عادي

إيكواس: الحرب ممكنة والأولوية للسلام في أزمة النيجر

17:28 مساء
قراءة 3 دقائق

نيامي (أ ف ب)

أعطت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الأولوية للدبلوماسية في البحث عن تسوية للأزمة في النيجر، مع الإبقاء على تهديدها بالتدخل عسكرياً من أجل «إعادة الانتظام الدستوري»، عشية انعقاد قمة إقليمية حول هذا الموضوع، الخميس.

وأعلنت إيكواس في بيان ليل الثلاثاء، أنها تواصل اتخاذ كل التدابير الضرورية لضمان عودة الانتظام الدستوري إلى النيجر مع إعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه بعد الانقلاب الذي أطاحه في 26 يوليو/تموز.

وبازوم، محتجز في الإقامة الجبرية في المقر الرئاسي في نيامي وهو بصحة جيدة بحسب المقربين منه.

وتم توقيف شخصيات عدة ووزراء من حكومته، وآخرهم الثلاثاء ابن سفيرة النيجر في فرنسا عائشة بولاما كانيه التي رفضت التخلي عن منصبها على الرغم من أوامر العسكريين الانقلابيين.

وأكد رئيس نيجيريا بولا تينوبو، الذي يتولى حالياً رئاسة إيكواس الثلاثاء، أن الدبلوماسية تبقى «أفضل سبيل» يمكن اتباعه، بدون استبعاد تدخل عسكري، وفق ما أفاد المتحدث باسمه أجوري نغيلالي، مشدداً على أن المنظمة لم تستبعد أي خيار.

وأدلى تينوبو، بموقفه مساء الأحد، مع انتهاء مهلة من سبعة أيام حددتها المنظمة في 30 تموز/يوليو للانقلابيين الذين استولوا على السلطة في نيامي.

أجواء تهديد

وتعقد الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا قمة الخميس، في أبوجا عاصمة نيجيريا، لتقييم الوضع في ظل عدم استجابة الانقلابيين لعروض الحوار.

ولم يتمكّن وفد مشترك يضمّ ممثّلين لإيكواس والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي من زيارة نيامي الثلاثاء؛ إذ ألغت السلطات العسكرية في النيجر مهمتها لأسباب تتعلق بالأمن في ظل أجواء التهديد بشن عدوان على النيجر.

وأفاد العسكريون بأن السياق الحالي من غضب السكّان واستيائهم بعد العقوبات التي فرضتها إيكواس لا يسمح باستقبال الوفد المذكور في أجواء هادئة وآمنة.

وإلى تأجيل زيارة الوفد، أصدرت السلطات الانقلابية مؤشراً آخر إلى ريبتها حيال الوساطات الجارية، مع تعيينها رئيس وزراء مدني هو علي الأمين، في ما يُعد خطوة أولى نحو تعيين حكومة انتقالية.

وأعلنت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في النيجر، الثلاثاء، أنها تدعم جهود دول المنطقة لإعادة الديمقراطية.

وسعت الولايات المتحدة، شريكة فرنسا في محاربة الجماعات الإرهابية الناشطة في هذا البلد الغني باليورانيوم وفي قسم كبير من منطقة الساحل، إلى الحوار.

محادثات «صريحة وصعبة»

وأبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، على منصة إكس أنه تحدث إلى بازوم، للتعبير عن جهودنا المتواصلة بحثاً عن حل سلمي للأزمة الدستورية الحالية.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، قال الثلاثاء: «ما زال لدينا أمل، لكننا أيضاً واقعيون جداً» بالنسبة إلى فرص نجاح المسار الدبلوماسي، معتبراً من المؤسف تماماً إرجاء زيارة وفد إيكواس.

وزارت مساعدة وزير الخارجية فيكتوريا نولاند الاثنين، نيامي حيث التقت ممثلين للانقلابيين في اجتماع غاب عنه رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني، كما أنها لم تلتقِ بازوم.

وأقرّت بأن المحادثات كانت في منتهى الصراحة واتّسمت أحياناً بالصعوبة.

وتشهد علاقات قادة نيامي الجدد توتّراً مع الدول الغربية ومعظم الدول الإفريقية التي دانت الانقلاب، إلا أن مالي وبوركينا فاسو اللتين يقودهما أيضاً عسكريون استولوا على السلطة بالقوة عامي 2020 و2022 على التوالي، تبديان تضامنهما مع النيجر.

وأعلن البلدان أنه إذا تعرضت النيجر لهجوم من إيكواس، فسيكون ذلك إعلان حرب عليهما.

ووجّه البلدان الثلاثاء، رسالتين مشتركتين إلى الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، شددا فيهما على ضرورة اضطلاع الهيئتين بالمسؤولية في منع أي تدخّل عسكري ضد النيجر، ومحذّرين من تداعيات أمنية وإنسانية لا يمكن التنبؤ بها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yey5r9j2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"