عادي
وقت مثالي للخروج من عبء الضغط الدراسي

الأنشطة الصيفية.. تجارب مٌلهمة للصغار

01:30 صباحا
قراءة 4 دقائق
2

تحقيق: راندا جرجس

الإجازة الصيفية وقت مثالي للانطلاق والخروج من عبء الضغط الدراسي الذي يعانيه الطفل خلال شهور المدرسة، ويعتبر الالتحاق بأنشطة البرامج الرياضية والفنية في جو من المرح وصفاء الذهن، أهم الممارسات التي تساهم في تفريغ الطاقة واكتساب خبرات ومهارات جديدة وتُشكل الوعي والتوجيه للأفكار الإيجابية

كما وجدت العديد من الدراسات العلمية الحديثة أن قضاء الأطفال معظم أوقاتهم في مشاهدة شاشات التلفاز، أو استخدام الأجهزة الإلكترونية تترك تأثيرات نفسية سلبية على شخصياتهم، فضلاً عن المشكلات المرضية التي تصيب العيون والعظام والدماغ وغيرها.

تقول مها عباس، مديرة دار رعاية أطفال: إن «الصغار يحتاجون إلى المتابعة المستمرة من الوالدين، والاهتمام والتشجيع على تنمية المهارات منذ ولادتهم، لتحفيز الإبداع وتنشيط لخيال الأطفال، أما الذين في سنّ المدرسة فيفتقروا إلى منحهم الفرصة لاستغلال فترة الصيف في تعزيز وتطوير قدراتهم بالأنشطة المناسبة وخصوصاً بعد الانتهاء من ضغوط المذاكرة والامتحانات».

الصورة

وتابعت: «تشير الدراسات العلمية الحديثة إلى أن إحدى المشاكل التي تواجهه الصغار سواء الصحية أو النفسية أو الأكاديمية هي بقاؤهم في المنزل لفترات طويلة، حيث إن الطفل يلتصق بالأجهزة الإلكترونية الضارة فور عودته من الحضانة أو المدرسة، ويستبدل الأنشطة التفاعلية والاجتماعية بالألعاب الإلكترونية التي تتسبب في تعرض بعض الأطفال لعدة اضطرابات، منها: عدم الاختلاط الاجتماعي، وينجم عنها نقص النشاط الحركي، وعدم القدرة على حرية التعبير».

تنصح مها عباس ببعض الإرشادات الإيجابية التي تساهم في اكتساب المهارات وتطوير مواهب الطفل، وتكوين شخصيته للأفضل، وتنمية القدرات الإدراكية والتعليمية، وأهمها ترك الطفل للعب والحركة في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس المعتدلة، ما يساعد على تعلم أشياء جديده تفاعلياً، وينعكس ذلك إيجابياً على حالته النفسية والصحية ونمو العظام وزيادة مرونتها، وتفريغ كميه كبية من الطاقة وحرق السعرات الحرارية الزائدة.

وتضيف: «تلعب برامج الأنشطة الصيفية دوراً مهماً في تقويه المهارات الاجتماعية لدى الأطفال، نتيجة اختلاطهم مع أقرانهم وخوض العديد من المواقف والتعاملات، كما تساهم تحفيز الإبداع وطريقه التفكير وتنشيط لخيال الأطفال، والتفاعل مع الأشياء الجديدة، والشعور بالاستقلالية والسعادة، كما أن وجود الطفل خارج المنزل يحسن من قدرات التركيز والذاكرة بشكل كبير».

ميول وهوايات

يؤكد سيف الرحمن أمير، رئيس فريق شكراً لعطائك التطوعي، أن تحديد النشاط الصيفي المناسب يختلف من طفل لآخر بحسب العمر، ومعرفة الوالدين بمهاراته وميوله وهواياته، تفتح آفاق متجددة في تكوين شخصياتهم، فهناك من يفضلون الألعاب الحركية وأنواع الرياضة المتعددة، وآخرون يميلون إلى الأعمال الفنية، كما يكون لدى بعض الصغار شغف توطيد العلاقات الاجتماعية والاشتراك في المبادرات المجتمعية.

استمرار الشغف

تلفت مورا عادل، أم لأربعة أطفال، إلى أن الأنشطة الرياضية من أهم المقومات التي تحقق التوازن البدني والنفسي للصغار، ولكن لا نستطيع تطبيق هذه الممارسات خلال شهور الدراسة نتيجة الضغط الدراسي، وتنظيم الوقت بين ساعات المدرسة وإتمام الواجبات والمذاكرة والحصول على قسط جيد من النوم، ولذلك يكون الأطفال متعطشين للانطلاق والخروج والالتحاق بأحد الأنشطة التي تناسب أعمارهم واستخراج طاقتهم، وتُشغلهم عن التعلق بالأجهزة الإلكترونية التي تستنزف أوقاتهم وأفكارهم.

وأضافت: «يميل الأولاد إلى الأنشطة الرياضية التي تتسم بالحركة والجري ككرة القدم ولعب الكاراتيه وغيرها، أما البنات فيتجهن إلى ممارسة المواهب والهوايات مثل: قراءة القصص، الأعمال الفنية، حل المسابقات الثقافية، وأكدت أن الذهاب للمراكز الرياضية ثلاث مرات في الأسبوع يجعلهم في حالة شغف مستمر دون ملل».

حجر الأساس

يشير لطفي عادل، مدير علاقات عامة إلى أن ممارسة الأنشطة الرياضية تعد حجر أساس في تكوين شخصية الصغار، تطور المهارات من خلال المنافسات الجماعية، وتناسب المخيمات الصيفية الطويلة الأطفال من سن 10 سنوات، حيث توفر لهم تجارب ممتعة وملهمة، تساهم في توسيع الآفاق والتحفيز على تطوير المهارات، والتعرف على الأصدقاء جدد، والاستمتاع بالبرامج الترفيهية والثقافية المتنوعة.

ويتابع: «برامج الأنشطة الأسبوعية، تناسب الأعمار الصغيرة التي لا تستطيع الاعتماد على نفسها، ولا يمكنهم التعامل بدون وجود الوالدين، وهي تتنوع بين السباحة والأعمال الفنية والتلوين ويمكن الالتحاق بفريق لتعلم رياضة جديدة من فئة الدفاع عن النفس».

توازن الروتين

تؤكد المستشارة الأسرية والتربوية فاطمة الحوسني أن الحفاظ على انشغال الأطفال بالأنشطة خلال عطلة الصيف يلعب دوراً محورياً، في استمرارية التعلم، وخاصة عند الاشتراك في البرامج التطويرية، كما تحقق التوازن في الالتزام بالروتين اليومي المعتاد للطفل ومواعيد النوم والاستيقاظ.

وتضيف أن الأنشطة تساعد الطفل في التعامل مع من حوله، واكتساب خبرات التفاعل الاجتماعي مع أصدقائه وزملائه، والثقة بالنفس وتعزيز الشعور بالتغلب على التحديات والصعاب، عند إنجازٍ ما، سواء بشكل فردي، أو في عمل جماعي، كما يفيد اللعب في تشكيل المجسمات المختلفة، الليجو، الرسم والتلوين..إلخ، في استخدام أوقات الفراغ في أشياء إيجابية وتفريغ الطاقة وتنمية الأفكار، ويؤدي تنوع ممارسة الرياضيات المختلفة إلى دعم الجانب النفسي والاجتماعي والصحي وصقل المهارات والهوايات.

الطريق الآمن

تذكر أخصائية التخاطب وتعديل السلوك إسراء حسن أن الأنشطة الرياضية من أفضل الممارسات التي تدعم جسم الطفل وتنمي العضلات وتقويها، وتساهم في غرز أساسيات تنظيم الوقت واكتساب السلوكيات السليمة وتنمية مهارات القيادة واتخاذ القرارات وتحقيق أهدافه عند خلال السعي للحصول على الفوز في المنافسات، كما يساهم تفريغ الطاقة الزائدة وتقليل الرغبة في العنف.

وتتابع: «ممارسة الرياضة تزيد من مرونة العضلات، وتقلل إصابة الطفل بالسمنة وما يصاحبها من أمراض، وتزيد من إدراكه بأنواع الأطعمة الصحية التي يجب تناولها والابتعاد عن المأكولات الضارة التي تحتوي على كميات عالية من الدهون».

وتشير إسراء حسن إلى أن الرياضة تنمي روح التعاون، والمشاركة، وأساسيات العمل الجماعي، لدى الأطفال القدرة على التواصل الاجتماعي مع الناس واكتساب أصدقاء جدد وتكوين العلاقات، بعكس تأثير وسائل التكنولوجيا الحديثة التي تسبب الانطواء والميل إلى الوحدة، وتلعب ألعاب الدفاع عن النفس دوراً في التخلص من الخوف والقلق، لأنها تعتمد على عنصر المواجهة وتحمل المسؤولية والاعتماد على الذات، تحسين الحالة المزاجية ويكون الطفل أكثر اتزاناً وهدوءاً، كما وجدت الدراسات أن ممارسة الرياضة بشكل عام تزيد من معدل التحصيل الدراسي وترفع الكفاءة البدنية والصحة العامة والوقاية من الأمراض.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9epb2d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"