عادي

صغار تجار إندونيسيا يطلبون الحماية من «تيك توك»

23:50 مساء
قراءة 3 دقائق

في جاكرتا، يعاني صغار التجار في أكبر سوق للأقمشة والألبسة في جنوب شرق آسيا من تراجع عدد الزبائن تدريجياً، ويرون أن السبب هو تفضيل المتسوقين شراء سلع بأسعار منخفضة يعرضها عمالقة التجارة الإلكترونية، مثل تيك توك. ومن بين هؤلاء التجار هندري تانجونغ (35 عامًا) وهو بائع ملابس إسلامية، ويعرض سلعه إلى جانب مئات التجار الآخرين في سوق تاناه أبانغ، في وسط العاصمة. ولم تكن السوق مزدحمة، وبعض المحال التجارية أسدلت الستائر.

ويشكو صغار التجار من تأثّرهم بازدهار التجارة الإلكترونية على تطبيق تيك توك. وقال تانجونغ «نريد أن تُغلق الحكومة تطبيق تيك توك شوب، أو على الأقل أن تنظمه. أنا قلق بشأن (مستقبل) الموظفين لدي».

ويُعَدّ الإندونيسيون أكثر الشعوب في المنطقة إنفاقاً عبر تطبيق تيك تيك الذي طورته شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة «بايت دانس».

والعام الماضي، شكّلت عمليات الشراء من إندونيسيا 42 في المئة من مبيعات تيك توك التي بلغت نحو 4,4 مليار دولار (4,1 مليار يورو) في جنوب شرق آسيا، وفقاً لشركة «مومينتوم ووركس» الاستشارية، ومقرها سنغافورة.

وفي مواجهة هذه الأرقام الكبيرة، هدّدت جاكرتا مؤخراً، بحظر التجارة عبر تيك توك بشكل تام، بهدف حماية تجارها المحليين.

وأعلن الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، الاثنين، إمكانية اعتماد قواعد تنظم التعاملات على مواقع التواصل الاجتماعي لمواجهة مخاطر الوضع الاحتكاري لجهات مثل تيك توك.

ت وزامناً، اضطر هندري تانجونغ إلى اتخاذ تدابير جذرية، فمع انخفاض المبيعات بنسبة 80 في المئة في الأشهر الأخيرة، قام بتسريح خمسة من موظفيه الثلاثين.

ويشرح تانجونغ سبب هروب زبائنه قائلاً «يتم التفاوض على بيع قميص في السوق مقابل 60 ألف روبية (3,65 يورو)، لكنها تباع على موقع تيك توك للتسوق مقابل 40 ألف روبية فقط (2,40 يورو).

قواعد للعبة

ويشدّد خبراء على أهمية وضع قواعد للعبة بهدف حماية السوق المحلية. وقال الباحث في معهد التنمية الاقتصادية والمالية في جاكرتا، نيلول الهدى «الحل يكمن في تنظيم التجارة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتتوافق مع التجارة الإلكترونية والتجار التقليديين».

وأضاف «على الحكومة تعزيز حماية المنتجات المحلية من خلال تشديد الأنظمة على المنتجات المستوردة وفرض إجراءات رادعة على الواردات».

ورداً على ذلك، حذر تطبيق تيك توك من مثل هذا التنظيم. وقال مدير الاتصالات في تيك توك في إندونيسيا، أنجيني سيتياوان، لفرانس برس مؤخراً، إن «نحو مليوني شركة إندونيسية تستخدم تيك توك لتزدهر وتنمو من خلال التجارة على موقع التواصل الاجتماعي».

وتمثل إندونيسيا قضية رئيسية للعملاق الصيني، كونها ثاني أكبر سوق بالنسبة له، إذ تضم 125 مليون مستخدم، وفقاً للتطبيق.

وفي يونيو/ حزيران خلال زيارة إلى جاكرتا، أعلن شو زي تشيو الرئيس التنفيذي لشركة «بايت دانس» المالكة لتيك توك أن المجموعة ستستثمر خلال السنوات المقبلة مليارات الدولارات في جنوب شرق آسيا حيث لدى تيك توك 325 مليون مستخدم.

وتيك توك ليس التطبيق الوحيد الذي يتيح التعاملات على شبكته الاجتماعية. فهناك كذلك مجموعة ميتا الأمريكية العملاقة على منصتيها فيسبوك وإنستغرام.

ويرى التجار في سوق تاناه أبانغ الواسعة، أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر. وقالت أتينا، وهي تاجرة تبلغ 21 عاماً، ولها اسم واحد فقط على غرار العديد من الإندونيسيين «سنكون راضين إذا تمكنت الحكومة من وضع قواعد».

وتدير الشابة محلاً لبيع الملابس النسائية وتشهد تراجع مبيعاتها إلى حد كبير. وأصبحت الإيرادات الكبيرة التي كانت تحققها خلال بعض عطل نهاية الأسبوع والتي كانت تصل إلى 10 ملايين روبية في أفضل الأحوال (610 يورو)، مجرد ذكرى حالياً.

وقالت بأسف «لا نجني أكثر من 3 ملايين روبية فقط، (183 يورو)، لأن العملاء يقارنون دائماً أسعارنا بتلك التي يجدونها على تيك توك». (أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/59e3u84e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"