جوائز تثير الاستفهام

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

تفقد الأشياء بريقها، لم تعد الشاشة مبهرة كما كانت، على الرغم من كثرة ما تعرضه علينا وتحاول إغراءنا به على مدار الساعة وفي بث لا يتوقف، ولم يعد للنجوم هالة تُشعرك بأنهم في مكانة عالية تجبرك أن تحترمهم دائماً وتلتفت إلى فوق كلما أردت النظر إليهم أو الحديث عنهم، و«النظر إلى فوق» لا نعني به النظر بالعينين؛ بل التطلع والتأمل ورؤيتهم وفق مكانتهم التي تفرضها عليك تصرفاتهم وأخلاقهم وموهبتهم الحقيقية والمتميزة ورزانتهم ولياقتهم ولباقتهم في الحديث والإقلال من الكلام.

حفلات ومهرجانات توزيع الجوائز أيضاً لم تعد تبهرنا ولا نتشوق لمشاهدتها كما كنا نفعل سابقاً، ربما لكثرة التكريمات التي ينالها الفنانون والتي لا تميز غالباً بين من يستحق هذا التكريم نظراً لمسيرة عطائه الطويلة في الفن، أو لخروجه عن المألوف وتقديمه دوراً مختلفاً وصعباً بأداء استحق الإشادة من الجمهور ونال حقه من حبهم له وتعليقاتهم على ما شاهدوه قبل أن يصل إلى هذا الحفل والمهرجان أو ذاك، وكذلك بالنسبة إلى المغني الذي أصبح يتلقى فوراً ردود أفعال الجمهور والثناء على تفوقه ونجاحه قبل أن يستلم أية جائزة من أية جهة.

بعد تقديم مهرجان القاهرة للدراما لدورته الثانية في العلمين في مصر، والتي أدهشنا فيها أن ينال «جعفر العمدة» بمخرجه وأبطاله أكبر عدد من الجوائز باعتباره الأفضل وفق اختيار الجمهور، أطل من لبنان حفل توزيع جوائز «موريكس دور»، والذي شمل باختياراته ككل عام الأعمال الدرامية والغنائية اللبنانية والعربية، وأكثر ما استغربه «الجمهور» أن يتم هنا أيضاً اختيار محمد رمضان أفضل ممثل عربي بالدراما المصرية لهذا العام، في حين شاهدنا من أداء النجوم ما أبهرنا ومن الأعمال المصرية ما أمتعنا سواء في رمضان أو خارجه، ما يعني أن في اختيارات «الموريكس دور» عدم إنصاف للمواهب الفذّة ولا أعتقد بأن رمضان منهم، وعلى الرغم من تميز هالة صدقي بدور الملكة صفصف في نفس المسلسل «جعفر العمدة» إلا أنها لم تتفوق على ممثلات أبدعن هذا العام، الطامة الكبرى هي «جائزة نجمة لبنانية عربية تصل إلى العالمية» التي ذهبت إلى مريام فارس، لماذا؟ هل لأنها قدمت أغنية المونديال؟ حسناً هي فرصة عالمية ذهبية، لكنها لم تنجح فيها والأغنية نالت من السخرية الكثير؛ بل فاق بكثير ما نالته من استحسان، فعن أي عالمية يتحدثون؟ وما معنى ومفهوم العالمية في معيار من يقيمون الأعمال والفنانين؟ حين تتحدث عن عالمية فلا بد أن تتحدث عن مسيرة ونجاح ووقوف على مسارح ومواجهة جمهور عربي وغير عربي يأتي ليسمعك ويستمتع بغنائك على الرغم من أنه لا ينطق بلسانك، تماماً مثلما حصل مع أم كلثوم وفيروز ومحمد منير.. هنا نتحدث عن عالمية حقيقية، وحين يصل الفنان إلى هذا المستوى تصبح الجوائز صغيرة لا تناسب مقاسه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5wb8mvua

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"