استقبل المستشفى الميداني الذي أعلنت قيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع افتتاحه أمس الأول الكثير من المصابين من أهالي منطقة «هيرات» المتأثرين بالزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أخيراً. ويضم المستشفى غرفة تقييم الحالات الحرجة للمصابين، وغرفة عمليات متطورة، وغرفة للعناية المركزة للجرحى والمصابين من النساء والأطفال وكبار السن من المتضررين جرّاء الزلزال. وزار فريق طبي من دائرة الصحة - أبوظبي المستشفى المرجعي في هيرات ومستشفى الأمومة، والتقى المعنيين من الجانب الأفغاني للوقوف على الاحتياجات الملحّة والنواقص الطبية التي تعانيها المنطقة. وتستمر هذه المساعدات الإنسانية في إطار الدور الإنساني لدولة الإمارات في مساعدة المتضررين والمنكوبين في العالم، ومدّ يد العون لهم، والاستجابة للقضايا الإنسانية الملحّة.
في غضون ذلك، قُتل شخصان، وأصيب 154 في زلزال جديد بقوة 6,3 درجة ضرب غرب البلاد، ما دفع السكان إلى الفرار من المناطق المتضررة. وهزّت سلسلة زلازل قوية ولاية هرات، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، حيث سوّت بالأرض قرى بأكملها، ودفنت عائلات، وتركت آلاف المشرّدين مع اقتراب الشتاء. وكان سكان مدينة هرات بدؤوا بالعودة إلى منازلهم عندما ضرب الزلزال الجديد، بعدما قضوا أياماً نائمين في العراء خوفاً من الهزات الارتدادية الناجمة عن زلزال الأسبوع الماضي. وحذّر خبير الزلازل في جامعة أوكسفورد زكريا شنيزاي من هزات جديدة في الأيام المقبلة. وقال: «تحدث الهزات الارتدادية بسبب تغيّر مواقع الكتل الصخرية والصدوع التي انزلقت في الزلزال الرئيسي».
وأعلن مسؤولون، أمس الأحد، أنه تم الإفراج عن أكثر من 528 سجيناً في ولايتي هرات وبادغيس، لأن السجون تواجه «خطر الانهيار» نتيجة الأضرار التي ألحقتها بها الزلازل. وقالت سلطة إدارة السجون إن من بين المفرج عنهم أشخاصاً أنهوا معظم فترات محكوميّاتهم وظهرت مؤشرات على أنهم أُصلحوا.
وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن نحو 20 ألف شخص تأثّروا بسلسلة الكوارث، فيما تشكّل النساء والأطفال القسم الأكبر من الوفيات. وتشهد مناطق غرب ووسط أفغانستان زلازل بشكل متكرر، ناجمة في معظمها عن تصادم الصفائح التكتونية الأوراسية والعربية.
وسيشكّل توفير المأوى على نطاق واسع تحدياً لسلطات طالبان الأفغانية التي تولت الحكم في أغسطس/ آب 2021 وتربطها علاقات متوترة مع منظمات الإغاثة الدولية. وتشيّد معظم المنازل في مناطق أفغانستان الريفية من الطين وتبنى حول أعمدة دعم خشبية، في غياب شبه تام لاستخدام دعائم من الفولاذ، أو الخرسانة. وتعيش عائلات متعددة تحت سقف واحد عادة، ما يعني أن أي زلازل كبيرة يمكنها القضاء على مجتمعات برمتها. (وكالات)
