أحلامنا وطموحاتنا، هما القوة الدافعة نحو بناء حياة مميزة، محملة بالسعادة والرضى النفسي. عندما نعيش وفقاً لأحلامنا الخاصة، ونسعى إلى تحقيق طموحاتنا، نصبح أكثر رضى عن ذواتنا ونشعر بالتوازن الداخلي. أما السعي وراء حياة الآخرين، والسعي إلى أن تحقق مهام، لأن هناك من يقوم بها، فتقلده، وتسير خلفه، هذا سلوك، يجعلنا نضيع وقتنا وجهودنا في محاولة تحقيق أمنيات وتطلعات لا تنسجم مع حقيقتنا.
للفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون، كلمة جميلة ومعبرة جاءت في كتابه، الذي حمل عنوان: البحث الجديد عن العلوم، ونشر في عام 1620 قال فيها: «عمرك في هذه الدنيا، محدود جداً، فلا تبدده في محاولات العيش على طريقة الآخرين» هذه المقولة تجسد حكمة عظيمة تذكرنا بأهمية احترام الذات، والبحث عن مواهبنا، ومعرفة تطلعاتنا الشخصية. عندما نتبع أحلامنا وطموحاتنا، نبني هويتنا ونعزز ثقتنا بأنفسنا.
كل شخص لديه مواهب وإمكانات فريدة، وعليه أن يستخدمها لتحقيق أهدافه. إذا ابتعدنا عن أهدافنا الحقيقية، وسعينا خلف أحلام الآخرين، فإننا قد نفقد توازننا الداخلي ونشعر بالتشتت والارتباك. وفي الحقيقة نحن معرضون لذلك أكثر من أي وقت مضى، حيث نشاهد الكثير من الناس يتباهون، بما يمكنهم القيام به وبإنجازاتهم وممتلكاتهم في مواقع التواصل، وهذا يدفع ويستهوي البعض لمحاولة القيام بما يقوم به أولئك الناس. عندما نتبع دروباً ليست دروبنا، نخاطر بفقدان أجزاء مهمة من ذواتنا ونفسياتنا. قد نجد أنفسنا نعيش حياة لا تتناسب مع طبيعتنا وأحلامنا الحقيقية. الاستماع لأصوات الآخرين والسعي وراء أفكارهم يمكن أن يعطل طريقنا ويحد من تحقيق إمكانياتنا الحقيقية.
لذلك، علينا أن نتجنب أن نكون مجرد نسخة من غيرنا، وأن نحذر من أن نتجاهل أصواتنا الداخلية. علينا أن نسعى الى اكتشاف ما يجعلنا فريدين ومميزين، ونعمل على تحقيق أحلامنا وطموحاتنا الشخصية بإصرار وثبات. الحياة قصيرة وقيمة، وعلينا أن نستثمرها في تحقيق أهدافنا الشخصية وتطلعاتنا الحقيقية. لنتجنب الانغماس في محاولات العيش على طريقة الآخرين ونكون صانعي قراراتنا الخاصة. العيش وفقاً لأحلامنا يمنحنا الشعور بالكمال والإشباع، ويعزز رضى النفس والتوازن الداخلي. لذلك، دعونا نسعَ الى تحقيق طموحاتنا وبناء حياة تعكس جوهرنا الحقيقي وتحقق لنا السعادة والنجاح.
