عادي
صاحب المؤلفات الشهيرة و«نوبل» في الاقتصاد

ميلتون فريدمان..مؤسس المدرسة النقدية والعدو اللدود للتضخم

21:53 مساء
قراءة 3 دقائق
النمو

يعد ميلتون فريدمان من أكثر الشخصيات الاقتصادية الأمريكية شهرة على الإطلاق، إذ حصل على جائزة نوبل في الاقتصاد، عام 1976، نظراً لإنجازاته في تحليل الاستهلاك والتاريخ النقدي ونظريته في شرح سياسة التوازن، كما كتب العديد من الدراسات والأبحاث الاقتصادية المتميزة، التي استخدمها من بعده العديد من رجال وخبراء الاقتصاد في عدد كبير من الدول.

1
ميلتون فريدمان

ولد فريدمان في الـ 31 من شهر يوليو/ تموز، عام 1912، في مدينة بروكلين في ولاية نيويورك الأمريكية، وهو الابن الرابع لعائلة مهاجرة من النمسا، كانت والدته تعمل في إدارة محل صغير لبيع السلع، أما والده فقد كان مشاركاً في عدد من المشاريع، التي لم يكتب لها النجاح، ما وضع العائلة بالتالي في حالة مادية غير مستقرة. تلقى ميلتون تعليمه الثانوي في مدرسة راهواي، وتخرج فيها، عام 1928، ومن ثم حصل على إحدى المنح الدراسية التي أهلته للالتحاق بجامعة روتجرز، التي تخرج فيها عام 1932، حاصلاً على شهادة في الرياضيات.

وفي عام 1933 حصل على درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة شيكاغو، ومن ثم درجة الدكتوراه في الإحصاء من جامعة كولومبيا، وأصبح بعد ذلك واحداً من أهم أعلام الاقتصاد.

شغل ميلتون عدداً من المناصب على مدار حياته، من ضمنها كبير الباحثين في معهد هوفر التابع لجامعة ستانفورد، كما كان أستاذاً في الاقتصاد في جامعة شيكاغو، خلال الفترة ما بين عامي 1946 و1976، بالإضافة إلى كونه عضواً في المجلس الاستشاري للسياسة الاقتصادية في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، عام 1981، والذي ضم عدداً من الخبراء الاقتصاديين.

وعلى الرغم من المكانة العلمية التي وصل إليها ميلتون، إلا أنه رفض المناصب السياسية التي عرضت عليه مثل وزير المالية، ورئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين أثناء حكم ريغان.

أجرى فريدمان عدداً من الدراسات والأبحاث الاقتصادية، ففي عام 1963، صدر له بحث مهم بعنوان «التاريخ النقدي للولايات المتحدة»، الذي ساعد في فهم حيثيات وأسباب أزمة الكساد العظيم في عام 1929.

أسس فريدمان ما يعرف بالمدرسة النقدية، التي تعد التضخم ظاهرة ناتجة عن زيادة كبيرة في كمية النقد الذي يصدره البنك المركزي، وأن حصر هذه الزيادة في نسبة معقولة لا تتجاوز الـ 5% سنوياً، سيكون كافياً للقضاء على التضخم، وبالفعل تم الاستعانة بهذه القاعدة في المصرف المركزي الأمريكي، لمجابهة حالة التضخم والركود، التي هددت الاقتصاد الأمريكي في سبعينات القرن الفائت، حيث حققت هذه القاعدة النجاح والقضاء على التضخم، كما تم الاستعانة بها بعد ذلك في مواجهة هذه المشكلة في عدد من الدول.

خاض ميلتون العديد من القضايا الاقتصادية، كان من أبرزها مطالبته بتقليل التدخل الحكومي في الاقتصاد، وإتاحة المزيد من الحرية للأفراد، حيث ركز على ضرورة حصر دور التدخل الحكومي في الاقتصاد على مجالات محددة، مثل الدفاع والتعليم الأساسي والخدمات والصحة وغيرها.

قدم فريدمان عدداً من الكتب الاقتصادية المهمة والمقالات والأبحاث، منها نظرية «عامل الاستهلاك»، و«التاريخ النقدي للولايات المتحدة»، ومن مؤلفاته الشهيرة كتاب «حرية الاختيار»، الذي عرض فيه أفكاره عن ضرورة المبادرة الفردية، وضرورة الحد من التدخل الحكومي في الاقتصاد، وكتاب «الحرية والرأسمالية»، الذي حدد فيه الدور المناسب للحكومة في المحافظة على الحريات السياسية والاجتماعية.

ونظراً لجهوده في المجال الاقتصادي حصل فريدمان على العديد من الجوائز والأوسمة، من ضمنها جائزة نوبل، كما منح ميدالية الحرية الرئاسية، عام 1988، والميدالية الوطنية للعلوم.

توفي فريدمان في السادس عشر من نوفمبر، عام 2006، عن عمر ناهز 94 عاماً.

وصنفت دراسة استقصائية خاصة بعلماء الاقتصاد فريدمان، بأنّه ثاني أكثر الاقتصاديين شعبية في القرن العشرين، بعد جون مينارد كينز، ووصفته مجلة ذي إيكونوميست، بأنّه أكثر الاقتصاديين تأثيراً في النصف الثاني من القرن العشرين، وربما في القرن كاملًا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrcybwxz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"