أسدل الستار أمس، على انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2023، في دورتها الخامسة، حيث بدأت عام 2006، عندما أسست حكومة الإمارات نظام الهيئات الانتخابية، بحيث يكون لكل إمارة هيئة انتخابية خاصة بها، وتتألف بحدّ أدنى من عدد من الأعضاء بواقع ثلاثمئة مضاعف لعدد المقاعد المخصصة للإمارة بالمجلس وفقاً للدستور.
بالأمس، ووفق جدول زمني محدد وممنهج، سارت العملية الانتخابية بكل تفاصيلها إلى أن وصلت إلى يوم الاقتراع الرئيسي، وإعلان النتائج، وفي انتظار ما يتبع من إجراءات تتصل بالاعتراض إلى إعلان النتائج النهائية، ثم انتظار تعيين النصف الآخر من المجلس، من أصحاب السموّ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
كانت انتخابات المجلس الوطني ناجحة بكل المقاييس، سواء بعدد المترشحين، أو عدد الهيئات الانتخابية التي قاربت ال 400 ألف عضو، تمثيلاً شاملاً وجامعاً لمجتمع الإمارات.
انتخابات الأمس، أسفرت عن فوز 13 رجلاً و7 نساء ضمن ما يعرف ببرنامج «التمكين السياسي» الذي أطلقه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، عام 2005، بهدف تفعيل دور المجلس؛ وقد أدلى 175 ألفاً و487 عضواً بأصواتهم بنسبة بلغت 44%. وكشفت النتائج أن 223 ألفاً و392 عضواً من الهيئات الانتخابية لم يصوتوا، من إجمالي أعضاء الهيئات الانتخابية البالغ 398 ألفاً و879، وهو ما يتطلب إجراء دراسة معمّقة لمعرفة الأسباب التي دفعت هذه النسبة إلى عدم المشاركة، رغم أن الحكومة وفرت كل التسهيلات والتطبيقات من قرب وعن بُعد، وفي 4 أيام للمشاركة في هذا العرس.
بلا شك أن دراسة الأسباب التي دفعت كل هذا العدد إلى عدم المشاركة، قد تساعد الجهات المعنية على دراسة الأسباب لعلاجها وتلافيها، ما يساعد في وضع خطط وبرامج عمل تعزز المشاركة في الانتخابات في الدورات المقبلة.
نسبة المشاركة البالغة 44% هي من النسب الجيدة جداً في الانتخابات، بيد أن للإمارات حقاً على أبنائها لأجل المساهمة في برنامج التمكين الذي أطلق عام 2005، بهدف توسيع المشاركة السياسية، وصولاً إلى البرنامج المتكامل الذي تنشده الدولة.
البيانات الإحصائية أظهرت أن عدد الأصوات التي أدلى بها الناخبون والناخبات، من خارج الإمارات، بلغت 5042 صوتاً أي بنسبة 2.8% من إجمالي المصوتين، فيما كان عدد المصوتين «عن بُعد» وعبر المواقع المعتمدة نحو 162 ألف ناخب وناخبة بنسبة 92%، من إجمالي 175 ألفاً و487 أدلوا بأصواتهم، ما يؤكد أهمية الانتخابات عن بُعد والتوسع فيها في الانتخابات المقبلة، بزيادة عدد ساعات التصويت وأيامه.
jamal@dara;lkhaleej.ae
