سلوك الطلبة.. والأهالي

00:24 صباحا
قراءة دقيقتين

«شهادة حسن سير وسلوك»، تلك الورقة التي كانت بالنسبة للطالب بمنزلة اعتراف بأنه تلميذ مشهود له بأدبه وأخلاقه واحترامه للمدرسة وقوانينها ولزملائه والمدرّسين.. ولم يكن على التلميذ أن يبذل مجهوداً كبيراً، كي ينال هذه الشهادة؛ لأن حسن الأخلاق واللياقة في التصرف والأدب من الأساسيات التي تربى عليها كل الأبناء - ما عدا بعض الاستثناءات طبعاً- وكانت اللباقة والخجل والاحترام هي الحدود التي لا يتجاوزها إلا القليل والنادر من الطلاب، لكن الزمن تغير، وتغيرت معه سلوكيات الكثير من الناس، ولم تعد التربية توأمة التعليم في بعض المدارس، وفي بعض البيوت التي تخلت عن دورها في تحمل مسؤولية تنشئة أبنائها وفق ضوابط «حسن السير والسلوك»؛ بل الأسوأ أن هناك أولياء أمور يستهترون ويستخفون بقيم التربية، وبضرورة التحلي بالأخلاق أمام أبنائهم.

ربما نستغرب صدور لائحة سنوية (مع بداية كل عام دراسي) تحدَّد فيها إدارة سلوك الطلبة، ويتم تطبيقها على جميع الطلاب من الصف الثالث الأساسي إلى الصف الثاني عشر، في مؤسسات التعليم العام في الإمارات، لكننا وفي كل عام، ندرك أن تلك اللوائح مهمة جداً، كي لا ينسى الطلاب والمسؤولون في المدارس وأولياء الأمور أهمية المحافظة على الخطوط الحمراء، وعدم تجاوزها، وأهمية التحلي بأخلاق حسنة طوال العام الدراسي، علماً أن هناك لائحة موجهة أيضاً إلى أولياء الأمور، وعليهم الالتزام بها، ليكونوا خير مثال لأبنائهم.

المدرسة تذكر الأهالي بأهمية رعاية وتربية أبنائهم، وخطورة إهمالهم أو تجاهل دورهم التربوي والتوجيهي الذي لا يجب أن يمل منه ولي أمر أو يستهين به وبمدى تأثيره في حياة ابنه وسلوكياته في المدرسة وفي المجتمع.. وإذا كان الهدف من لائحة إدارة سلوك الطلبة «غرس وتعزيز الأخلاق الحميدة، وممارسة السلوك الإيجابي»، فهي كذلك تتوجه إلى العاملين في المدارس، لتلفت نظرهم أيضاً إلى الالتزام بدورهم التربوي والتعليمي والذي يتنافى مع العنف والتعنيف، فيلتزمون بالرقي في التعامل مع الطلبة والتوعية والإرشاد بلا عقاب بدني أو السخرية من الطالب أو منعه من تناول وجبته الغذائية أو قضاء الحاجة أو تخفيض درجاته..

اعتبار «السلوك» من المواد الدراسية الأساسية «التي تعكس مخرجات تحصيل الطالب من النواحي الأخلاقية، ويعامل مثل بقية المواد في النجاح والرسوب»، يدفع الطالب وذويه إلى التعامل مع الأمر بجدية، والحرص على الالتزام بقائمة «سلوك الطلبة»، ونتمنى أن يأخذ أولياء الأمور قائمة «سلوك الأهالي» بنفس الجدية، والكف عن ارتكاب المخالفات أثناء توصيل أطفالهم صباحاً واصطحابهم بعد انتهاء الدوام؛ حيث يتسبب بعضهم بفوضى، تؤدي أحياناً إلى حوادث أو كوارث أو أزمة مرورية تعطل الحركة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr2frar2

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"