عادي

بعد قمة بوتين وأردوغان.. ما مصير اتفاق الحبوب؟

20:55 مساء
قراءة 3 دقائق

(وكالات)

التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، في منتجع سوتشي، لبحث ملفات عدة، لكن اتفاق الحبوب كان العنوان الأبرز لهذا اللقاء الذي تم التعويل عليه كثيراً، لإقناع روسيا باستئناف الاتفاق الذي علقته موسكو في 17 يوليو/ تموز الماضي، بسبب العراقيل الغربية على صادراتها.

شرط روسي

وأكد بوتين، استعداد بلاده لاستئناف العمل بصفقة تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، بمجرد أن يتم الإيفاء بالالتزامات تجاه روسيا.

وقال بوتين: «دفعتنا الدول الغربية لوقف صفقة الحبوب؛ إذ كانوا يمنعون توريد قطع الغيار للمعدات الزراعية ويمنعون استخدامنا للنظم البنكية»، وأضاف: «مستعدون لاستئناف العمل بصفقة الحبوب بمجرد أن يتم الإيفاء بالالتزامات تجاه روسيا». وقال بوتين: إن الغرب كان يخدعنا بالحديث عن مبادرة البحر الأسود، لأن 70% من الحبوب وصلت إلى الاتحاد الأوروبي، بينما وصل 3% فقط إلى الدول المحتاجة. وذكر أن روسيا تورد الحبوب مجاناً إلى 6 دول إفريقية، ونتحمل كلف النقل.

رسالة مهمة

وقال أردوغان بعيد وصوله إلى سوتشي: «أعتقد أن الرسالة التي سننقلها خلال المؤتمر الصحفي الذي سيلي اللقاء ستكون بالغة الأهمية للعالم، خصوصاً الدول الإفريقية النامية».

وسمحت الاتفاقية التي تمّ التوصل إليها في صيف 2022 برعاية تركيا والأمم المتحدة، بتصدير الحبوب من أوكرانيا وتهدئة المخاوف عالمياً حيال ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وتأمل تركيا، في إحياء الاتفاق بشكل يؤسس لمفاوضات سلام أكثر شمولاً بين موسكو وكييف، معوّلة على العلاقة بين بوتين وأردوغان التي بقيت وثيقة على الرغم من العملية الروسية في أوكرانيا.

وقال أردوغان الشهر الماضي «تتواصل اتصالاتنا من أجل إعادة تنفيذ المبادرة التي تم تعليقها اعتباراً من 17 يوليو/ تموز وتوسيع نطاقها». وأضاف في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني للرئاسة التركية بالعربية: «بمشيئة الله تعالى سنتمكن من إيجاد أرضية مشتركة بشأن هذه المسألة. لا شك في أن حل هذه المشكلة من دون مزيد من العقبات يتوقف على الوفاء بالوعود التي قطعتها الدول الغربية».

محاولة إقناع

وتسعى أنقرة إلى إقناع موسكو بالعودة إلى الاتفاقية. لكن وعلى الرغم من تصدر ملف «صفقة الحبوب» عناوين الصحافة العالمية نظراً لما تشكله من أهمية للأمن الغذائي العالمي وسوق الحبوب، فإن ثمة شكوكاً في واقعية إعادة تفعيلها بصورتها السابقة، وسط تمسك موسكو بشروطها، وفي مقدمتها فتح الأسواق العالمية أمام الحبوب والأسمدة الروسية، وإعادة توصيل مصرف «روس سلخوز بنك» الزراعي بمنظومة «سويفت» العالمية للتحويلات المالية.

رفض سياسة الترضية

إلى ذلك، رفض ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، دعوة تركيا لبلاده بتخفيف موقفها فيما يتعلق بإحياء اتفاق الحبوب في البحر الأسود، قائلاً: إن أوكرانيا لن تدعم تخفيف العقوبات على موسكو ولن تقبل سياسة «الترضية». وقال بودولياك: «لنكن واقعيين في نهاية المطاف ولنتوقف عن بحث خيارات غير موجودة، ناهيك عن تشجيع روسيا على ارتكاب مزيد من الجرائم».

وأدلى بودولياك بهذه التصريحات عندما طلب منه التعليق على ما صرح به أردوغان بعد محادثات مع بوتين. وأضاف بودولياك أن روسيا «مهتمة للغاية» بتدمير الموانئ البحرية الأوكرانية والبنية التحتية لنقل الحبوب. وأشار إلى أن روسيا ليست بحاجة إلى أي اتفاق للحبوب وأن كل ما يهمها عزل أوكرانيا عن أسواق الحبوب العالمية ورفع أسعار الحبوب وأن تسيطر بمفردها على البحر الأسود.

وتساءل: كيف يمكن لأوكرانيا أن تخفف (موقفها) هنا؟

وأضاف: «لنكن واضحين، لن نمارس بالتأكيد سياسة استرضاء المعتدي.. والدخول في برنامج رفع العقوبات».

وقال أردوغان بعد محادثات مع بوتين: إنه يمكن قريباً إحياء اتفاق الحبوب الذي تقول الأمم المتحدة إنه ساعد في تخفيف أزمة الغذاء من خلال إيصال الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/uambxkrs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"