عادي

مرماح الخيل.. بهجة الموالد وملتقى الفرسان في صعيد مصر

19:25 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: «الخليج»

تتقافز الخيول العربية الأصيلة، في ساحات السباقات الشعبية في صعيد مصر، وترسم بقوائمها الرشيقة على رمال الساحات، حكايات من تاريخ الفروسية التليد، وتجذب بسروجها المطهمة بالفضة، المئات من عشاق الخيل في مختلف محافظات المحروسة، للمشاركة في تلك السباقات المثيرة، التي لا يخلو منها مولد، أو مناسبة دينية في مدن الجنوب، والاستمتاع بما يقدمه المشاركون فيها من فنون الفروسية.

تتناثر ساحات الخيل التي يطلق عليها أهالي الصعيد اسم «صوابي الخيل»، في العديد من قرى الجنوب المصري، وبخاصة في محافظتي قنا والأقصر، اللتين توليان تلك العروض أهمية خاصة، وتخصص لها مساحات خالية من الأراضي الزراعية، يتبارى فيها المتسابقون وفق قواعد ثابتة، لا فائز ولا مهزوم فيها، وإنما تعتمد على مهارات كل متسابق، في تقديم أفضل ما لديه من فنون الفروسية، وأداء مبهر أمام عيون الحاضرين.

الصورة

وتعد صابية الأقصر واحدة من أشهر عروض الخيل في الصعيد، وهي تلتئم سنوياً في ذكرى أبو الحجاج الأقصري، صاحب المسجد الشهير بجوار معبد الكرنك، وتشارك في صابية المولد العديد من عائلات الأقصر والقرى المحيطة بها، حيث يتبارى شبانها بما يملكونه من خيول في «المرماح الكبير»، الذي سرعان ما يتحول إلى بورصة تحدد أسعار الخيل المشاركة، هبوطاً أو صعوداً، وفقاً لأدائها في المرماح الذي يمتد لعدة أيام وسط حضور كثيف من أهالي المدينة السياحية ومئات من السائحين الذين ينظرون بإعجاب شديد لتلك العروض الشعبية وما يقدمه الفرسان المشاركون من مهارات وفنون.

الصورة

ويرجع كثير من الباحثين، تلك اللعبة الشهيرة في صعيد مصر إلى أصولها العربية، حيث يرجح أنها دخلت إلى البلاد، مع هجرة العديد من القبائل القادمة من شبه الجزيرة العربية إلى مصر مع الفتح الإسلامي، واستيطان عدد كبير منها في الصعيد، بعد عبور البحر الأحمر، ومن بينها قبائل الأشراف التي تمتد جذورها إلى منطقة نجد في الحجاز القديم، فضلاً عن قبائل العرب والهوارة.

الصورة

ويقول رضا خطاب، أحد الفرسان الذين يحرصون على المشاركة في تلك العروض، إن عروض المرماح، تستهدف بالأساس إشاعة روح المحبة والاحتفال بين مربّي الخيل، وإمتاع رواد الموالد الدينية بمختلف فنون الفروسية، مشيراً إلى أنها تقوم على تقاليد راسخة، ومبادئ يجب أن يلتزم بها الفارس المشارك في الصابية.

الصورة

يستهل الفارس المشارك في عروض صوابي الخيل، عرضه بتحية الحاضرين على أنغام الموسيقى الشعبية، قبل أن يبدأ مرحلة التقطيع، وهي عبارة عن مجموعة من الحركات يتعين أن يقوم بها الفارس، وهو يمتطي صهوة حصانه قبل بدء العرض، ثم المرماح بأن يطلق العنان لفرسه، ليظهر مدى سرعته ومرونته ولياقته البدنية العالية، ثم الرقص بالحصان، على أنغام الطبل والمزمار البلدي.

الصورة

وتشرف لجان للتحكيم على هذه السباقات والعروض، تضم مجموعة من أمهر الفرسان القدامى، وتحدد هذه اللجان الحصان والفارس الأكثر حضوراً بين المشاركين، وغالباً ما تكون الجائزة عصا طويلة من الخيزران، يستخدمها الفارس في الرقص وهو على صهوة حصانه.

ولا تنافس قرى الأقصر وقنا في تلك السباقات، سوى قرى أسوان على بعد كيلومترات قريبة، حيث تشهد تلك القرى ما يقرب من عشر صابيات للخيل في العام، ربما كان من أشهرها الصابية التي تقام في قرية الكلح في نهاية مارس من كل عام، ومن قبلها مرماح قرية بنبان في إبريل، ثم صابية إدفو في مايو، فضلاً عن مرماح البصيلة الذي يقام في ليلة النصف من شعبان من كل عام، وآخر يقام في عيد الفطر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/fepnessf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"