عادي
عالم متجدد

آداب النظر في الإسلام

23:31 مساء
قراءة دقيقتين
عارف الشيخ

د. عارف الشيخ

هناك الكثير من القضايا الأخلاقية التي تبدو اليوم غريبة لو طرحت للنقاش، مثل آداب النظر في الإسلام، لكن واجبنا أن نبين الحق، ثم ندعو للناس بالهداية، وما لنا عليهم من سبيل.

من المهم جداً في هذا الزمان أن يركز المربي على تعويد الولد ذكراً أو أنثى إذا بلغ سن التمييز أن يعرف ما له وما عليه.

ومن الضروري في الدين أن يفرق الولد بين محارمه وغير محارمه، فالمحارم يجوز له النظر إليهن من غير حرج، وغير المحارم لا يجوز له أن ينظر إليهن إلا في حدود ما أباح له الشرع.

فالمحارم منهن بسبب النسب، وهن سبع نسوة ذكرهن الله في الآية الكريمة: (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت..) الآية 23 من سورة النساء.

ومنهن محارم بسبب المصاهرة، وهن أربع نسوة: زوجة الأب وزوجة الابن وأم الزوجة وبنت الزوجة.

والمحرمات بسبب الرضاع لقوله تعالى: (..وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة..)، الآية 23 من سورة النساء، وقد بيّن عليه الصلاة والسلام أنه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب.

إذاً، فإنك أيها المسلم يجوز لك أن ترى من محارمك من النساء الصدر وما فوق وما تحت الركبتين إلى أسفل، إن أمنت شهوتك وشهوتها، وإلا فلا يحل لك النظر سدّاً للذرائع.

ويجوز للخاطب أن ينظر إلى مخطوبته بحيث لا يتعدى الوجه والكفين إذا عزم الزواج منها، أما ما يحدث اليوم من الاختلاط بها والخروج بها إلى المطعم وغيره، فليس من تعاليم الإسلام.

نعم ويجوز لك أن تنظر إلى زوجتك كما تشاء، ففي الحديث عن معاوية بن حيدة، قال: قلت: يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك رواه أبو داوود والترمذي والنسائي.

أما النظر إلى الأجنبية، فلا يجوز لقوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن..) الآية 30-31 من سورة النور.

وللأحاديث الواردة عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، ومنها: «النظرة سهم من سهام إبليس من تركها من مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه»، رواه الطبراني والحاكم.

وفي الصحيحين: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا فهو مدرك لا محالة، العينان وزناهما النظر، والأذنان وزناهما الاستماع، واللسان وزناه الكلام، واليد وزناها البطش، والرجل وزناها الخُطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y5b2h7d5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"