عادي

تزامناً مع تمردها..سوريا باغتت «فاغنر» بحملة قمع سريعة

21:57 مساء
قراءة 3 دقائق
5225900

بيروت - رويترز

بينما كان مقاتلو فاغنر يتقدمون باتجاه موسكو في محاولة تمرد أواخر يونيو/ حزيران الماضي، اتخذت السلطات في سوريا، والقادة العسكريون الروس المتمركزون هناك مجموعة تدابير وإجراءات السريعة ضد أفراد المجموعة العسكرية الخاصة المنتشرين فيها، لمنع اتساع نطاق التمرد، وذلك وفق مصادر مطلعة على الأمر.

وذكرت المصادر أن الحملة التي لم ترد عنها أي تقارير من قبل شملت قطع خطوط الاتصال الهاتفي واستدعاء نحو عشرة من قادة فاغنر إلى قاعدة عسكرية روسية، وإصدار أوامر لمقاتلي المجموعة بتوقيع عقود جديدة مع وزارة الدفاع الروسية أو مغادرة سوريا على الفور. ومن بين المصادر التي كشفت النقاب عن هذه الأحداث مسؤولون أمنيون سوريون، ومصادر متمركزة قرب القوات الروسية المنتشرة في سوريا.

وطلبت مصادر عدم نشر أسمائها نظراً لحساسية المعلومات العسكرية. وتكشف الإجراءات كيف تحركت السلطات السورية بسرعة للسيطرة على المقاتلين بدافع من الخوف، من أن يتشتت تركيز موسكو، وسط الأحداث التي كانت تجري في الداخل الروسي، بحسب مصدرين سوريين مطلعين على العمليات.

وقال نوار شعبان الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، وهو مؤسسة بحثية مستقلة مقرها إسطنبول، وتركز على الشأن السوري «دور فاغنر في سوريا، الذي كانت تلعبه سابقاً، انتهى. بعد تلك الأحداث، انتهت علاقتهم بوزارة الدفاع السورية».

ولم تعلق دمشق علناً على تمرد فاغنر يومي 23 و24 يونيو/ حزيران الماضي، حين أمر رئيس المجموعة يفجيني بريغوجين رجاله الذين يقاتلون لصالح روسيا في أوكرانيا بالزحف نحو موسكو، قبل أن تتوسط روسيا البيضاء في اتفاق أدى إلى تراجعهم ونفي الكثير منهم.

ومع هذا، عبر مسؤولون كبار في المخابرات والجيش السوريين عن قلقهم، وهم يراقبون الأحداث من أن يؤثر التمرد في الوجود العسكري الروسي، وفقاً لمصادر سورية.

وأوضحت المصادر، أن عدد مقاتلي فاغنر في سوريا صغير نسبياً إذ يتراوح بين 250 و450 فرداً، أو ما يقرب من عُشر القوة العسكرية الروسية التي يعتقد أنها موجودة في سوريا. ولا توجد أرقام رسمية لتلك القوات ونشرت روسيا قواتها وخاصة قواتها الجوية الحاسمة في سوريا عام 2015، وساعدت الرئيس بشار الأسد على هزيمة الجماعات المسلحة في البلاد. ومنذ ذلك الحين، تشارك فاغنر في مهام قتالية وتأمين المنشآت النفطية في سوريا، ووردت تقارير عن أول وفيات مشتبه بها بين صفوف فاغنر هناك عام 2015.

ولعبت المجموعة العسكرية دوراً في العلن في حرب روسيا على أوكرانيا. وقال الرئيس فلاديمير بوتين بعد التمرد، إن حكومته تمول المجموعة.

وعقب إعلان بريغوجين عن تحركه، أُرسلت مجموعة من الضباط العسكريين الروس سريعاً إلى سوريا للمساعدة في السيطرة على قوات فاغنر، وفقاً لمصدر عسكري إقليمي مقرب من دمشق ومصدرين سوريين مطلعين على الأحداث.

وأفادت مصادر، بأن الاستخبارات السورية قطعت خطوط الهواتف الأرضية والإنترنت الجمعة 23 يونيو/ حزيران عن المناطق التي تنتشر فيها قوات فاغنر لمنع المقاتلين من التواصل، سواء مع بعضهم أو مع المجموعة بروسيا أو حتى مع أقاربهم في بلدهم.

وبحلول صباح السبت 24 يونيو/ حزيران الماضي، كان مسؤولون في المخابرات العسكرية السورية ووزارة الدفاع الروسية ينسقون عن كثب لعزل عناصر فاغنر، والسيطرة عليهم، بحسب مصادر سورية.

وجرى استدعاء نحو عشرة من العناصر القيادية في فاغنر، كانوا منتشرين في محافظة حمص بوسط سوريا ومناطق أخرى، إلى قاعدة حميميم الروسية بمحافظة اللاذقية، بحسب ضابط بالحرس الجمهوري. وقال الضابط إن هذا حدث في الساعات الأولى من التمرد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/kx9ventn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"