الإنسان في نسخة محسنة

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

تعد القراءة من أقدم العادات الإنسانية التي تجمع بين الترفيه والثقافة، فهي الوسيلة التي يمكن للإنسان من خلالها اكتشاف عوالم جديدة، وتوسيع آفاقه الفكرية، وتطوير شخصيته. إن قوة القراءة تكمن في قدرتها على تغيير الإنسان من الداخل، حيث يمكن للكلمات والأفكار أن تترسخ في ذهنه وقلبه، محولة إياه إلى شخص جديد يحمل آفاقاً أوسع، ورؤية أعمق للعالم من حوله.

عبر التاريخ، اتخذت الكتب والنصوص المكتوبة مكانة عظيمة في حياة الإنسان. هي الوسيلة التي تسمح له بالتواصل مع عقول العظماء والفلاسفة والمفكرين عبر العصور. عندما يغوص الإنسان في صفحات الكتب، يجد نفسه في رحلة سحرية تأخذه إلى عوالم مختلفة، وتعرفه على ثقافات متعددة، وتجعله يعيش تجارب لم يكن يخطر بباله أنه سيخوضها يوماً.

في الوقت الذي يستمتع فيه القارئ بمغامراته الخيالية أو الواقعية بين طيات الصفحات، يحدث تغيير تدريجي في داخله وشخصيته، فالكتب تعزز من قدرات التفكير النقدي والتحليلي، وتطور الخيال والإبداع، وتشجع على البحث عن المعرفة. من هنا، يصبح القارئ قادراً على تقييم الأمور بشكل أعمق وأكثر تمعناً، ويمكنه اتخاذ قرارات حكيمة ومبنية على معرفة غنية.

أتوقف مع كلمات بليغة ومعبرة على لسان الكاتب والشاعر الغواتيمالي أمبرتو أكابال، قال فيها: «تعلمت أن القراءة فعل خشوع، فأنت حين تنهي قراءة كتاب لا تعود الشخص الذي كنته قبل القراءة». هذه الكلمات تجسد بشكل جميل تأثير القراءة في الإنسان. عندما يقترب القارئ من نهاية كتاب أو نص معين، يكون قد عاش تجربة عميقة ترسخت في ذاكرته وعقله. يمكن للقراءة أن تغير طريقة تفكير الإنسان، وتغير رؤيته للعالم بشكل كبير.

يجدر بنا أن ندرك أهمية القراءة في تغيير الإنسان وتحويله إلى نسخة محسنة من ذاته. إنها الرافعة التي ترفعنا إلى أعلى مستويات الفهم والتفكير، وتمكننا من الانغماس في عوالم متعددة ومتنوعة. لذا، دعونا نستثمر وقتنا في قراءة الكتب والنصوص الملهمة، ولنسمح للكلمات بأن تغيرنا وتشكلنا وتزرع فينا بذور التطور والتغيير الإيجابي.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4h86xpup

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"