عادي
صيفنا ثقافة

هاشم المعلم: أعود إلى الشعر بديوان «منجروف»

01:18 صباحا
قراءة 3 دقائق
هاشم المعلم

الشارقة: أشرف إبراهيم

يطوع الكثير من الكتاب والشعراء أوقاتهم، لإشعال جذوة الكلمات على ضفاف أخرى، وبحسب الحالة المزاجية وما تأنس إليه نفوسهم من رغبة في البوح، وتذهب أحياناً أفكارهم في فترة الصيف نحو استعادة وهج الكلام، سواء بالتأمل الدقيق لكل ما يبعث على الجمال، ومن ثم الاستكانة إلى دروب الحياة، فللصيف بهجات أخرى في نفوسهم؛ إذ إنه بإمكان الأصابع أن تدور من جديد في الفراغ لتلتقط كتاباً يكون بمثابة مسرة وفرح للاطلاع، أو تأمل وجوه وأمكنة جديدة، أو محاولة استكمال مشروعات في الكتابة.

يقول الشاعر هاشم المعلم: «تشتعل الحروف في ذاتي من خلال الفرح والحزن، من انكشاف البعيد والغامض، من فكرة تولد في متاهة الروح على غرّة، والشعر هو لوحة الجمال في كل ركن على هذه الأرض، ومن كثرة الارتباط بإيقاعات اللغة تستيقظ غرائب الخيال فتأتي القصيدة بكل تجلياتها، هكذا أعيش الغياب والحضور في كلماتي، وعلى الرغم من أنني لم أنشر ديوان شعر منذ عشر سنوات فإنني أعيش في هذه الأيام تجربة شعرية مغايرة في فكرتها وطريقة سردها، فهي قطرات استخلصها من محيطي الذي أعيش فيه، والذي يمنحني فرصة واسعة للتأمل والقدرة على النظر بعمق في أحوال الإنسان وإشكالياته المتغيرة، فالديوان الجديد الذي يتألف من 30 قصيدة يحمل عنوان «منجروف» وهي شجرة معروفة تنمو على ضفاف الماء المالح، لكنني استلهمت منها فكرة صراع الحياة والموت، وها أنا بعد غياب طويل استعد في هذه الفترة لتجهيز هذا الكتاب الشعري الذي يحمل في طياته قصائد ذات نفس طويل، وأخرى قصيرة، وباقي القصائد جاءت متوسطة إلى حد ما».

ويضيف: «أدين بالفضل لبعض أصدقاء العمر في حثي على إكمال هذا المشروع الشعري الذي يستخلص مني تجارب حياتية كثيرة، فقد دفعوني هؤلاء الأحباء إلى الاستمرار في الكتابة، إذ يحتاج الشاعر في بعض مراحل حياته إلى من يوقظ شمعة في حياته حتي يعود إلى زخمه وتوهجه، ويستنير برفقة شركاء النجاح والإبداع»، لافتاً إلى أنه يكتب أيضاً قصائد منفردة، حيث يعمل على كتابة قصيدة تحمل عنوان«المسافر بقبعة من القش» وهو نص طويل يمثل له تحولات في نسقه الشعري، بخاصة أن قصيدة النثر التي يكتبها تحتاج إلى عزف من نوع خاص، وتجريب بحسب كل مرحلة يمر بها كشاعر، فهو حالياً حكاء سارد يستخدم تقنيات القصة في كتابة الشعر يأسلوب مغاير.

ويشير إلى أنه يعيش بذاكرة معتقة تربطه بأحوال بيئته التراثية، وهو ما يجعله يتلمس كلمات جديدة من بيئات الإمارات القديمة، فهو من الشعراء الذين تعلق قلبهم بالموروث، لذا فإن كتاباته الأدبية الأخرى التي يستلهمها من النخيل والصحراء وكل ما يبث في نفسه الدهشة من الأودية والواحات وشباك الصيد ورائحة البحر وطول الساحل، كل هذه الأشياء تجعله يمد جسوراً مع كتابات أدبية حرة يطمح أن يجمعها في كتاب في الفترة القادمة، بخاصة أنه يؤمن بأن إبداع الشاعر لا يتوقف في كل فصول السنة، لكن ربما في الصيف يكون بالفراغ كثيراً، لذا فإنه من الممكن أن يكمل الكاتب أو الشاعر لوحة إبداعية ناقصة.

ويبين أنه يقرأ كثيراً إيماناً منه بأن المطالعة هي رصيد الشاعر من الكلمات، وهي واحة الأحلام التي تمتلأ بها الروح فتشرق بداخله الحكمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/28zv9jms

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"