عادي
صيفنا ثقافة

نادية النجار تخوض تجربة أدبية مغايرة مع الخيال

01:04 صباحا
قراءة دقيقتين
1
نادية النجار

الشارقة: أشرف إبراهيم

تبوح كتابات الروائية والقاصة نادية النجار بسرها الجمالي، فهي تضيء بوعي على تجارب إنسانية بأسلوب سردي منظم، إذ توظف مهاراتها في تضفير حكايات ترسم خطوطاً فاصلة في مراحل زمنية مختلفة، فترصد وتحلل وتضيف للوقائع التاريخية عطراً خاصاً عبر لغة غنية مؤثرة تستوعب من خلالها القارئ وتروي طموحه بمحركات قوية حين توجه شخوصها نحو غايات إنسانية بخيال خلاق يبرهن على أنها مسكونة بأدب الحكايات، ما يجعلها دائماً على علاقة بجوهر الإنسان وما يكتنف حياته من صعوبات وإشكاليات تضعه على حافة المعاناة، ولأنها عاشت طفولة أغنت روحها بقصص من الموروث الإماراتي الخصب حين استمعت إليه من الجدات، فقد وجدت أن فن السرد هو ملاذها الحقيقي الذي يهيئها لتأمل الحياة وما يدور فيها، فتنامت كتاباتها التي حازت عنها الجوائز بما يحفزها للمضي نحو إنجاز العديد من المشروعات الأدبية الأخرى، ومن ثم ضخ نصوصها في المحيط الثقافي، لأن ذلك يولد لديها متعة خاصة تجعلها تتماهى مع انتمائها لتراث الآباء والأجداد الذي وظفته في أعمالها الإبداعية، وقد أصدرت نحو 14 كتاباً في السرد الطويل والسرد القصصي القصير مع غزارة محسوبة في الكتابة للأطفال بأسلوب مغاير، ومن ضمن إصداراتها «منفى الذاكرة، مدائن اللهفة، ثلاثية الدال، أنا مختلف، النمر الأرقط، أصوات العالم، نزهتي العجيبة مع العم سام، غافتان» وغيرها من الأعمال الأخرى التي تبرز تجربتها الأدبية الثرية المتعددة الجوانب والمتقدة على مستوى الفكرة والمضمون.

وبطاقة مشعة وأسلوب سردي متخيل تعكف النجار حالياً على إكمال راوية جديدة تدور أحداثها بين زمنين: الأول في أربعينيات القرن الماضي، والثاني في العصر الحالي، تحشد فيها أحداث وتفاصيل وصراعات إنسانية ومواقف تتعرض لها بطلة العمل التي تواجه الكثير من التحديات، وتستطيع أن تظهر كفاءة شخصية في التكيف مع الواقع كونها شغوفة بالمعرفة، ولديها طاقة في اختزال وقائع تاريخية فضلاً عن تفاعلها مع الشخوص الأخرى في الرواية الذين يصل عددهم الى قرابة 20 توزع أدوارهم الروائية بعناية وهي ترصد المتغيرات والتحولات الزمنية ودورهم الفاعل فيها، ولم تستقر بعد الكاتبة على اسم هذا العمل السردي الطويل لكنها تؤكد أنه مختلف عما كتبته من روايات أخرى.

ولأنها جربت بكفاءة كتابة القصة القصيرة حيث أصدرت من قبل مجموعة بعنوان «لعبة البازل» التي تعتز بها في مسيرتها الأدبية فهي حالياً تواصل الكتابة في هذا الفن السردي الذي يتمتع بكثافة في بنائه الحر، وتحاول أن تطلق العنان لخيالها في خوض تجربة مغايرة ذات دلالات إنسانية وبأسلوب تخييلي مشوق يقترب من لغة الشعر، بحيث تستجمع فيه الحكمة والمشكلات المجتمعية الطارئة معتمدة على كنز الخيال الذي يسكنها ويلون مشاهدها السردية بما يتسق مع أفكارها غير النمطية، فهي تصنع الفارق خلال تقديم نماذجها القصصية بما يتسق مع روح الإبداع في داخلها. وتستعد النجار حالياً للكتابة للإطفال إذ تعد هذا الميدان سخياً ويمنحها حرية في التماهي مع أدب الطفل بشفافية وصدق وعفوية حتى يظل الصغار على وعي بأهمية القراءة وفاعليتها المعرفية في الحياة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3j2pkbvp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"