عادي

عودة قسرية لـ1.7 مليون أفغاني «خالي الوفاض» من باكستان

22:02 مساء
قراءة 3 دقائق

تورخام - أ ف ب

في كراتشي يحتشد مئات الأفغان على الحدود الباكستانية، وبينهم ماروزا بيبي التي أُجبرت على مغادرة البلاد فوراً مع أطفالها، خشية توقيفها بعدما اعتبرتها بمنزلة بلادها لوقت طويل.

وأعلنت الحكومة الباكستانية الخميس، فتح مراكز احتجاز عدة للأفغان الموجودين بظروف غير نظامية على أراضيها، والمحكوم عليهم بالطرد بعد الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأكدت كراتشي أنّ نحو 1.7 مليون أفغاني يعيشون بشكل غير قانوني في البلاد، وحثّتهم إسلام آباد على مغادرتها بمفردهم بحلول الأربعاء، وإلا سيتم طردهم، ما يشكل قمعاً غير مسبوق أثار غضب المدافعين عن حقوق الإنسان.

وقالت بيبي (52 عاماً) الجمعة، عند معبر تورخام في إقليم خيبر بختونخوا: «أحمل معي ذكريات جميلة كثيرة. كنت آمل أن تمنحنا باكستان الجنسية، لكن ذلك لم يحدث ما يجبرنا على المغادرة خاليين الوفاض تقريباً».

وكانت بيبي تبلغ عشر سنوات فقط عندما فرّت عائلتها من الحرب بين أفغانستان والاتحاد السوفييتي السابق لتستقر في كشمير حيث أسّست عائلتها، ودُفن زوجها. وعبر ملايين الأفغان الحدود خلال عقود من الحرب، ما جعل باكستان إحدى الدول الرئيسية في مجال استضافة اللاجئين في العالم.

لكن توترت العلاقات بين باكستان وأفغانستان منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة في 2021. وتشير التقديرات إلى أن مئات الآلاف من الأفغان توجهوا إلى باكستان منذ ذلك الحين. وأكدت كراتشي أن عمليات الطرد تهدف إلى حماية «أمن البلاد وسلامتها» حيث يرتفع منسوب العداء للأفغان على خلفية صعوبات اقتصادية مستمرة، وتجدد نشاط الجماعات المسلحة التي تعبر الحدود.

- «تجنّب الإذلال»

ومع اقتراب الموعد النهائي لمغادرة البلاد، نفذت الشرطة توقيفات في صفوف الأفغان، حيث أَبلغ محامون عن عمليات اعتقال تعسفي وابتزاز. ولد ذو الفقار خان وهو ابن لاجئين، في مخيم بيشاور، حيث عاش أجيال من الأفغان في مساكن شبه دائمة.

وهو على غرار كثيرين آخرين، لم يكن يعرف شيئاً عن عملية تسوية وضعه، وكان يعتقد أنه قد يحصل يوماً ما على الجنسية الباكستانية. وقال على الحدود: «قررت المغادرة لتجنب الإذلال». وأضاف: «أغادر باكستان بقلب مثقل، وأشعر بالضغط النفسي الشديد. لا أعرف كيف ستكون حياتي في أفغانستان، ولا أعرف على الإطلاق ما إذا كنت سأتمكن من استكمال نشاطي هناك».

وتجمعت مئات الأسر قرب الحدود الجمعة حاملة أمتعة بانتظار العبور.

وقال حكيم الله أحد حراس الحدود: «تواجه النساء مشاكل كثيرة على الحدود وخاصة الحوامل، وكذلك الأشخاص ذوو الإعاقة: ترون أنهم ينتظرون دورهم لساعات». وقالت السلطات، إن أكثر من ألفي شخص يعبرون الحدود يومياً، لكن غالبيتهم من المزارعين والتجار.

وأفاد المتحدث باسم حكومة إقليم خيبر بختونخوا، فيروز جمال، بأن نحو 60 ألف أفغاني غادروا البلاد «طوعاً» في الأسابيع الأخيرة.

- «أعدّ الأيام المتبقية»

وتؤكد الأمم المتحدة أنّ نحو 1.3 مليون أفغاني يتمتعون بوضع لاجئ، ويملك 880 ألفاً آخرون الأوراق اللازمة للبقاء في باكستان. ويعيش 1.7 مليون أفغاني في باكستان في وضع غير نظامي، وفقاً لإسلام آباد.

وقال بائع الفاكهة فضل أحمد البالغ 40 عاماً، والذي جاء إلى باكستان عندما كان في الرابعة من عمره، في أحد مخيمات كراتشي، إن «الجميع يخشى التوقيف والترحيل».

وأضاف: «أعتبر أنني باكستاني. إذ لم أعد أبداً إلى أفغانستان، لكنني أعيش بخوف حالياً، وأعد الأيام المتبقية».

ولا يُسمح للأفغان سوى بأخذ عدد محدود من الأمتعة الشخصية ومبلغ قدره 178 دولاراً كحد أقصى، وعليهم أن يتركوا مواشيهم في باكستان.

وقال خان محمد، الذي يعيش في مخيم في كراتشي: «أموالنا عالقة هنا، ممتلكاتنا ومدخراتنا. أنشأنا مؤسسات هنا، لكنهم لا يبالون»، متمنياً أن تمنح باكستان مزيداً من الوقت للأفغان لينظموا رحيلهم.

وتواجه أفغانستان صعوبات اقتصادية جمة مع اقتراب أشهر الشتاء الباردة، إذ تعاني انقطاعاً عن النظام المصرفي الدولي، وتعتمد بشكل كبير على المساعدات الإنسانية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mpwp39fu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"