إعداد: محمد عزالدين
رصد علماء أحياء أمريكيون من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الحيوي لاستكشاف المحيطات والبحوث، سمكة قرش غرينلاند، في البحر الكاريبي الاستوائي، على بعد آلاف الكيلومترات من بيئتها الطبيعية التي تمتد بين حوض بافين الكندي، فوق الدائرة القطبية الشمالية، ومياه شمال المحيط الأطلسي بين نوفا سكوشا وسفالبارد، بالقرب من النرويج.
وأسماك قرش غرينلاند هي أطول الفقاريات عمراً، ويتراوح عمرها ما بين 250-500 عام، وتعيش على عمق آلاف الأمتار تحت سطح الماء في ظلام دامس، ونادراً ما ترى أو تصور، ولا يعرف سوى القليل عن تفاصيل حياتها الطويلة التي تمتد لقرون، فهي تنمو وتتحرك وتتقدم في العمر ببطء، باتباع أسلوب حياة يحافظ على الطاقة، ليمكنها من التكيف مع أعماق البحار التي تعاني ندرة المغذيات، لذلك فهي كائنات زبالة، تقتات على كل شيء حياً كان أم ميتاً، بما في ذلك الأسماك والفقمات والدببة القطبية والحيتان، ويصل طولها إلى 7.3 متر، وتزن 1200 كلجم، على الرغم من أنها تنمو فقط بمقدار 1 سم سنوياً، ولا تصل إلى مرحلة النضوج الجنسي إلا في عمر 134 عاماً على الأقل.
وقال هيكتور دانيال مارتينيز، من الإدارة وأحد الباحثين: «كنّا نضع علامات على أسماك القرش النمر التي نصطادها مؤقتاً قبالة سواحل بليز الكاريبية، وبعد وضع علامة لتحديد المواقع في جزيرة جلوفر المرجانية المحمية في بليز أثناء مراقبة أسماك قرش النمر والبحث عنها، تحركت العلامة عدة كيلومترات بعيداً عن الشعاب المرجانية في مياه يصل عمقها إلى 610 أمتار، واشتبهنا في البدء بأن تكون سمكة قرش سداسية الخياشيم، وهو مفترس مهيمن في أعماق البحار، ولكن عند تصوير الحيوان الذي نادراً ما يرى، تأكدنا من هويته وهو سمكة قرش غرينلاند، الكائن الذي يبدو وكأنه حيوان من عصور ما قبل التاريخ».
