إعداد: هشام مدخنة
على مدى السنوات القليلة الماضية، نقل ما يقرب من 160 شركة في «وول ستريت» تدير أصولاً بتريليونات الدولارات مقارها الرئيسية خارج نيويورك وكاليفورنيا باتجاه مدن جنوبية أخرى للولايات المتحدة، وذلك وفقاً لبيانات جمعتها «بلومبيرغ».
بحسب تقرير حديث، فإن من أبرز هذه الأسماء شركة إدارة الأصول العملاقة «أليانس بيرنستين»، التي اتجهت من نيويورك إلى ناشفيل في تينيسي، ناقلة معها 685 مليار دولار من الأصول تحت الإدارة فضلاً عن نحو 1000 وظيفة. وكذلك نقلت شركة «إليوت مانجمنت» التابعة لقطب صناديق التحوط بول سينجر مقرها الرئيسي إلى ويست بالم بيتش في فلوريدا قبل ثلاث سنوات، وفي جعبتها محفظة أصول ب59.2 مليار دولار بعد تغيير أهدافها الاستثمارية.
وهناك هجرت مانهاتن شركة «إيكان كابيتال مانجمنت»، التي يرأسها الملياردير كارل إيكان وتدير أصولاً بقيمة 22.2 مليار دولار لصالح مجمع مكاتب مكون من 14 طابقاً في إحدى ضواحي ميامي.
وفي عام 2021، نقلت كاثي وود، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «آرك إنفستمنت مانجمنت» أصولها البالغة 24.7 مليار دولار من نيويورك إلى فلوريدا. كما أعادت شركة «تشارلز شواب»، التي تشرف على أصول تزيد قيمتها على 7 تريليونات دولار تغيير مقرها الرئيسي رسمياً من سان فرانسيسكو إلى ويستليك بولاية تكساس.
وتعني خسارة الأصول الأمريكية من الساحل الشمالي الشرقي والغربي للبلاد لصالح فلوريدا وتكساس وغيرها من الولايات المنخفضة التكلفة فقدان الآلاف من الوظائف ذات الأجور المرتفعة، واستنزاف الموارد المالية المتدفقة على نيويورك وكاليفورنيا من عائدات الضرائب. فضلاً عن فقدان العقارات التجارية مستأجرين من ذوي الوزن الثقيل في الوقت الذي كان يعاني فيه القطاع في ظل الظروف الجديدة للعمل الهجين وانخفاض نسب الإيجار.
وحذر تقرير «بلومبيرغ» أيضاً من انخفاض الإيرادات الضريبية لصناديق التحوط بشكل كبير هذا العام. مشيراً إلى أن حصة نيويورك من وظائف القطاع المالي بلغت 17.6% في عام 2022، بانخفاض يقارب النصف مقارنة بعام 1990. ومن أهم الأمثلة لذلك بنك «غولدمان ساكس»، الذي قرر الاستثمار بكثافة في دالاس، حيث تكلفة المعيشة أرخص بنحو 40% مما هي عليه في نيويورك.
