مؤتمر الناشرين.. نحو ثقافة الحياة

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

يرتفع من دورة إلى أخرى مؤشر المشاركة الدولية في مؤتمر الناشرين في الشارقة، وفي هذه الدورة الثالثة عشرة استقطب المؤتمر خبراء نشر وكفاءات عالمية في صناعة الكتاب من 106 بلدان حول العالم، أما القراءة الأولية لهذه المشاركات فتتوجّه إلى الحضور اللاّفت لعدد من البلدان الإفريقية (نحو 5 بلدان) تشارك للمرة الأولى في هذه التظاهرة النشرية الدولية الكبيرة.

تسري في عروق الثقافة الإفريقية دماء عربية، ومن هذه القربى الأدبية واللغوية والإبداعية أوجد مشروع الشارقة الثقافي في عدد من البلدان الإفريقية مهرجانات دورية للشعر الذي هو ديوان العرب وديوان اللغة العربية.

أشرت في مقالات سابقة إلى أن الكثير من الشعراء الأفارقة يكتبون بالعربية أدباً رفيعاً يحافظ على تقاليد القصيدة العربية العمودية، والكثير من الأكاديميين الأفارقة حازوا درجات جامعية رفيعة في الأدب العربي.

نعرف أن صناعة الكتاب في إفريقيا تواجه الكثير من التحدّيات والقضايا المتصلة بآليات النشر في البلدان الإفريقية نفسها، لكن هذه التحدّيات أخذت بالتحوّل إلى حوافز إيجابية نحو صناعة نشر إفريقية تجد لها مكاناً مرحّباً هنا في المحيط العربي، وتحديداً في معرض الشارقة الدولي للكتاب.

لقد أتاح المعرض لمؤسسات النشر الإفريقية فرصة الالتقاء بنظرائها من مؤسسات نشر عربية وغير عربية في مؤتمر الناشرين، وفي المعرض نفسه.

تلك نقطة كانت على درجة من الأهمية حين نقرأ ولو بعض ظواهر أو حالات النشر الإفريقي الذي يصنع كتاباً نوعياً بالفعل، والإفريقي يقرأ في أكثر من لغة، ولديه الانفتاح الثقافي الحرّ على حضارات العالم، ومن بينها الحضارة العربية الإسلامية التي تلتقي في ينابيعها مع الثقافية الإفريقية.

النقطة الثانية تتصل بنقاط أخرى جديرة هي الأخرى بالإشارة والتوقف عندها مثل الدور القيادي للمرأة في حركة النشر العالمية وترجمة كتب الكبار والأطفال كما جاء في التقرير الصحفي المنشور أمس في جريدتنا «الخليج»، غير أن الترجمة، ترجمة الكتب من اللغات العالمية إلى العربية، والترجمة من العربية إلى لغات العالم، هي في حدّ ذاتها قضية نشر كبرى لا بدّ أنها حاضرة في ملفات وأوراق عمل ومداخلات مؤتمر الناشرين في الشارقة.

ممثلو نشر كبار من 106 بلدان من جهات العالم هنا في الإمارات، هي رسالة حضارية حققت هدفها النبيل في زمن ثقافة القراءة وزمن الكتاب الذي يقع عليه الرهان الوحيد حين نتحدث عن أفكار إنسانية عظيمة مثل الحوار، والتعايش، وثقافة التسامح وفكر الحياة التي ينبغي أن تعاش بلا حروب وبلا توحش بشري تقف الثقافة ضدّه بلا هوادة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc6bc755

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"