عادي

ناجون من حريق هاواي يستعيدون المشهد الأسود: «كأنه الجحيم»

22:18 مساء
قراءة دقيقتين

كاهولوي - أ ف ب

يستعيد إيكولو برايدن هوبيلي وصديقته مشاهد النيران التي فرا منها بسيارة أثناء الحريق غير المسبوق الذي أودى بالعشرات في هاواي، بالقول: «إن كل شيء كان أحمر، الغبار والرياح في كلّ مكان، كثيفة كالجحيم».

وأضاف الشاب البالغ 18 عاماً، والذي فر من منزله في لاهاينا، التي مُسحت تقريباً من الخريطة في جزيرة ماوي: «ظننت أنني سأموت. كنت أنظر إلى مضخة الوقود بجوار أرضنا وهي تشتعل. لم أر سوى الدخان والرماد الكثيف يتساقط من السماء».

وكغيره من السكان، جاء للاحتماء في موقف آمن للسيارات، وفَّرته السلطات المحلية التي فتحت أيضاً ملاجئ لاستقبال آلاف المتضررين.

وأودت الحرائق المروعة بـ 55 شخصاً على الأقل، وتفاقمت حدة النيران بسبب رياح عاتية غذّتها قوة الإعصار «دورا» الذي يضرب راهناً منطقة المحيط الهادئ، ما أحدث إرباكاً لدى السكان.

وكان هوبيلي لا يزال في حالة صدمة، بين الشعور بالارتياح بعد النجاة والشعور بالذنب لعدم البقاء لمساعدة الآخرين.

وقال: «أشعر بالعجز وبأنني أعزل عندما أفكر في الأمر، وأنني تركت كثيرين ورائي. كان ينبغي أن أفعل شيئاً، أن أساعد، لكنني كنت سأعرِّض نفسي لخطر أكبر. لو فعلت ذلك، لما كنت هنا».

إلى جانبه، تشعر صديقته شارماين بودوان «بالحزن» لرؤية قريتها تتبدد. وتستذكر ساعات الألم التي قضتها من دون أن تعلم شيئاًَ عن مصير أقاربها حتى عثرت عليهم، أخيراً، الخميس في أحد الملاجئ.

وتقول الشابة البالغة 20 عاماً: «انهار عالمي. نشأت في هذه القرية. ذكرياتي فيها، جولاتي كانت في لاهاينا»، مضيفة أن رؤية كل صور ومقاطع فيديو الدمار هذه «كارثية». وأكدت «فقدنا كل شيء» وهي تنظر في الصندوق الذي يحتوي على اللحاف والوسائد التي حصلت عليها.

- «مدينة أشباح»

وكانت لاهاينا البالغ عدد سكانها حوالى 12 ألف نسمة، وجهة سياحية مفضلة لملايين الأشخاص الذين يزورون ماوي سنوياً.

وأتت النيران على متاجر الهدايا التذكارية والمطاعم والحانات والمعالم التاريخية، إلى جانب الميناء الخلاب، حيث كان يتجول الآلاف من الأشخاص، ويلتقطون الصور.

وتقول ساري كروز التي كانت تعمل في مطعم: «إنه شعور غريب. ما زلنا لا نصدق ذلك».

وأضافت المرأة البالغة 28 عاماً والتي اضطرت إلى الفرار مع أسرتها: «لم يبق شيء، فقدنا كل شيء» وأصبحت «لاهاينا مدينة أشباح». وتتذكر: «رأينا الدخان من بعيد. وما إن عدنا، خلال دقيقة أو دقيقتين، حتى كان الدخان الأسود يتسرب إلى المنزل. تعين علينا الإسراع، وأخذنا ما كان في وسعنا، الأشياء المهمة. استقللنا السيارة، وشاهدنا النيران عند الجيران، كان منزلهم يحترق».

وإلى جانبها، في مرأب السيارات، يعرض خوسيه فيكتوريا، وهو مكسيكي يبلغ 35 عاماً، صوراً لمنزله المتفحم الذي اضطر لمغادرته بدون جلب أي شيء.

وقال خوسيه: «فقدت منزلي وأوراقي وكل شيء. لم أفكر إلا في زوجتي وابني وسيارتي، هذا كل شيء. لم يكن لدي متسع من الوقت لشيء آخر».

وأضاف بينما لا يزال في حالة صدمة «رأيت هذه المشاهد في الأفلام. لكن هنا، رأيتها في الواقع».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y5y7n6j2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"