عادي

الإجازات.. وقت استجمام وراحة.. أم تفكير وعمل؟

22:37 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: زكية كردي
ملاحقة الأحلام والطموحات، والشغف بالإنجاز في العمل، يجعلان التفكير في الإجازة والسفر والمغامرات أمراً منسياً، أو مؤجلاً، فالمتعة الحقيقة تكمن هنا، قد تتمثل في أرقام بنكية نلاحقها، وقد تكون عبارة عن نجاح مشروع افتتح تواً، أو الحصول على اعتراف بموهبة خاصة بعد كثير من الجهد، حالات كثيرة تجد الشغف في مسارها الموصول بملاحقة النجاح نقرأ عنها هنا..

الإجازة، والراحة، تحين عند تحقيق إنجاز حقيقي في العمل، خاصة عندما يكون الشخص طموحاً، ويعمل على دفع مشروعه الخاص مثل صفوان أبوسلمان، صاحب عمل حر، ويقول: لديّ العديد من المشاريع أعمل عليها حالياً، ولم أحظ بإجازة منذ أكثر من عام، لكنني لا أفكر في الأمر لأنني مشغول بالوصول إلى النجاح والارتقاء بعملي، ويضيف أن التفكير في الإجازة يكون مختلفاً ما بين الموظف ورب العمل، لأن الدوافع للعمل والرغبة في تحقيق المزيد تختلف بينهما. ويبدو أن أمر الانهماك في العمل وعدم التفكير في الإجازة لا يتوقفان على أصحاب المشاريع فقط، فمن يعمل في مهنة تثير حماسته وتجعله يلاحق العمولة التي يطمح إليها، هي أيضاً دافع هام لاستبعاد التفكير في الإجازة حسب إبراهيم عرفة، موظف عقارات، ويقول: في عملي لا أكتفي بالراتب، فالعمولة التي أحصل عليها أهم من الراتب، ولهذا أؤجل الإجازة إلى أن أنتهي من ملاحقة المشاريع الهامة التي أعمل عليها، ولا أكترث إن كانت في أي وقت، فأنا أعمل على ملاحقة طموحي حالياً، وهو الأولوية بالنسبة إلي.

صعوبة الراحة

ويعتبر إدمان العمل من الأمور التي تجعل البعض يعجزون عن الاسترخاء وأخذ إجازة، كما هو حال بعض الأزواج، هكذا أوضحت شذا بوصالح، موظفة إدارية في مدرسة خاصة، وتقول: يجد زوجي صعوبة في الابتعاد عن التفكير في العمل، وأخذ استراحة منه، فغالباً ما يكون لديه مشاريع أخرى غير وظيفته يقوم بها، وأطول إجازة يسافر معنا فيها لا تتجاوز العشرة أيام، حيث يتركنا ويعود ليتابع العمل، وتضيف أنه لا يسافر مع العائلة كل سنة، بل كل عدة سنوات، حيث يفضل أن يدعو أهله لزيارته لكي لا يضطر للابتعاد عن عمله.

وفي حالات أخرى يكون خيار استثمار الإجازة والتخلي عن متعة السفر رغم الشغف به قراراً مدفوعاً بطموحات ومشاريع خاصة، مثلما حصل مع عائشة عبدالله، صاحبة مشروع حلويات، وتقول: التأسيس للمشروع يحتاج للوقت، ولا يمكنني إيجاد الوقت الكافي عادة أوقات الدوام، خاصة مع مسؤوليات العائلة، لهذا قررت ألا أسافر هذا العام لأتمكن من التحضير للمشروع الذي كنت أنوي البدء به منذ مدة، فحتى إن كان مشروعاً صغيراً، فهو يحتاج إلى التحضيرات ودراسة الخطة التسويقية، والتأكد من جاهزية جميع تفاصيل العمل قبل الانطلاق.

تحقيق الطموح

لا شك في أن لدى الكثير من الناس أحلامهم الخاصة وتطلعاتهم البعيدة عن الوظيفة، فكل مبدع بحاجة إلى وظيفة يكسب قوته منها، إلى أن يتمكن من أن يحصل على دخل من إبداعه الخاص، وهذا يتطلب عملاً مضاعفاً، حسب هناء صبري، معلمة فنون، وتقول: أنا في بداية الطريق وأطمح إلى أن أكون فنانة، وأتمكن من إيجاد هويتي الخاصة ومكانتي في عالم الفنون، لهذا أضطر للعمل على الأمر كأنه دوام آخر بعد دوامي، لأنني أعرف أنه ليس هناك طريقة أخرى للوصول، وتشير إلى أن الإجازة هي الفرصة الذهبية للعمل على مشروعها الخاص. ولا يرى البعض أن الاستغناء عن الإجازة كلياً أمر صحي، مثل كريم الشيخ أحمد، مدير شركة تسيير معاملات، ويقول: أنا بصدد افتتاح مشروع جديد لي حالياً، لكن هذا لم يمنعني من التخطيط لقضاء بعض الوقت مع العائلة في العيد، فأنا أعتمد أسلوب الإجازات القصيرة التي تجدد النشاط وتصفي الذهن، فأعود إلى العمل وأنا أكثر قدرة على تحمل الضغط، خاصة أني أحب السفر والتغيير واكتشاف أماكن جديدة كل فترة.

2
1
صفوان أبوسلمان
1
ابراهيم عرفة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mpk4a2u9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"