عادي
أكد أنها رسخت المكانة العالمية للدولة وعززت تنافسيتها

قرقاش: الاستقرار والاقتصاد والقيم ركائز سياسة الإمارات

00:01 صباحا
قراءة 4 دقائق

دبي: «الخليج»

أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، ارتكاز السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة على ثلاث ركائز أساسية هي الاستقرار والازدهار والقيم، وهي الركائز التي ساهمت جميعها في ترسيخ المكانة العالمية لدولة الإمارات وتعزيز تنافسيتها الاقتصادية.

خلال جلسة رئيسية ضمن أعمال منتدى الإعلام العربي حملت عنوان «المنطقة العربية: السيناريو والمستقبل»، شدد قرقاش على أهمية توجه المنطقة نحو منح الأولوية للعوامل الجيواقتصادية وتقديمها على العوامل الجيوسياسة، والسعي لتعزيز التعاون المشترك في المجالات المختلفة والتوسُّع في بناء الشراكات التي تعود بالنفع والازدهار على الجميع، لافتاً إلى أن نهج الإمارات يقوم على الانفتاح وبناء جسور غير محدودة من العلاقات مع كافة دول العالم.  ونوّه بالدور المحوري لكل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية على الصعيد العربي، وقال إنهما يشكلان عمودي خيمة السياسة العربية، كما أثنى على المكانة الكبيرة التي وصل إليها منتدى الإعلام العربي والإنجازات التي حققها على صعيد تعزيز دور الإعلام في دولة الإمارات والمنطقة على مدى أكثر من عقدين. 
ثلاثة ركائز 
قال المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، إن توجهات السياسية الخارجية لدولة الإمارات تقوم على ثلاثة ركائز رئيسية هي: الاستقرار والازدهار الاقتصادي والقيم، موضحاً أن السياسة الخارجية معنية بالاستقرار للإمارات والمنطقة.
وأشار إلى أن الركيزة الثانية للسياسة الخارجية الإماراتية تتمثل في الازدهار الاقتصادي، مؤكداً أن النجاحات الكبيرة التي حققتها الإمارات في سياق تعزيز تنافسيتها الاقتصادية انعكست في تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للإمارات هذا العام حاجز ال500 مليار دولار للمرة الأولى لدولة لا يتجاوز عدد سكانها العشرة ملايين نسمة.
وقال إن الإمارات لعبت دوراً رئيسياً في بلورة مشروع الممر الاقتصادي الذي تم الإعلان عنه مؤخراً في قمة العشرين، والذي سينطلق من الهند إلى الإمارات والسعودية مروراً بالأردن وإسرائيل، وصولاً إلى أوروبا، مشيراً إلى أن هذه الممرات تعكس أهمية القطاع اللوجستي الذي يشكل الحمض النووي لدولة الإمارات في مجال التجارة والاقتصاد. 
أشار الدكتور أنور قرقاش إلى أن الركيزة الثالثة في السياسة الخارجية للإمارات تتمثل في القيم، فأي سياسة خارجية يجب أن تشتمل على مجموعة من القيم الثابتة والواضحة، لهذا فإن السياسة الخارجية للدولة تتسم بقيم تعكس هويتها العربية والإسلامية. 
وأضاف أن منظومة القيم في السياسية الخارجية الإماراتية تتضمن أيضاً إعلاء قيم التسامح الديني واحترام التنوع والتعدد، وما يندرج تحتها من مبادئ احترام حقوق الإنسان، منوهاً بما حققته الإمارات خلال العقود الماضية من نجاحات في تمكين المرأة في كافة المجالات الدبلوماسية والاقتصادية.
وفيما يتعلق بمشاركة الدول الأخرى نفس نهج السياسة الخارجية للإمارات فيما يخص الازدهار أوضح قرقاش أن جميع الدول تسير على خط مشترك، وأن الإمارات تأخذ دائماً زمام المبادرة، وهي المحرك الأول في كثير من الأوقات إدراكاً منها أهمية التعاون المشترك، وتتمتع دائماً بالقدرة على الحركة والمبادرة والإبداع.
وتطرق إلى الاستهداف الأخير للقوة البحرينية في المنطقة الحدودية بين السعودية واليمن، ووصف هذا الهجوم بالغادر والمفاجئ، خاصة أنه جاء في وقت كانت فيه كل المؤشرات توحي بأننا إزاء الوصول إلى تفاهمات تؤدي إلى استدامة وقف إطلاق النار في اليمن بجهد سعودي كبير وخلاق، مشيراً إلى أن هذا الحادث يحمل رسالة مهمة تشير إلى وجود مجموعة في الجانب الحوثي لا تريد لهذه الحرب أن تنتهي.
وأوضح أنه فيما يتعلق بالعلاقات مع إيران فإننا نتجه إلى مسار التركيز على المشترك، حيث لا يمكن السير على مسارين في ذات الوقت مسار النمو ومسار المواجهة، في منطقة تقبع خلف الركب العالمي خاصة مسار التكنولوجيا والتقدم، الأمر الذي يتطلب لنهوضها التركيز على الركائز الثلاثة الراسخة في سياسية الإمارات الخارجية المتمثلة في الاستقرار والازدهار والقيم.
وفيما يتعلق بالتقارب العربي السوري في الفترة الأخيرة، أشار إلى أن القرار العربي بشأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية قرار صائب، وجاء في إطار توجه استراتيجي عربي نحو سوريا، وذلك بعد غياب للدور العربي دام أكثر من عقد.
واستعرض قرقاش تجربة الإمارات التي يمكن الاستفادة منها، والتي ترتكز على الاستقرار السياسي والانفتاح الاقتصادي والاجتماعي، ووجود نظام قضائي فعال يحظى بالثقة ويعزز الطمأنينة بين أفراد المجتمع، مؤكداً أن التجربة الإماراتية متاحة لكل من يود الاستفادة منها في مجال التنمية الاقتصادية المستدامة. 
ونبّه خلال الحوار الذي أدارته الإعلامية لارا نبهان من قناة الحدث، إلى ضرورة العمل على إعادة رسم صيغة جديدة للتعاون العربي بعيداً عن الصيغة الأيديولوجية القديمة، فدولة الإمارات لديها القناعة بأهمية الشراكة في كافة الملفات سواء الدولية أو العربية.
كوب 28
أكد المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة أهمية مؤتمر الأطراف «كوب 28» الذي سيناقش أحد أهم التحديات التي تواجه العالم، لافتاً إلى أن الإمارات تتعامل بإيجابية كبيرة مع ملف المناخ، متوقعاً أن يشكل المؤتمر خطوة أخرى ناجحة في تعامل البشرية مع أحد أهم التهديدات الوجودية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mbhvpt7j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"