عادي
الإمارات تدعو إلى التهدئة وتؤكد ثقتها بقدرة باريس على تجاوز الأحداث الجارية

تعبئة فرنسية لمواجهة العنف.. وتلويح بـ«الطوارئ»

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
1
متظاهرون ورجال الشرطة الفرنسية أثناء اشتباكات في مرسيليا (أ.ف.ب)
1
1
1

بدأت الاحتجاجات العنيفة التي امتدت إلى أنحاء مختلفة في فرنسا، بعد مقتل الشاب نائل برصاص شرطي، ومازالت تلقي بظلالها على كثير من القطاعات، لدرجة تكاد تعطل الحياة العامة للفرنسيين. إذ شهدت فرنسا مزيداً من المواجهات العنيفة وأعمال نهب وحرق، كما استولى متظاهرون على أسلحة في مرسيليا، في وقت طلبت فيه الحكومة من أعضائها البقاء في العاصمة، وسط مخاوف من توسع رقعة الاضطرابات، في حين قالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، إن باريس تدرس كل الاحتمالات للسيطرة على أعمال العنف، بما في ذلك إعلان حالة الطوارئ.

وفي ذات السياق، شيّع آلاف الفرنسيين جنازة الشاب نائل مرزوقي الذي قُتل برصاص شرطي فرنسي من المسافة صفر، في «نانتير» بضواحي باريس، في حادثة انقلبت بعدها الأمور في فرنسا رأساً على عقب، حيث خرجت المسيرات البيضاء لدعم الشاب وعائلته، ثم تحولت إلى أعمال نهب وسرقة اجتاحت جميع أنحاء فرنسا، إذ تترنح البلاد على حافة الفوضى الكاملة، بعد أربع ليالٍ من العنف والتدمير، فيما طلبت أسرة الضحية أن تتم عملية الدفن في إطار خاص بدون حضور إعلامي، حيث ووري جثمان نائل الثرى في المكان المخصص لدفن المسلمين في المقبرة الخاصة بمدينة نانتير غربي باريس. 

مئات المعتقلين

 وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية اعتقال أكثر من 1300 شخص وإصابة 79 شرطياً خلال أربع ليال من الاحتجاجات، وأحصت الداخلية الفرنسية في بيان 42 هجوماً ضد مراكز الشرطة وقوات الدرك. وأضاف البيان أن النيران أضرمت في حوالي 1350 سيارة، في حين تعرض 234 مبنى للحرق أو التخريب، وأحصي 2560 حريقاً على الطرقات العامة. وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان خلال تفقده أحد مواقع المواجهات إن الجمهورية ستنتصر على «مثيري الشغب والعنف»، مؤكداً أن وتيرة العنف كانت أقل حدة الليلة قبل الماضية. وأعلن الوزير في تصريحات تلفزيونية نشر 45 ألف شرطي لاحتواء الاضطرابات، لافتاً أنه ستكون هناك أيضاً مركبات مدرعة ومروحيات في الميدان. وأضاف «سندفع بقوات الدرك لتعزيز عمليات الأمن التي تقوم بها الشرطة». 

واندلعت مواجهات عنيفة بين مُتظاهرين فرنسيين وأنصار اليمين المُتطرف، ومُنذ يوم الثلاثاء تشهد الكثير من المُدن الفرنسية أعمال شغب لا تزال مُستمرة حتى الآن، وفقاً لما ذكرته قناة «فرانس 3» التلفزيونية، مساء أمس السبت، ويُجرى التحقيق في ظروف الاشتباكات بين المُحتجين المُشاركين في أعمال الشغب، وأنصار اليمين المُتطرف التي وقعت الليلة الماضية في بلدة أنجيه غرب البلاد. وأشارت القناة إلى أنه «تم فتح قضايا جنائية عدة بشأن حقيقة حيازة أسلحة بشكل غير قانوني بعد اشتباكات دارت بين المُتظاهرين وجماعة اليمين المُتطرف».

دعوة إلى الهدوء

من جهتها، دعت منظمة مسلمي فرنسا إلى الهدوء في التعامل مع وفاة الشاب نائل، كما دعت السلطات الفرنسية لتحمل مسؤوليتها في استعادة ثقة الفرنسيين في شرطتهم وقضائهم. وأضاف بيان للمنظمة أن العزاء لنائل لا يكتمل إلا بتحقيق العدالة، مذكرة أن النيابة الفرنسية اعتبرت أن اللجوء لاستخدام السلاح بحق نائل لم يستوف الشروط القانونية.

وفي سياق متصل، بدأت أيام الاحتجاجات التي امتدت إلى أنحاء مختلفة في فرنسا بعد مقتل فتى برصاص شرطي تُلقي بثقلها على قطاع السياحة الذي يشهد إلغاء حجوزات، بالإضافة إلى تعرض فنادق ومطاعم لأضرار جراء «أعمال الشغب». وقال رئيس الجمعية الرئيسية لأصحاب الفنادق والمطاعم تييري ماركس «شهدت الفنادق الأعضاء في الجمعية موجة من إلغاء الحجوزات في جميع المناطق المتضررة جراء التخريب والصدامات». وطلب ماركس من السلطات أن تضمن سلامة العاملين في قطاع الفنادق والمطاعم في أكثر الوجهات السياحية شهرة في العالم.

أسف إيطالي «للتعاسة الواضحة»

وأبدى وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، أمس السبت، أسفه «للتعاسة الواضحة» في الضواحي الفرنسية التي عاشت أمس الأول الجمعة ليلتها الرابعة على التوالي من أعمال الشغب والنهب والصدامات بين قوات الأمن ومحتجّين على مقتل شاب برصاص الشرطة. ورداً على سؤال بشأن الاحتجاجات العنيفة في الجارة الشمالية لبلاده قال تاياني الذي يتولى أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء في الحكومة اليمينية المتشدّدة برئاسة جورجيا ميلوني إنّ هذه مسألة تخصّ فرنسا حصراً. وأضاف في مقابلة مع محطة «راديو 1» الإذاعية «من الواضح أنّ هناك تعاسة، وخاصة في الضواحي الفرنسية الكبرى، وانفجرت عندما حدثت هذه الواقعة المحزنة للغاية، والتي لم يكن ينبغي أن تحصل». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4e674s27

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"