عادي

فيديو| الوطن.. يحتفي اليوم بعودة النيادي

00:05 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
1

دبي: يمامة بدوان
يصل رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، إلى أرض الوطن بسلام، اليوم الاثنين، بعد مهمة فضائية ناجحة هي الأطول في تاريخ العرب، حقق خلالها إنجازات نوعية وتاريخية، رسخت اسم الإمارات إقليمياً وعالمياً كأول دولة عربية تنجز أطول مهمة في محطة الفضاء الدولية، والتي استمرت 186 يوماً، وتضمنت إجراء تجارب علمية رائدة، تسهم في خدمة البشرية والمجتمع العلمي.
وبعد نحو عام من غيابه عن الدولة، أمضاه بين التدريبات الأخيرة التي سبقت المهمة، وانطلاقه إلى المحطة الدولية، يعود ابن الإمارات إلى الوطن، محملاً بالعلم والمجد، وإلهام الأجيال المقبلة في شغف استكشاف الفضاء.
وكان النيادي عاد إلى الأرض في 4 سبتمبر/ أيلول الجاري، على متن مركبة «سبيس إكس كرو دراغون إنديفور»، برفقة زملائه طاقم «كرو 6»، التي هبطت قبالة ساحل جاكسونفيل، فلوريدا، بعد رحلة استغرقت 17:17 ساعة من لحظة انفصال المركبة عن المحطة.

طوال مهمة «طموح زايد 2»، سافر النيادي حول كوكب الأرض مسافة 79 مليون ميل قانوني، خلال 2976 مداراً، منذ انطلاقه إلى
المحطة الدولية في 2 مارس/ آذار الماضي، كما أجرى نحو 200 تجربة علمية في مختلف المجالات استغرقت نحو 585 ساعة، بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية.
كما أسهمت رحلة رائد الفضاء الإماراتي في إثراء المعرفة، عبر تعزيز التواصل المجتمعي خلال المهمة ضمن سلسلة «لقاء من الفضاء» التي استقطبت أكثر من 10 آلاف شخص، وبتنظيم نحو 12 اتصالاً مرئياً مع الجمهور، و7 اتصالات لاسلكية من مركز محمد بن راشد للفضاء، في إطار تعزيز الثقافة والتعليم في هذا المجال، وإلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين، إضافة إلى خوضه مهمة السير بالفضاء، ليصبح أول رائد فضاء عربي يخوض السير خارج المحطة، لمدة 7 ساعات ودقيقة واحدة، وأصبحت الإمارات الدولة العاشرة عالمياً في مهمات السير بالفضاء.
طموح الإمارات
وأكد سلطان النيادي أن طموح الإمارات لا حدود له في استكشاف الفضاء، مثمّناً ثقة القيادة الرشيدة، المتمثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ما جعلنا محظوظين بهذه القيادة الرشيدة، التي وفرت لنا كل شيء للوصول بعيداً، سواء في الفضاء، أو في شتى القطاعات.
وقال: دائماً نحن نقلد قادتنا، لأنهم قدوة لنا، وهنا أتذكر موقفاً جميلاً راسخاً في الذاكرة، مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بعد إنهاء 3-4 أشهر من التدريبات في مدينة النجوم بموسكو، استعداداً للمهمة الأولى التي خاضها زميلي هزاع المنصوري، وكنا، أنا وهزاع، على يمين ويسار سموه، وسأله أحد الحضور قائلاً «ما شاء الله أحد الشباب وصلوا الآن»، فجاء ردّ سموه «بعدهم، نحن لدينا أهداف أبعد»، ما دفعني للتساؤل في عقلي ما الذي يفكر فيه سموه، والأهداف التي يطمح للوصول إليها، وهو الذي أثبتته الأيام لاحقاً، بأن سموه يفكر في الذهاب إلى المريخ والقمر، كذلك أهداف أبعد من ذلك.
وأضاف: صحيح أننا حققنا المهمتين، الأولى والثانية، في الذهاب للمحطة الدولية، لكن لا تزال أهدافنا مستمرة، وكرواد فضاء إماراتيين، نطمح إلى استمرارية العمل للذهاب في مهمات مستقبلية، سواء إلى المحطة، أو القمر.
جاء ذلك، في مقطع فيديو، مدته 8 دقائق و59 ثانية، نشره النيادي على «إكس»، وعلّق عليه بـ: منذ بداية التحضيرات التي استمرت 5 سنوات إلى العيش أكثر من 180 يوماً في الفضاء كانت هذه المهمة من أجمل التجارب التي مرت في حياتي.. بعد الرجوع إلى الأرض، حان الآن موعد العودة إلى الوطن.. أشوفكم على خير في دار زايد».
وأضاف: نحن في الفضاء لتحقيق هدف، متمثل في الاستكشاف ونشر العلوم، لكن علينا الحفاظ على كوكب الأرض.
وتابع: المحطة الدولية، تعد أكبر مختبر عائم في الفضاء، أجرينا على متنها مختلف العلوم والتجارب من وكالات فضاء عالمية، مثل دولة الإمارات، وكندا، و«ناسا»، و«إيسا»، و«جاكسا»، حيث بدأنا بالعمل منذ اليوم الأول لوصولنا، كما من الجميل أن نكون باتصال صوتي مع العلماء على الأرض، ونخبرهم ما الذي نراه في الفضاء.
وأكد أنه خلال وجوده على متن المحطة، كان يعمل ضمن عائلة واحدة من الرواد، الذين يعملون لهدف واحد، معبّراً عن سعادته بالتعرف إلى طاقم «كرو 5» لدى وصوله المحطة، الذي بدوره سلّم العمل لطاقم «كرو 6».
وأوضح أن الأيام الأخيرة قبل العودة للأرض، كان يملأه «مزيج من الحزن بسبب وداع البيت الذي كان يؤوينا طيلة 6 أشهر، وفيه عائلتنا في الفضاء، كذلك الشعور بالفرح والحماس لعودتنا إلى الأرض، ما خلق فينا حالة من الترقب، ونحن ننظر تقرير حالة الطقس من الجهات المختصة على الأرض، تجنباً لتعرضنا لأية مخاطر في حالة الهبوط وسط الأجواء غير المناسبة.
وتابع، أن طريق العودة، بالرغم من أنه استغرق نحو 17 ساعة، إلا أنها كانت سريعة.
ووصف مرحلة الهبوط على الأرض يوم 4 سبتمبر/ أيلول الجاري، قائلاً: إنها كانت سريعة ومميزة، حيث عملت الدفاعات في المركبة، ما قلل من سرعتها، ثم بدأنا نشعر بالجاذبية، نتيجة، زيادة ضغط الغلاف الجوي للأرض، وصولاً إلى «4.4 جي»، وهو تسارع القوى، أيضاً رأيت البلازما في هذه المرحلة، وهي أشبه بالحريق حول المركبة.
وقال إنه لأمر غريب على جسم الإنسان التأقلم سريعاً في الفضاء، وقيامه بأي عمل كأنه يطفو، والغريب الأكثر عند العودة للأرض، يبدو لنا كل شيء مألوفاً، مشيراً إلى أنه حاول تجربة ما كان يقوم فيه بالفضاء عند العودة للأرض، بشكل لا إرادي، مثل الملابس، إلا أنها وقعت أمامه، ولم تطفُ كما في المحطة.

تغطية مباشرة للعودة
أوضح مركز محمد بن راشد للفضاء، أن التغطية المباشرة لعودة النيادي إلى أرض الوطن، ستبدأ اليوم في تمام الساعة 5:30 مساء بتوقيت الإمارات على http://mbrsc.ae/live/؛ وذلك بحسب تغريدة نشرها على منصة «إكس».
وحول أبرز مستجدات برنامج الإمارات لرواد الفضاء بعد إنجاز أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، قال هزاع المنصوري، مدير مكتب رواد الفضاء بالمركز، إنها تتمثل في مشاركة الجمهور والجهات المختلفة، بالتجربة الفريدة التي أنجزها بنجاح زميلي النيادي. وأضاف أن أحد أهداف البرنامج، نشر العلم والمعرفة وإلهام الأجيال المقبلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3cc4dy8c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"