القاهرة: «الخليج»
اتفقت وزارتا التضامن الاجتماعي، والتربية التعليم في مصر، على إدراج برامج دراسية، وحملات توعوية شاملة، بأضرار المواد المخدرة في مناهج التعليم، بما يشمل جميع المراحل التعليمية، ويتواكب مع التطورات التي طرأت على قضية المخدرات.
ومن المقرر أن تشمل المكونات التوعوية أهمية دعم الأنشطة والمسابقات الطلابية الرياضية والفنية، الخاصة بثقافة رفض التدخين والمخدرات.
وشددت الوزارتان على الاهتمام بالأعمال المسرحية والمهرجانات الفنية، والدورات الرياضية، ووضع مكون وقائي داخل منصة بنك المعرفة، مع التوصية باستمرار الحملات الإعلامية على منصات وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، بعدما تم رصد تأثيرها الإيجابي على الطلاب، كل ذلك بهدف حماية طلاب المدارس من أخطار المخدرات.
وتم هذا الاتفاق، خلال الإعلان عن نتائج تنفيذ أكبر برنامج وقائي لحماية طلاب المدارس من تعاطى المواد المخدرة، بحضور الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ونيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي.
وقد تم تنفيذ هذا البرنامج، بواسطة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، وشمل البرنامج 4460 مدرسة في كل محافظات مصر، خلال الفصل الثاني من العام الدراسي 2022- 2023 بمشاركة 1200 شاب وفتاة من المتطوعين لدى صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، على مدى أكثر من 6 أشهر في إعداد وتنفيذ البرنامج.
وأوضح عمرو عثمان، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، أن عينة الدراسة التقييمية للبرنامج الوقائي تمثلت في 356 مدرسة بنسبة 8% من مجتمع الدراسة، بواقع 11957 فرداً، بمتوسط 35 طالباً من كل مدرسة، وشملت العينة على 41% إناثاً، و59 % ذكوراً، كما مثلت المرحلة الإعدادية 66.8% من العينة، بينما المرحلة الثانوية العامة 20.4%، والثانوية الفنية 12.7 %.
وأظهرت النتائج أن 81% من عينة الدراسة شاهدت الحملة الإعلامية لصندوق مكافحة الإدمان، وأن قياس مدى استجابة الطلاب للبرنامج الوقائي من خلال التقييمات قبل وبعد تنفيذ البرنامج، كشف عن وجود تزايد كبير في مستوى رفع الوعي، وأن 99.3% من الطلاب أصبح لديهم الوعي بأن المخدرات تسبب خسائر في الصحة والعقل، وأن تعاطي الحشيش يسبب الإدمان، حيث إن 93.8% من عينة الدراسة أكدوا ذلك، بعد مشاركتهم في البرنامج الوقائي، بعدما كانت معرفتهم لا تتجاوز 70%.
وقال إن النتائج كشفت 97.1% قد أصبح لديهم المعرفة بأن المخدرات تسبب الحوادث، بعدما كانت لا تتجاوز النسبة 79.4%، قبل المشاركة في البرنامج.
وأكد أنه أصبح لدى 97.8% المعرفة بأن المخدرات أيضاً تسبب خسائر مالية، بالإضافة إلى أن أكثر من 89% من طلاب عينة الدراسة أصبح لديهم الوعي والمعرفة بأضرار المخدرات التخليقية وأضرارها، وأنها تسبب في ارتكاب الجرائم غير المبررة، وتسبب الهلاوس السمعية والبصرية، بعدما كانت المعرفة لا تتجاوز 48.6 % قبل مشاركة الطلاب في البرنامج الوقائي.
وأكد د.رضا حجازي، أن الوزارة تعمل على إعداد مناهج للمرحلة الإعدادية تتضمن القضايا الهامة، ومنها مكافحة الإدمان، مشيراً إلى تدشين خطة مستقبلية للتوسع في تنفيذ التدخلات الوقائية على مستوى المدارس المصرية، خلال العام الدراسي القادم 2023-2024، مؤكداً أن المناهج الدراسية لها دور كبير ومؤثر في تكوين فكر إيجابي لدى الطلاب عن التربية الوقائية من المخدرات.
وقال الوزير إن هناك 25 مليون طالب في جميع المراحل التعليمية، وتعد المرحلة الإعدادية هي بداية مرحلة المراهقة، داعياً إلى تضافر جهود جميع الوزارات والمجتمع المدني لنصل بأبنائنا إلى الطريق السليم.
وصرحت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أنه تم تنفيذ أكبر البرامج الوقائية من خلال صندوق مكافحة الإدمان في المدارس، انطلاقاً من أهمية دور المدرسة في تشكيل وعي وفكر واتجاهات الطلاب، وتبصيرهم بالقضايا الاجتماعية والتحديات والمخاطر، لاسيما قضية حماية النشء من المخدرات.
وأوضحت القباج أن البرنامج الوقائي لحماية طلاب المدارس من تعاطي المخدرات تبنّى أدوات مبتكرة وإبداعية لتنفيذ الأنشطة، حيث اعتمد على حزمة من المواد الإعلامية المرئية، التي تنوعت بين الأفلام الروائية القصيرة والتنويهات.
وأضافت أن المواد التوعوية تتضمن رسائل مهمة تواكب المتغيرات السريعة والمتلاحقة، التي طرأت على قضية المخدرات، وتصحيح المفاهيم المغلوطة بشأنها، إلى جانب عرض المواد الفيلمية تنظيم مجموعات بؤرية وورش عمل للطلاب، حيث يقوم المتطوعون فيها بدور العصف الذهني لاستخلاص الرسائل والدروس المستفادة، ولتحويل الفعاليات من مجرد لقاءات توعوية إلي أنشطة وقائية تفاعلية أكثر عمقاً وتأثيراً.
وأشارت القباج إلى استمرار تنفيذ هذا البرنامج الوقائي خلال الفصل الدراسي المقبل، على نطاق واسع، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وتكثيف تعميمه علي طلبة المدارس الفنية، مع التوجيه باستمرار تطوير المناهج التعليمية بتضمينها رسائل توعية بمشكلة المخدرات وتداعياتها، لضمان استدامة وتعميم الرسائل التوعوية.
