عادي
رائعة «تشايكوفسكي» الأصلية تعود إلى الحياة

«بحيرة البجع» تفتتح عروض دبي أوبرا بلوحات باهرة

17:45 مساء
قراءة 3 دقائق
بحيرة البجع من مشهد حفل القصر الملكي
من بحيرة البجع
مشهد من بحيرة البجع بدبي
مشهد من بحيرة البجع

دبي: مها عادل

من القصر إلى الغابة، ومن البحيرة إلى السماء الزرقاء، والمروج الخضراء، والعالم السحري الذي تنقّلت خلاله مشاهد الباليه العالمي «بحيرة البجع» لتشايكوفسكي، والذي افتتحت به دبي أوبرا، الجمعة، موسمها الجديد.

ثلاث ساعات ونصف الساعة من الإبداع الفني المتواصل الذي تتوافق فيه نغمات الموسيقى، والتناسق الحركي، والمشاعر الإنسانية بين الفنانين والجمهور.

تواصل الإبداع باستخدام الإبهار في المؤثرات السمعية والبصرية، وتوزيع الإضاءة، وتكوين المناظر، وتصميم الخطوات والاستعراضات، وتشكيلات الفرقة التي استغلت الإمكانيات المميزة التي قدمها مسرح دبي أوبرا بمساحته الرحبة، وامتلاك أحدث التقنيات التكنولوجية التي أضافت عناصر إبهار ومتعة إلى الباليه الكلاسيكي الخالد المستمر في النجاح عبر السنوات ليصل إلينا اليوم بدبي، ويحملنا إلى عالم خلاب من المتعة الإبداعية الخالصة.

عرض أيقوني

يُثبت هذا العرض الأيقوني، بحيرة البجع، أن الفن الراقي والموسيقى المعبرة لغة عالمية تجمع كل الشعوب والثقافات دون استخدام الكلمات، وهذا الأمر تجلى بوضوح في العرض، حيث غلب على الحضور في مسرح دبي أوبرا تنوع كبير في الجنسيات العربية والغربية، ونجح الباليه في مخاطبة كل الأعمار، وحصد إعجاب وتفاعل الجميع رغم طول مدته، ولكنه لم يترك مساحة للملل ليتسرب إلى فرد منهم.

أحداث القصة

تدور أحداث القصة التي صدرت عام 1875 في أربعة فصول، وعُرضت للمرة الأولى على مسرح البولشوي في روسيا عام 1877، وتدور حول الأمير سجفريد الذي تقوده الصدفة إلى معرفة سر الأميرة المسحورة التي تعاني تعويذة سحرية ألقاها ساحر شرير، فتتحول إلى ملكة للبجع، تطير مع رفيقاتها في سرب وتحط برشاقة بجوار بحيرة تكونت من دموع والدتها، وبفضل موسيقى تشايكوفسكي المبدعة تحولت هذه القصة إلى أشهر عروض الباليه التي تتمنى أي فرقة أن تقدمها، وهو ما نجحت فرقة الباليه المجرية في تقديمه على مسرح دبي أوبرا الذي تحط رحالها عليه للمرة الأولى.

الباليه المجري

صاحَب العرض عزفٌ حي من أوركسترا الأوبرا المجرية بقيادة المايسترو غابور هونتفاري، وقام ببطولة العرض مجموعة من فناني فريق الباليه المجري مثل: تاتيانا ميلنيك وماريا ياكوفليفا، وهو الفريق الذي نجح في إحياء العرض الأسطوري الأصلي لتحفة تشايكوفسكي لجمهور دبي المتذوق للفنون الراقية.

تميز العرض باستخدام رائع وتوظيف متميز للإكسسوارات، والملابس، والألوان، وتوزيع الإضاءة، والأداء الحركي من الراقصين والراقصات الذين تحركوا في تناغم رائع وتكوينات كبيرة العدد ملأت المسرح بالحيوية، والرشاقة، والجمال.

مشهد الاحتفال

من أهم المشاهد التي برع المخرج في تقديمها في هذا العرض مشهد الاحتفال الذي أقيم في القصر الملكي، فالمشهد قام بتنفيذه أعداد كبيرة من الممثلين والراقصين، وكانت الحركة مدروسة بدقة بحيث تتناغم حركة عشرات الأشخاص الموجودين على المسرح في نفس التوقيت، منهم من يقدم الحركات الاستعراضية والتشكيلات الفنية، ومنهم من يقوم بالتمثيل الإيمائي الصامت، واستخدام لغة الجسد للتعبير عن المشاعر والمواقف، وأكثر ما يدهش المشاهد في هذا العرض أنه يستطيع أن يسمع صوت كل شخص مؤدي على المسرح دون أن ينطق هذا الشخص كلمة واحدة، فالحوارات الصامتة تتم عبر الحركات والتعبيرات والإيماءات، وخطوات الأقدام باستخدام أحذية الباليه تارة وأحذية الكلارينت تارة، وتتحول إلى موسيقى متناغمة تجسد الحالة والمشاعر التي تتفاوت بين الفرح والحزن والتوتر، وعبر هذه اللغة الفريدة تدور حوارات طويلة بين أشخاص مختلفين، وأجمل هذه الحوارات كانت الدويتو المتناغم بين بطل العرض وبطلته حيث كانت الموسيقى تصرخ فرحاً عندما يلتقي الحبيبان وتنتحب حينما ينتهي بهما الحال إلى نهاية مأساوية، لتثير مشاعر الجميع.

الآلات الموسيقية

تتوحد دقات قلب المشاهد مع تسارع وتعالى صوت الآلات الموسيقية الحية، فالموسيقى في هذا العرض مفتاح النجاح وركن أساسي من طاقة التعبير، بينما لعب توزيع الإضاءة والديكورات وخلفيات المسرح المجسمة دوراً مهماً في نقل المشاهد داخل اللوحة الواحدة وتركيز الانتباه على أحداث فرعية أو أساسية تجري على خشبة المسرح، كما جرى في مشهد حفلة القصر الملكي حيث كانت الإضاءة تنقل المشاهدين من مشهد إلى مشهد داخل التكوين العام الراقص الذي يتألق على خشبة المسرح. بينما الخلفيات تصحب عقل ووجدان المشاهد للسير بين أغصان وأشجار الغابة تارة وعبر ضفاف البحيرة الحالمة تارة بتمكن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3rwkckze

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"