عادي
يهدف إلى تعزيز مفاهيم الأخوّة الإنسانية والتسامح

اختتام فعاليات المخيّم التدريبي لمبادرة «سفراء التسامح»

17:36 مساء
قراءة 5 دقائق
جانب من الزيارة الميدانية في حلقة نقاشية استضافها مركز جامع الشيخ زايد

أبوظبي: «الخليج»

اختتم «مركز الشباب العربي» في أبوظبي، أخيراً فعاليات المخيّم التدريبي المتخصص لمبادرة «سفراء التسامح»، الذي نظمه المركز، تحت مظلة «برنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة» على مدار ثلاثة أيام، بالتعاون مع وزارة الخارجية، في دولة الإمارات.

وناقشت جلسات المخيّم، عدداً من الموضوعات المهمة المدرجة في جدول الأعمال، والهادفة إلى تعزيز مفاهيم الأخوّة الإنسانية والتسامح بين الشباب في المجتمعات العربية، وزيادة وعيهم بأهمية حفظ السلام والتسامح، ودورهم في تحقيق ازدهار المجتمعات العربية، وتمكين الشباب للمشاركة في المنتديات الدولية المتخصصة، وإعداد المشاريع لتطوير المحتوى العربي في التسامح والتعايش.

1
خليفة شاهين المرر

وافتتح المخيّم جلساته بكلمة خليفة شاهين المرر، وزير الدولة، ألقتها نيابة عنه، ريم كتيت، نائبة مساعد الوزير للشؤون السياسية في وزارة الخارجية، التي رحبت بالحضور والمشاركين، الذين اختيروا ضمن نخبة من الشباب العربي للمشاركة في المبادرة، التي تعد استمراراً للشراكة المثمرة بين وزارة الخارجية والمركز، تحت مظلة برنامج «القيادات الدبلوماسية العربية الشابة».

وتكتسب مبادرة «سفراء التسامح» أهمية كبيرة في تعزيز ريادة دولة الإمارات داعماً رئيساً للتسامح والسلام والاستقرار، إذ يهدف المخيّم إلى تعزيز أهمية قيم التسامح والتعايش بين الشباب عبر المجتمعات. وصمّم بالشراكة بين المركز ووزارة الخارجية، وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية وعدد من الوزارات والمعاهد الدبلوماسية العربية والدولية واللجنة العليا للأخوّة الإنسانية.

وأكد المرر، أن دولة الامارات تولي اهتماماً كبيراً للتسامح كونه امتداداً لنهج القائد المؤسس الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، حيث يشكل التسامح، بالنسبة لنا، ركيزة أساسية لبناء المجتمع عبر تعزيز قيم التعايش والحوار وتقبّل الآخر، والانفتاح والتواصل بين مختلف الثقافات والشعوب. وتعد دولة الإمارات مثالاً حياً لهذا النهج حيث تربط دولة الإمارات جسوراً بين 200 جنسية يعيشون على أرض هذا الوطن بمحبة وسلام.

الصورة

وأضاف «تؤمن دولة الامارات بأن تمكين الشباب وتأهيلهم ركيزة أساسية لتطور المجتمعات وازدهارها، وهنا تأتي مبادرة «سفراء التسامح» لدعم مبادئ التسامح الإنسانية بين الشباب في المجتمعات العربية. وخلال البرنامج الممتد على مدى ثلاثة أيام، سيتسنى لكم التواصل مع أقرانكم من الدول العربية، ومشاركتهم خبراتكم وتبادل الأفكار بينكم، والاطلاع من قرب على نموذج دولة الامارات في التسامح والسلام والتعايش، ويتضمن ذلك زيارة بيت العائلة الإبراهيمية، الصرح الفريد الذي يعكس رؤية دولة الإمارات وقيمها لتلاقي الإنسانية وحوار الثقافات والاديان، وهي قيم أساسية لمعالجة العديد من التحديات التي يواجهها عالمنا اليوم».

ثم عرضت نورة الأنوهي، أخصائية تميز مؤسسي من وزارة الخارجية، نتائج دراسة ميدانية أعدها المركز، بالتعاون مع الوزارة، عبر مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات، لقياس وعي الشباب العربي في ملفات السلام والتسامح والاستقرار، وتحدد واقع ومتطلبات تعزيز فكر التسامح والانفتاح في الوطن العربي، ومعرفة المعوّقات والتحديات لقيم وثقافة السلام وتقديم اقتراحات بناءً على نتائج استطلاعات الرأي وتحليل محتويات مواقع التواصل، لتعزيز ثقافة السلام والتسامح والتعايش بين الشباب العربي.

وأقيمت خلال فعاليات اليوم الأول، جلسة حوارية مع المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، عن أهمية مشاركة شباب الوطن العربي في المحافل الدولية وتهيئتهم للمشاركة الفعالة في فعاليات منتدى «الأديان والحوار والسلام»، بالتعاون مع المجلس.

وأكد عبد السلام أهمية المبادرات والمشاريع الشبابية التي ترعاها دولة الإمارات لدعم الشباب العربي، ومساعدته في تجاوز التحديات وتحقيق طموحاته. وهناك مسؤولية كبيرة تتطلب منا إفساح الطريق للشباب وإتاحة الفرصة لهم للمساهمة في التقدم والنهضة في مجتمعاتنا. ونوه بجهود دولة الإمارات، بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في دعم جهود تعزيز السلم والأخوَّة الإنسانية في مختلف أنحاء العالم.

ونوّه بدور مركز الشباب العربي منذ تأسيسه، إذ إنه نموذج عربي متميّز يعمل على تمكين الشباب وإعطائهم فرصة تنمية أفكارهم وتحقيق طموحاتهم.

وشهدت الفعاليات عقد ورشة بعنوان «كيف يمكننا العمل على محتوى لترويج فكر التسامح وتعزيزه في المجتمعات العربية عبر منصات التواصل؟»، أدارها الدكتور غانم كشواني، رئيس مجلس الباحثين الشباب العرب التابع ل «مركز الشباب العربي»، وناقش المشاركون آليات نشر التسامح في مجتمعاتنا، واستعرضوا أمثلة ونماذج لعدد من الدول التي تبنّت نهج التسامح. وأكد كشواني دور البحث العلمي في نشر قيم التسامح ونبذ الكراهية، إذ يعتمد ذلك تقبل الآخر بين الباحثين باختلاف جنسياتهم، وكذا دور الأعمال الفنية كونها وسيلة لنشر أفكار التسامح بين الأفراد.

تلتها جلسة نقاشية قدمها الباحث سلطان ماجد، مدير إدارة «الباروميتر» العالمي في مركز «تريندز»، عن نتائج الاستبانة والدراسة التي أجراها المركز عن اتجاهات وتوجهات الشباب العربي وتصوراته نحو السلام.

واختتمت فعاليات اليوم الأول بمحاضرة توعوية عن دور وزارة التسامح والتعايش في تعزيز القيم الإنسانية والشبابية، ألقاها راشد النعيمي، مستشار استراتيجي وإدارة أداء مؤسسي بوزارة التسامح والتعايش. واستعرض مفهوم التسامح، وأبرز ملامحه على أرض الواقع في دولة الإمارات، وركائزه والمحطات التي مر بها، منذ تأسيس دولة الإمارات، مبرزاً نهج المغفور له، الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، في التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.

وأشار إلى تشكيل وزارة التسامح وخطة وأسلوب عملها في تفعيل دور الشباب في مختلف مجالات العمل الإنساني والاهتمام بتعزيز قيم التسامح والتعايش، وتمكينهم من المساهمة في بناء مستقبل الوطن، بما يساهم في تعزيز التسامح والتعايش.

وألقى د. عمر عبيدات، مدير الفروع الخارجية في مجلس حكماء المسلمين، كلمة أكد فيها أن الشباب معمار المستقبل ولديهم من الطاقة ما يمكنهم أن يغيروا بها العالم نحو وجه أفضل. منوها برؤية قيادة الإمارات في دعم الشباب.

وعقد خلال فعاليات اليوم الثاني محاضرة وورشة عن أهمية وسبل بناء جسور التواصل الحضاري بين مختلف الثقافات والأديان ودور الشباب العربي، وذلك بالتعاون مع مؤسسة «روزكاسل».

وسيؤهّل الشباب للمشاركة الفعالة في منتدى «صُنّاع السلام» في دورته الثالثة، بالتنسيق مع المنظمين للمنتدى.

كما قدم الدكتور يوسف العبيدلي، المدير العام لمركز جامع الشيخ زايد الكبير حلقة شبابية بعنوان «دور الشباب في تعزيز قيم التسامح بين الشعوب، وبثّ روح السلام والتعايش في المجتمعات العربية» في مقر المركز، وقدم بها شواهد عن دور المركز في تعزيز القيم الإنسانية في نفوس الشباب والنشء الجديد، بمختلف البرامج التي يقدمها. مضيئاً على برنامج «الشباب الباني» نموذجاً، حيث أسهم البرنامج في تأهيل نخبة من شباب وشابات الوطن، بوصفهم نماذج مضيئة، تعكس مبادئ الإمارات النبيلة والوجه الحضاري للدولة، القائم على ترسيخ الثقافة الإسلامية السمحة، وتعزيز قيم التعايش والانفتاح والإخاء والتواصل الحضاري بين الشعوب.

وناقش اليوم الثالث والأخير، موضوع "الترويج عن التسامح وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب العربية والطرائق السلمية للتصدّي للمتطرفين إلكترونياً، والإجراء اللازم اتخاذه عند أي تحدٍّ من المتطرفين، بالتعاون مع مجلس الإمارات للشباب، ومجلس الأمن السيبراني، ومركز هداية لمكافحة التطرف، وبحضور أحمد القاسمي، المدير التنفيذي لمركز هداية.

ونظّمت حلقة شبابية مع الدكتور أحمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، وتناولت حواراً في نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس، ما يسهم في احتواء كثير من التحديات الاجتماعية والاقتصادية، وكيفية تهيئة الشباب للمشاركة الفعالة على المنصّات الدولية. كما نظّمت ورشة عصف ذهني بين الفرق والأعضاء للعمل على تطوير محتوى عربي هادف في مجال التسامح والتعايش، بحضور لجنة توجيهية وإشرافيه، وبالتنسيق مع مركز «صواب»، ووزارة التسامح والتعايش، بحضور المستشار راشد النعيمي، تلتها ندوتان، الأولى بالتنسيق مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، والأخرى بالتنسيق مع مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4y4knaju

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"