عادي
تمازج حضاري متفرد تفوح منه رائحة الأصالة

الأسواق التراثية القديمة.. وجهة سياحية فريدة في دبي

01:07 صباحا
قراءة 6 دقائق
سوق أدوات المطابخ داخل الأسواق التراثية
سوق نايف
سوق الذهب في دبي

دبي: سومية سعد

الأسواق التراثية القديمة وجهة سياحية فريدة في دبي ينبعث من جدرانها عبق الماضي، ويطل من شوارعها الاعتزاز والحنين إلى أيام خلت وامتلأت بتفاصيل لا يمكن نسيانها، فيُجسد تراثاً فريداً من نوعه ووجهات مثالية تجسد ذكريات الماضي الجميل ومن بين شوارعها العتيقة ومبانيها الحديثة الطراز التي جمعت مختلف الجنسيات، وتقع عدة أسواق منها في منطقة نايف، وسميت «نايف» بهذا الاسم من المنيف، ومعني المنيف هو اسم مشتق من أناف، أي ارتفع وأصبح شاهقاً وعالياً، كما يأتي بمعنى المشرف أو الشرف أو العظيم، وسمّاها نايف سلطان بن مقرن وهو من أعيان دبي.

وتبرز فيها الأسواق التراثية التي تفوح منها رائحة الأصالة ويطل التراث برأسه من بين ثنايا المحال التجارية لاقتناء الهدايا والتحف والتذكارات الرائعة لتظل ذكريات لا تنسى.

وتتميز هذه الأسواق بتنوع منتجاتها وسلعها، بدءاً من الذهب والمجوهرات وصولاً إلى الأقمشة والمنسوجات، إلى جانب البخور والعطور المعدة يدوياً، والتوابل والسجاد وغيرها الكثير، كما يتمتع المقيمون والسياح بتجربة مثيرة من التسوق والترفيه في أجواء تمزج بين أناقة الحاضر وعراقة الماضي. ومن بين هذه الأسواق:

سوق نايف دبي

سوق نايف بسبب التراث التقليدي العريق الذي يحمله السوق بين طياته، فإنك تستطع إيجاد كل ما تريده بهذا السوق بأسعار معقولة، وكان في السابق من المراكز الاقتصادية المهمة في إمارة دبي، وكان يُسمى «سوق الصناديق»، ويرجع سبب تلك التسمية الى أن محال السوق في الماضي كانت أكشاكاً متجاورة مصنوعة من الخشب، على مساحة 6125 متراً مربعاً وينقل كل زائر له، إلى نبع الأصالة وعبق الماضي الذي يشدو بتراث الأجداد، ودورهم في إرساء دعائم الأسواق الشعبية التي لم تكن محطة للتعاملات التجارية كالبيع والشراء فقط، وإنما نقطة تجمع ومحطة لتبادل الأخبار، وملتقى ثقافي أدبي وتجاريا.

أسّس سوق نايف عام 1970، وجدّد عام 2010، من بين أبرز المحال في سوق نايف الأقمشة والجلود، والأجهزة الإلكترونية والتكنولوجية والملبوسات، ومن بين الحين والآخر يطلق العروض على البضائع المختلفة، وأسعار البضائع زهيدة.

سوق الذهب

في سوق الذهب الذي يقع بالقرب من نايف تراث زاخر بالكنوز البديعة من المجوهرات والذهب والأحجار الكريمة؛ حيث اكتشفت مشغولات ذهبية ونحاسية وخيوط الذهب المستخلصة قبل الصناعة، وقطع ذهبية منقوشة أبدعتها حضارة إماراتية في مواقعها الأثرية، ما يؤكد أن دبي قديماً كانت سوقاً صناعية مهمة للذهب، كما هو الحاضر عبر موقعها الجغرافي المؤثر، وسوقها الشهير «سوق الذهب» الذي يمثل نقطة التقاء تجمع بين عشاق المعدن الأصفر، ويستقطب الزائرين من جميع أقطار العالم، ما يتيح لهم الاختيار بين مختلف أنواع الحلي النفيسة والمشغولات الذهبية النادرة في أجواء تنافسية مملوءة بالعروض الترويجية التي تستقطب المتسوقين والزائرين والسياح إلى محاله العريقة، لاقتناص الفرص الثمينة، والتمتع برؤية الجواهر المزدانة على واجهاتها في منظرٍ آسر للقلوب.

ويُعد «سوق الذهب» الواقع في منطقة ديرة، الأكثر أهمية بين الأسواق الموجودة في دبي؛ حيث إنّه الوجهة الأكثر تفضيلاً لدى تجّار الذهب والأشخاص الذين يحبون اقتناء الذهب حول العالم، ويضم السوق متاجر كبيرة تقدم تشكيلات واسعة من المشغولات المختلفة بأسعار مناسبة، وبكميات كبيرة ومتنوعة؛ مثل: السبائك الذهبية، والأساور، والأطواق، والخواتم، والماس، وأحجار الزمرد والياقوت واللؤلؤ وغيرها الكثير التي يتم استيرادها من مختلف بقاع العالم. كما يحتضن السوق الكثير من أشهر محال المجوهرات من جميع أنحاء العالم تحت سقف واحد، ما جعله إحدى أبرز الوجهات السياحية والتجارية لمحبي اقتناء الذهب في العالم.

سوق البهارات

يقع سوق البهارات في منطقة نايف وهو سوق قديم وشهير يعود تاريخه إلى نحو أكثر من مئة عام، إذ تم تشييده منذ 160 عاماً، ويعد من أهم الأسواق الشعبية في دبي، حيث يتم استيراد بهاراته من شرق وجنوب شرق آسيا وجنوب آسيا، بما في ذلك الهند والصين، وسوريا، وباكستان، وإيران، كما يتّضح من الاسم، فإنّه بمجرّد دخولك إليه، سوف تشتم رائحة نكهات التوابل والبهارات المميّزة التي تنتشر في جميع أرجاء وأزقة السوق ويعرف ب «سوق الدويات» أحد أهم هذه الأسواق التجارية التقليدية والتي تم ترميمها وإعادتها للحياة بتصاميم تراثية أنيقة. وتمتلئ المحال في سوق الدويات بأنواع البهارات المختلفة أو كما تسمى باللهجة المحلية الإماراتية «البزار»، وتطلق على مجموعة من البهارات التي تطحن وتخلط مع بعضها بنسب متفاوتة وتضاف إلى الطعام بحسب الرغبة، ومن هذه البهارات الكركم، والفلفل الأسود والأحمر وبذور الكزبرة والقرفة والهيل والحلبة والمسمار والكمون وتختلف أسعار البزار حسب نوعيته.

ينفرد كذلك السوق بتوفيره لأجود أنواع البضائع بأسعار يسيرة للغاية تناسب جميع زوّاره، كذلك يضم أجود أنواع البهارات والأعشاب وخصوصاً النادرة منها، كما يمتاز بأسعاره البسيطة مقارنةً بمختلف أسعار التوابل في الإمارات.

يوفّر السوق إلى جانب البهارات والتوابل مجموعة فاخرة من العطور والأدوية والبخور والمكسّرات الإيرانية والزيوت والنسيج والسجاد وغيرها من البضائع. ويمكن العثور على جميع أنواع دهن الحيوانات المستخدمة في علاج آلام المفاصل، ومثال على ذلك دهن النعام ودهن الخرتيت.

يقع بالجانب الشرقي من مدينة دبي وتحديداً على الضفة الشمالية لخور دبي في منطقة ديرة، بتصميمه المعماري التراثي اليسير، حيث ستجد دكاكين صغيرة متجاورة داخل ممرات متوازية تصطف فيها، وهو مغطّى بالدعائم الخشبية المصنوعة من سعف النخيل تختزل بدورها الرطوبة وتنير السوق بضوء خافت مريح للناظر.

سوق السبخة

لا بد للزائر إلى دبي أن يجد وقتاً لزيارة هذا السوق والاستمتاع بقضاء أوقات رائعة في أحد أقدم الأسواق وأكثرها شعبية، حيث يقع سوق «السبخة» بين منطقتي مرشد والرقة، ويعج بالزوار الباحثين عن أفضل العروض على الأقمشة والإلكترونيات، والأنظمة الصوتية ومعدات التصوير الضوئي وغيرها من المنتجات المتنوعة بأسعار منافسة جداً، وفي أجواء أقل ما يقال عنها إنها من زمن الماضي الجميل.

سوق مرشد

وعلى بعد دقائق من نايف يستقبلك سوق مرشد بمزيج رائع من روائح العطور والعود الفواحة المنبعثة من متاجره، حيث يختلف المزيج تبعاً لأنواع العطور المتوافرة، وهو من أشهر وأقدم أسواق الجملة فيها، إذ تعود شهرته الواسعة إلى توفيره العديد من المنتجات والبضائع المتنوعة، والتي تمتاز بسعرها الزهيد وجودتها الممتازة.

وفي مرشد للعطور أشكال وأنواع عدة، إذ تتنوع تركيبات العطور حسب الغاية والغرض منها، فهنالك عطور للنساء وعطور للرجال، ومنها تلك التي تستخدم لتعطير المنزل، لذلك يحرص سوق مرشد للعطور على توفير أقوى وأشهر العطور العالمية والتركيبات المميزة التي تلبي مختلف الأذواق

كما يضم عدداً وفيراً من متاجر للجلاليب أحد الأسواق الفرعية في سوق مرشد دبي، سوق للعباءات ويضمّ تشكيلة مميزة من أفخم وأجمل تصاميم العباءات التي تناسب كافة الأذواق، وهو واحد من أسواق الجملة في دبي.

كما يضم سوق مرشد الجلاليب الفاخرة، كما يوفر إمكانية البيع بالجملة، يضم السوق كافة أنواع الجلاليب، ومنها الجلاليب الإماراتية والخليجية والليبية والسورية والمصرية، والتي تتميز بجودتها العالية وتصاميمها المميزة والمصنعة بعناية فائقة

تتوفر الأقمشة في سوق مرشد بخامات وألوان فريدة، فاحتمالية عدم عثور الزائر على مبتغاه تكاد تؤول إلى الصفر. يتوجّه التجار الى سوق مرشد للأقمشة للاطلاع على أحدث التطورات في عالم الأقمشة، ولشراء كافة احتياجاتهم.

وسوق الأقمشة الذي يقع قرب خور دبي، ويضمّ عدداً كبيراً من المتاجر المختصّة بأجود أنواع الأقمشة والحرير والنقوش من جميع أنحاء العالم. كما يوجد في السوق العديد من الخياطين الماهرين الذين يخيطون قطعاً حسب الطلب. كما تُعرض في السوق تشكيلة من الملابس الجاهزة من ابتكار المصممين المحليين، فضلاً عن مجموعة كبيرة من الأزرار والترتر والأحجار والدانتيل وغيرها من الإكسسوارات التي تضيف لمسة عربية.

كما يضم الحي سوق العطور، الذي يمكن زواره من اكتشاف أسرار صناعة العطور الإماراتية التقليدية، التي لطالما حظيت بمكانة مهمة في دبي على مدى السنوات، وهذا التراث لا يزال حياً حتى اليوم. يمكن للزوار التعرّف إلى الثقافة الإماراتية عبر العطور وقصصها المميزة التي أدّت دوراً أساسياً في التجارة داخل الإمارات.

السوق الكبير

يُعدّ السوق الكبير والواقع ين سوق الذهب وسوق السبخة في ديرة، من أقدم الأسواق، ويتميز بطرازه الهندسي الفريد حيث تعلو بعض المحال البراجيل التي توفر المناخ اللطيف للمتسوّقين، إلى جانب أبوابها الخشبية الكبيرة التي تحمل ممرات جصية تسهل عملية التهوية وتنعش السياح في فصل الصيفويكتشف الزائر لهذا السوق أيضاً تصميمه القديم عبر متاجره المتراصة في صفوف متسلسلة، وفق خط بصري جمالي يضفي على المكان لمسات من الظلال الواقعة عليه في منظر يمثل إيقاع الحياة في الماضي وحركة الباعة والمشترين.

سوق الفهيدي

يعتبر سوق الفهيدي أو كما يسمونه سوق دبي القديم من أشهر الأسواق الشعبية في دبي وهو عبارة عن سوق قديم يحتوي على جميع أنواع المنتجات، وهو سوق ذو طابع خاص ومميز يمكنك أن تجد فيه كل ما تحتاج إليه بأسعار رخيصة، ومن أهم السلع الموجودة هناك الملابس والهدايا التذكارية والأجهزة الإلكترونية والأقمشة والمنسوجات وحقائب اليد والسلع الغذائية بجميع أنواعها، أنه سوق مميز حقاً يقع في منطقة ديرة في شارع بني ياس، ويقع في حي الفهيدي التاريخي نمط الحياة التقليدية الذي كان سائداً في دبي منذ منتصف القرن ال19 وحتى سبعينات القرن ال20، حيث المباني ذات البراجيل الشامخة، والمشيّدة بمواد البناء التقليدية من الحجر المرجاني، والجص، وخشب الساج، وخشب الشندل، وسعف وجذوع النخل - متراصة بشكل تلقائي تفصل بينها الأزقة والسكيك والساحات العامة، التي تضفي على الحي تنوّعاً جمالياً طبيعياً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yk8bv89f

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"