البعض من الناس اكتسب عادة الاستعجال، في كل مهمة حياتية وعمل، حيث تجده يسارع في إنجازها، وكأنها عبء ثقيل على كاهله يرغب بالتخلص منها في أقل وقت ممكن.
والحقيقة أن البعض من المهام الحياتية بصفة عامة، تتطلب التفكير، والتأمل، وأيضاً تحتاج إلى المعرفة وجمع المعلومات، ثم البدء في محاولة إنجازها، وهذه الآلية المتعلقة بالمعرفة وجمع المعلومات لوحدها تتطلب وقتاً للبحث، والقراءة، والفهم، والمقارنة.
لعل هذا الجانب، وأقصد موضوع العجلة والاستعجال، يوضح السبب في تعثر البعض أو في إخفاقهم، وأيضاً نفهم وندرك ما خفي وراء ما يقوله البعض، من أنهم يشعرون بالإحباط، لأنهم يسارعون في إنجاز الأعمال الموكلة لهم، ومع هذا فإن النتائج تكون في مستوى منخفض، ما يؤثر عليهم في بيئة العمل، وهم يؤكدون أنهم مخلصون، وسريعون، ولا تتأخر أعمالهم الموكلة لهم.
الاستعجال، ومحاولة التميز في جانب إتمام الأعمال في وقت قصير، جانب حيوي، ومرغوب، لكن عندما يكون على حساب الجودة، والدقة، والإنتاجية، فإنه يتحول إلى عبء، وإلى مشكلة في بيئة العمل.
محاولة البعض في بيئة العمل، اكتساب صفة الموظف الأسرع، أو الأكثر إنجازاً في زمن قصير، قد تكون على حساب الجودة، على حساب الموضوعية، على حساب سلامة الإجراءات. وبالتالي التنبه إلى أن هناك جوانب أكثر أهمية، من اختصار الفترة الزمنية، لإنجاز مهام عمل ما، وتجاوزها قد يعد إهمالاً جسيماً، أو خطأ غير مبرر، وبالتالي فإن استهداف جانب للنجاح، مثل الإنجاز أسرع من الموظفين الآخرين، قد يكون هو سبب الإخفاق.
ومع أن البطء في إنجاز الأعمال، وتأخيرها، جوانب ممقوتة، وهي من أسباب الفشل والتعثر، ونتفق جميعاً على تجنبها والتحذير منها، لكن البديل لا يكمن في عملية استعجال ومسارعة، دون تقييد ومتابعة، وتدقيق.
نعم للسرعة في الإنجاز، لكن لا تكون على حساب جوانب أخرى مهمة جداً، تتعلق بسلامة الإجراءات، ونحوها من المتطلبات.
ولا ننسى أن الإنجاز السريع يحتاج لمهارات أخرى، مثل استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، وإدخالها في مهام العمل، لأن من شأن الاهتمام بهذا الجانب، والتدرب عليه، وإتقانه، أن يساهم في الإنجاز السريع، واختصار الكثير من الوقت، فضلاً عن الدقة، وضمان أن المخرجات تكون سليمة وصحيحة.
إذن على الموظف أن يطور نفسه، وأن يكون ملماً بالتقنيات، التي يحتاجها في مجال العمل، ليحقق السبق والمهارة التي تقوده للإنجاز السريع.
