صمتت ريهام وتكلّم الجمهور

22:42 مساء
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم*

رقيقة الملامح، تفاجئك بقوتها وجرأتها، بل وشراستها وتحوّلها إلى المرأة الكابوس والمرأة الجبارة، أو حين تتحول إلى فتاة ليل أو فتاة محدودة التعليم ابنة حي شعبي.. وأياً كانت الشخصية التي تجسدها ريهام عبد الغفور، تراها كما يجب أن تكون، بل تتفوق في كل مرة، وتمنح الشخصية من روحها فيقتنع بها الجمهور ويحبها ويصفق لها.

هذه الفنانة موهوبة ليس بالوراثة فقط، لأنها فاقت والدها الفنان الكبير أشرف عبد الغفور براعة وتلوناً على الشاشة، تجيد اختيار أدوارها حتى ولو ستطل في مشهد صغير، لكنها تتقنه بامتياز فتسرق الكاميرا من أي نجم (أو نجمة) يقف أمامها، وهذا العام تحديداً قدمت نحو خمسة أعمال لم تكرر نفسها لا بالدور، ولا بالأداء، ولا بنبرة الصوت، ولا بالشكل في أي منها، وكأنها تعزف ألحاناً موسيقية متنوعة، ولعل أجمل تشبيه هو ذلك الذي علق به الفنان كريم فهمي على حسابه الشخصي على فيسبوك حين استنكر خروج ريهام من مهرجان القاهرة للدراما في دورته الثانية التي أقيمت في العلمين قائلاً: «هي ريهام عبد الغفور فين من الجوايز أو التكريم، دي عملت سيزون ولا محمد صلاح».

لماذا استغرب الجمهور والصادق من الفنانين عدم نيل هذه الفنانة أي جائزة في المهرجان الذي أغرق بعض النجوم جوائز وتكريمات، ونسي أو تجاهل أو سقط منه سهواً تكريم بعض الكبار المهمين الملهمين، ومنح جوائز لممثلين متميزين بموهبتهم وعطائهم وأخلاقهم واحترامهم لأنفسهم وللفن وللجمهور؟. ريهام عبد الغفور لم تستنكر ولم تمتعض، بل تولى عنها المهمة كل من يرى الفن، وما تم تقديمه طوال العام بعين أمينة؛ طبعاً منى زكي استحقت جائزتها كأفضل ممثلة عن دورها في «تحت الوصاية»، لكن ريهام كانت الأجدر منها، ومن منة شلبي هذا العام بالتكريم عن مجمل ما قدمته وأبدعت فيه.

إذا أردت معرفة رأي الجمهور الحقيقي بلا روتوش من هنا وهناك، وحكمه على حدث فني، راقب التعليقات واقرأ السطور وأحياناً ما بينها، فتدرك مدى مصداقية ما يُنسب إليه ومدى زيفه، ورأيه الحقيقي ظهر هذه المرة بعد انتهاء مهرجان الدراما، وبسرعة البرق أصبحت ريهام عبد الغفور ترند بلا إرادة منها ودون أن تنطق بكلمة، التزمت الصمت، احترمت المهرجان وقراراته وجوائزه، باركت لزملائها وزميلاتها بكل محبة وصدر رحب، لكنها بلا شك شعرت بنفس الخيبة التي شعر بها زميلها كريم فهمي والجمهور الذي تولى مهمة إثارة الموضوع واستنكار ما حصل، وكأنه رد اعتبار وتكريم وتقدير يغنيها عن كل جوائز المهرجانات.

* [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8e6tpt

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"