عادي

بكين وواشنطن تتفقان على تشكيل مجموعة عمل للمسائل التجارية

17:29 مساء
قراءة 3 دقائق

اتفقت الصين والولايات المتحدة على تأسيس مجموعة عمل جديدة لمناقشة جوانب التوتر في المسائل التجارية، وفق ما أعلنت واشنطن الاثنين. واتفقت وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو ونظيرها الصيني وانغ وينتاو خلال اجتماع في بكين، على أن «مجموعة العمل ستجتمع مرّتين سنوياً على مستوى نواب الوزراء، فيما ستستضيف الولايات المتحدة أول اجتماع مطلع عام 2024»، وفق ما أعلنت وزارة التجارة الأمريكية.

وتهدف مجموعة العمل إلى «السعي لإيجاد حلول لقضايا التجارة والاستثمار، ودفع المصالح التجارية الأمريكية في الصين قدماً»، وفق ما أعلنت الوزارة في واشنطن.

واجتمعت جينا ريموندو مع نظيرها الصيني وانغ، الاثنين، في بكين حيث شددت على «الأهمية البالغة» لإقامة علاقة مستقرة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. ووصفت وزير التجارة الأمريكية، العلاقة الاقتصادية بين البلدين بأنها «الأهم في العالم».

وأضافت وفق نص الحديث الذي نشرته وزارة التجارة الأمريكية: «بشترك في تجارة بقيمة 700 مليار دولار، وأتّفق معكم على أن إقامة علاقة اقتصادية مستقرة بيننا يعد أمراً بالغ الأهمية». وقالت إنها علاقة معقدّة وتنطوي على تحديات. وتابعت: «سنختلف بالتأكيد بشأن قضايا معيّنة، لكنني أعتقد أن بإمكاننا تحقيق تقدّم إذا كنا صريحين ومنفتحين وعمليين».

وكانت الوزيرة الأمريكية وصلت إلى بكين الأحد، والتقت مدير إدارة الأمريكيتين وأوقيانوسيا بوزارة التجارة الصينية لين فنغ، إضافة إلى السفير الأمريكي نيكولاس برنز. 

وقالت جينا في منشور على منصة «إكس» إنها «تتطلع إلى بضعة أيام مثمرة». وأوضحت أنه «لا يوجد مجال للمساومة والتفاوض» على الأمن القومي الأمريكي، إلا أن «الجزء الأكبر من علاقتنا التجارية والاستثمارية غير مرتبطة بمخاوف الأمن القومي». وأكدت: «نؤمن بأن تأسيس اقتصاد صيني قوي هو أمر جيّد». وتابعت: «نسعى لمنافسة صحيّة مع الصين. يصب الاقتصاد الصيني الذي يحقق نمواً ويقوم على القواعد في مصلحة بلدينا».

ومن جانبه، قال وانغ ل«جينا ريموندو»: إن «عقد محادثات والتنسيق معك في مجال التجارة والاقتصاد هو من دواعي سروري».

وزارت الوزيرة، الاثنين، معرضاً لمنتجات التجميل الأمريكية المخصصة للسوق الصينية بفندق في بكين، برفقة السفير الأمريكي. وستتوجّه خلال الزيارة التي تستمر حتى الأربعاء إلى مركز القوة الاقتصادية الصينية شنغهاي، وفق وزارة التجارة الأمريكية.

  • توتر في العلاقات التجارية

تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، إذ تصدّرت القيود التجارية التي فرضتها واشنطن قائمة الخلافات. 

تفيد واشنطن بأن قيودها ضرورية لحماية الأمن القومي، بينما ترى بكين أن الهدف منها عرقلة نهوضها الاقتصادي. وأصدر بايدن هذا الشهر أمراً تنفيذياً يهدف إلى فرض قيود على استثمارات أمريكية محددة في مجالات التكنولوجيا المتطورة الحساسة في الصين، في خطوة نددت بها بكين على اعتبارها «مناهضة للعولمة».

وتستهدف القواعد المتوقعة منذ مدة طويلة والتي ستُطبّق العام المقبل على الأغلب، قطاعات مثل أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.

وسعت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، لطمأنة المسؤولين الصينيين بشأن القيود المرتقبة خلال زيارة قامت بها إلى بكين الشهر الماضي، متعهّدة بأن أي خطوة ستُطبّق بشكل شفاف.

  • سلسلة زيارات

وتعد زيارة جينا الأخيرة ضمن سلسلة زيارات عالية المستوى قام بها مسؤولون أمريكيون إلى الصين في الشهور الأخيرة، فيما تسعى واشنطن لتخفيف حدة التوتر في العلاقة مع بكين.

وقد تصل الزيارات إلى ذروتها عبر لقاء بين زعيمي البلدين، إذ أفاد الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخراً، بأنه يتوقع عقد اجتماع مع نظيره الصيني، شي جينبينغ هذا العام.

وفي حزيران/يونيو، توجّه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى بكين، حيث التقى شي ولفت إلى أنه تم تحقيق تقدّم في عدد من القضايا الخلافية. كما زار مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري الصين في تموز/يوليو.

لكن زيارتي جانيت وبلينكن لم تؤديا إلى أي اختراق يذكر، وأثارت قمة جرت مؤخراً في كامب ديفيد بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، هدفت إلى أمور بينها مواجهة الصين، تنديدات من بكين.

  • لقاء مرتقب

وبعد القمة، أفاد الرئيس بايدن بأنه ما زال يتوقع لقاء شي مرّة جديدة هذا العام. دعا بايدن نظيره الصيني في تشرين الثاني/نوفمبر، إلى زيارة سان فرانسيسكو خلال انعقاد قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، الذي يضم الصين. ومن المحتمل أن يلتقي الزعيمان الشهر المقبل في نيودلهي على هامش قمة مجموعة العشرين لأكبر الاقتصادات العالمية. (أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4b75w2yw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"