصبحت هي الأقوى والأكثر نفوذاً وتأثيراً من الاتحاد، وتطبيق تلك المعادلة يجب أن تكون من أولويات الاتحاد الجديد والرئيس القادم، إذا ما أردنا بالفعل إصلاح الخلل الحاصل في منظومة اللعبة الشعبية الأولى والأكثر اهتماماً ومتابعة.

في عام 1989 استقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان من رئاسة الاتحاد، حدث ذلك قبل توجه المنتخب الوطني لسنغافورة للمشاركة في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم، ونجح المنتخب يومها في انتزاع بطاقة التأهل لمونديال 90 بإيطاليا، وعلى الرغم من أن المنتخب كان تحت إدارة لجنة مؤقتة عندما ذهب لسنغافورة بعد استقالة رئيس وأعضاء الاتحاد، إلا أن ذلك لم يؤثر في منظومة المنتخب لأنه كان هناك جهاز فني وإداري على أعلى مستوى ولاعبون على استعداد للتضحية بكل شيء في سبيل راية الوطن، فتحقق الصعود وتأهل المنتخب لكأس العالم في سابقة لم ننجح في تكرارها منذ أكثر من 43 عاماً.

كان ذلك قبل أربعة عقود من الزمن، أما اليوم فإننا نعيش المرحلة الأسوأ في تاريخ كرة الامارات، حيث لا نملك منتخباً واحداً يبعث على الاطمئنان بعد السقوط الجماعي لجميع المنتخبات على جميع الصعد، ومنتخب أول بلا مدرب وغياب تام للمدربين المواطنين، واتحاد بلا رئيس بعد استقالة الشيخ راشد بن حميد النعيمي الذي آثر الابتعاد بعدما اصطدم بالواقع، ووصل لمرحلة اليأس ففضل الاعتذار والابتعاد، تاركاً وراءه أعضاء متنافرين وآخرين مستقيلين من اللجان.

كلمة أخيرة

في تسعينات القرن الماضي، أصدر اتحاد الكرة برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، قراراً بشطب واحد من أهم وأشهر اللاعبين بسبب رفضه الانضمام للمنتخب، أما اليوم فنجد اللاعبين يرفضون نداء الوطن ويتهربون من الانضمام للمنتخب تحت أعذار وهمية بتحريض من إدارات الأندية، وفي اليوم الثاني نجدهم يشاركون مع أنديتهم في المباريات، فهل هناك مثال أوضح من هذا على ضعف الاتحاد وفي المقابل قوة نفوذ الأندية وسيطرتها، باختصار نريد اتحاداً قوياً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr29bhm5

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"