دبي: حازم حلمي
دعا خبراء ومختصون في القطاع السياحي، سكان الإمارات إلى ضرورة استغلال إجازة عيد الأضحى المبارك، للتعرف أكثر على الأماكن السياحية التي تزخر بها الدولة، والتي يأتي إليها السياح من مختلف دول العالم من أجل التمتع بها دون غيرها من الدول الأخرى. وأوضحوا أن القطاع السياحي والفندقي في الدولة افتتح مؤخراً العديد من الأماكن التي تضاهي نظيراتها في دول العالم، وباتت محط أنظار جميع السياح، وأبرزها؛ «سي وورلد» أكبر مدينة ترفيهية للأحياء البحرية في العالم، بجانب «سنو أبوظبي» التي تحاكي أجواء القطب الشمالي، بجانب متحف اللوفر ومتحف المستقبل ومدينة حتا، والمنتجعات المتنوعة في رأس الخيمة وباقي الإمارات.
قال الخبراء والمختصون ل«الخليج»، إن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران هذا العام لحدود غير مسبوقة، جعل الكثير من العائلات تحجب نفسها عن السفر، وتخصص ميزانية لاكتشاف الأماكن السياحية داخل الدولة، مع توقعاتهم بأن تتخطى نسبة الإشغال الفندقي 70%، مقارنة بعيد الأضحى الماضي، وطلباً بزيادة 30% في الإقبال على السياحة الداخلية مقارنة بالفترة ذاتها.
التنوع السياحي
يرى إبراهيم الذهلي، الخبير السياحي، أن المناطق السياحية داخل الدولة تعتبر كثيرة مقارنة بالأماكن السياحية في الدول الأخرى، ولهذا يفضل الكثير من الأجانب الذهاب للإمارات للتمتع بإجازتهم، وقضائها بين الإمارات السبع، التي باتت اليوم تنافس المدن العالمية حسب الأرقام والإحصائيات عن أكثر الوجهات التي يفضلها السياح لقضاء إجازتهم فيها.
وقال الذهلي: «تزخر الدولة بالعديد من الأماكن السياحية، وهذه دعوة للجميع بأن يستغلوا هذه العطلة للتنقل بين إمارات الدولة والتعرف عليها أكثر وعن قرب».
وأوضح أن هناك الكثير من المناطق في الدولة تستحق الزيارة، بدءاً من واحات العين وجبل حفيت، وجزيرة ياس والسعديات في أبوظبي، وحتا في دبي وغيرها من الأماكن، والشارقة ورأس الخيمة وباقي الإمارات التي تتمتع بالعديد من الفنادق والأماكن السياحية الجاذبة التي تلبي تطلعات العائلات.
تعدد الخيارات
أكد عبد السلام الكيالي مدير عام العلاقات الدولية في مجموعة محمد عمر بن حيدر القابضة، أن التعافي الذي وجده العالم اليوم بعد سنوات من الجائحة، وعودة حركة السفر أقوى من سابق عهدها لها آثار إيجابية على دولة الإمارات، مسجلة حركة قوية وطلباً غير مسبوق على حجوزات الفنادق، خاصة تلك الملحقة بمراكز التسوق، وأيضاً التي يوجد بها خدمات للأطفال، بجانب المنتجعات التي تمر بفترة ازدهار كبيرة.
وقال الكيالي: «مقارنة مع عيد الأضحى المبارك الماضي، سجلت فنادق المجموعة نمواً ملموساً في الحركة سواء من السياح أو من الزوار من داخل الدولة، وبنسبة وصلت إلى أكثر من 30%، مع معدل إشغال فندقي على مستوى الإمارات بشكل عام تخطى 70%».
وأضاف: «هناك الكثير من التجارب الترفيهية والسياحية موجودة داخل الدولة، تغطي متطلبات العائلة، والمجموعات السياحية، ابتداءً من معالم أبوظبي الشهيرة في جزيرة ياس، ومتحف اللوفر، وتعدد الخيارات في دبي التي تبهر العالم كل يوم بافتتاح فندق أو منتجع أو مطعم أو معلم سياحي جديد، وأيضاً حتا التي باتت تجذب الكثير من السياح وسكان الدولة إليها على مدار العام، بينما يزداد الزوار إليها أكثر في مواسم الأعياد».
انتعاش الفنادق
وأوضح مدير عام العلاقات الدولية في مجموعة محمد عمر بن حيدر القابضة، أن أسعار الغرف الفندقية زادت بنسبة 30%، وفي بعض الفنادق أكثر، وهذا يدل على انتعاش القطاع بشكل واضح، وتشهد الفنادق التي توجد في وسط المدينة حركة قوية من حيث الحجوزات، كما ساهمت مناطق الجذب السياحي التي افتتحت مؤخراً في رأس الخيمة في نمو الحركة إليها.
وأشار إلى أن تعدد الخيارات السياحية الداخلية أمام سكان الدولة، بجانب ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، وكثرة الفعاليات التي تصاحب الصيف مثل مهرجان دبي الذي يمتد إلى 67 يوماً، كلها عوامل تجذب الجميع لهذه الفعاليات وتغنيهم عن السفر للخارج.
خيارات أقل تكلفة
يقول محمود خليفة المدير التنفيذي لوكالة «اتقان للسفريات»: «مع ارتفاع أسعار تذاكر الطيران هذا العام بشكل كبير، بات من الضروري أمام العائلات التي تتكون من 5 أفراد بالمتوسط، أن تبحث عن خيارات أقل تكلفة، ومعظمها موجودة في الإمارات، بدءاً من أبوظبي، حتى رأس الخيمة، حيث نلاحظ طلباً بنسبة 30% زيادة في الإقبال على السياحة الداخلية مقارنة مع العام الماضي».
وأضاف خليفة: «افتتحت أبوظبي حديثاً العديد من أماكن الجذب السياحي المبهرة، وهي مهمة للعائلات التي تبحث عن الترفيه خلال عطلة العيد، فالأسرة اليوم بإمكانها أن تزورها دون الحاجة إلى تذاكر سفر وتكاليف متعددة، وكل هذه الخيارات موجودة في مكان واحد في جزيرة ياس، من مول ياس وعالم فيراري، ووارنر براذرز أبوظبي، وسي وورلد أكبر مدينة ترفيهية للأحياء البحرية في العالم، بجانب سنو أبوظبي التي تحاكي أجواء القطب الشمالي، وواحة العين والمبزرة الخضراء ومتحف اللوفر، وغيرها من الأماكن».
وأوضح خليفة أن سكان الإمارات باتوا يفضلون زيارة الأماكن السياحية الجاذبة والمتنوعة عن السفر للخارج خلال الإجازات القصيرة، بجانب انتعاش حركة السفر القوية وهذا ما بينته الأرقام مؤخراً، بعدما استقبلت فنادق الإمارات أكثر من 7.2 مليون نزيل فندقي خلال الربع الأول، كما استقبلت دبي لوحدها في أول 4 أشهر من العام الجاري أكثر من 6.2 مليون سائح دولي.
أماكن غنية بالترفيه
يقول أكرم محمد، الرئيس التنفيذي لشركة «Vip بلاتينيوم كونسيرج»: «هناك إقبال غير مسبوق على السياحة الداخلية في الإمارات، وهو في تحسن وارتفاع مستمر لما وفرته الدولة من معالم ترفيهية كثيرة، وفنادق متنوعة تغني المسافر عن الحاجة للسياحة الخارجية خلال هذه الإجازة والاستعاضة عنها داخلياً»، موضحاً أن ارتفاع أسعار التذاكر عالمياً، يجعل المسافرين يفضلون البقاء داخل الدولة.
وأضاف أكرم: «لقد انتعشت السياحة الداخلية بعد جائحة كورونا التي وجهت أنظار المواطنين والمقيمين لزيارة الأماكن الداخلية نتيجة صعوبة السفر في ذلك الوقت، واستمر الوضع بالنمو والتوسع، فقد استطاع السكان التعرف أكثر على الخيارات السياحية الموجودة التي توازي أفخم الأماكن العالمية وتنافسها».
ولفت أكرم إلى أن هناك العديد من المعالم السياحية والترفيهية التي تم افتتاحها مؤخراً، منها «sea world» أبوظبي التي لاقت اهتماماً وإقبالاً واسعاً من جميع الفئات، متوقعاً نمواً بنسبة 60% على زيارتها، بعد تجهيزها وإحاطتها بالفنادق الفاخرة ومراكز التسوق المتعددة، ما يعطي الزائر خيارات متنوعة خلال إقامته.
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة «Vip بلاتينيوم كونسيرج»، أن هناك تزايداً ملحوظاً في نسبة الإشغال الفندقي وبنسبة لا تقل عن 70% مقارنة بالعام الماضي بالتزامن مع افتتاح العديد من الوجهات السياحية والفنادق في مختلف الإمارات، وشهدت الدولة تطوراً ملحوظاً في الفنادق والخدمات الفندقية التي تعد نقطة جذب أساسية للسياح من مختلف أنحاء العالم بالإضافة إلى الأمن والأمان الداخلي الذي يبحث عنه أي سائح قادم للزيارة.
