بيروت: «الخليج»، وكالات
تجددت الاشتباكات العنيفة، مساء أمس الأربعاء، في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، بجنوب لبنان، بعد ساعات من الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار، ووسط دعوات فلسطينية لإنهاء التوتر المستمر منذ أسابيع، في وقت لا يزال فيه الموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، يجول على المسؤولين اللبنانيين بحثاً عن حل للمعضلة الرئاسية، داعياً الفرقاء اللبنانيين للخروج من الأفق المسدود.
وقال مدير الاتصالات في الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان، عماد حلاق، إن الاشتباكات التي دارت في مخيم عين الحلوة، مساء أمس الأربعاء، خلفت ستة قتلى، و13 جريحاً، بينما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن 5 قتلى، 3 منهم ينتمون لحركة «فتح»، سقطوا في الاشتباكات، فضلاً عن إصابة 15 آخرين، في المخيم الواقع عند أطراف مدينة صيدا الساحلية.
وجاء تجدد الاشتباكات بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وجماعة مسلحة، بعد هدوء نسبي شهده المخيم خلال الساعات الماضية، تخللته بعض الخروق بين الحين والآخر. كما تأتي بعد اتفاق بين قيادتي حركتي فتح و«حماس» في بيروت، تم التوصل إليه، يوم الاثنين الماضي، على المضي قدما بقرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك بالالتزام بوقف إطلاق النار في المخيم. من جهة ثانية، يستكمل الموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، جولته على المسؤولين ورؤساء الكتل والاحزاب اللبنانية، والتقى لهذا الغرض رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق، وليد جنبلاط، والنائب تيمور جنبلاط، وبعد اللقاء أكد جنبلاط الأب «إننا ندعم مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ومبادرة لودريان»، مشيراً إلى أن «المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة»، وقال: «لم نتبلّغ بأي موعد لأي حوار في 21 سبتمبر/ أيلول»، داعياً الكتل النيابية إلى تلبية الدعوة للحوار. كما التقى لودريان عدداً من النواب التغييريين في قصر الصنوبر، ليعود ليلتقي فرقاء لبنانيين آخرين، اليوم الخميس.
ومن المتوقع أن يبقى لودريان في بيروت حتى غد الجمعة، لإجراء محادثات جديدة تندرج في سياق المباحثات التي أجراها خلال مهمتيه السابقتين، مع جميع الجهات الفاعلة السياسية الممثلة في البرلمان، والتي انتخبها اللبنانيون والتي تتحمل مسؤولية انتخاب رئيس الجمهورية، كما أوضحت السفارة الفرنسية.
ونقل عن بري حسب مصادر صحفية، ارتياحه بعد لقاء لودريان الذي ردد أنه يتبنى ما تضمنته دعوة رئيس المجلس لطاولة الحوار بكل ما تحمل، وهي تتناول موضوع انتخاب رئيس الجمهورية فقط، فيما أكدت هذه المصادر أن لودريان سيعمل على دعم مبادرة بري والعمل مع رؤساء الكتل على التجاوب معها. في سياق آخر، قُتل سوري، وأصيب اثنان آخران في انفجار لغمين أرضيين، أثناء محاولتهم العبور من سوريا إلى لبنان.
