عادي

المحبة رسالتنا

00:03 صباحا
قراءة 3 دقائق

دورة جديدة من معرض الشارقة للكتاب، تنطلق اليوم، محملة بالآمال والأمنيات لكل العاملين في مجال الكتب: تأليفاً ونشراً، وأيضاً لعشاق الكتاب والقراء، بل ولكل البشر، وهل من إنسان إلا ويجد، إذا بحث في ثنايا قلبه، مكانة جيدة لكتاب ما، صحبه في مرحلة معينة من حياته، وإذا دققنا أكثر سنجد أن كل إنسان ما هو إلا كتاب ينطوي على حكاية وعلى سيرة وعلى موقف وعلى أحلام وطموحات.

تحمل الدورة 42 من المعرض الكثير من الدلالات، يأتي على رأسها ما أعلنته إدارة المعرض من شعار للدورة الجديدة «نتحدث كتباً». نعم نحن في الشارقة نتحدث من خلال الكتب، نمنحها البطولة في حياتنا، نضعها في العين وفي القلب، نجعلها مدار أنشطتنا، نخصص لها مؤسسات ومراكز ومكتبات وهيئات، نحملها في بيوتنا وفي معارضنا ونحتفي بها في الداخل والخارج، ونشارك الجميع، في العالم كله الاحتفاء بها، ننطلق من ذلك من مركزية ثقافتنا التي تأسست حول كلمة «اقرأ» ومن تراث طويل كان للكتاب والمكتبات فيه قيمة خاصة، ومن رؤى رجل حمل على عاتقه على مدار نصف قرن مسؤولية العناية بالكتاب ورعايته، حتى وصل به إلى كل بيت في الشارقة، نعم، مرة أخرى، الكتاب يوجد في كل بيت بإمارة الثقافة، وذلك من خلال مشروعات جعلت الكتاب هنا مثل الخبز.

نتحدث في الشارقة كتباً، ونؤمن بالعمران، ونعمل على مدار الساعة في كل ما من شأنه أن يمكث في الأرض، ويبقى، ويحفر في الوجدان، نؤمن بالكلمة الطيبة التي تؤثر بما تحدثه في القلب، وما تثيره في النفس، ونؤمن بالحوار، وبالعقل، ونمد أيدينا إلى الآخرين بالخير والمودة، حاملين قيم حضارتنا التي تعبر عن هويتنا. حضارتنا التي انطلقت من كتاب ووصلت من خلال الكلمة إلى العالم أجمع، حضارتنا التي لم يجد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة من فرصة إلا واستغلها لكي يظهر للعالم كله إشراقتها وتسامحها واستيعابها للجميع، ولذلك آمن سموه بالثقافة أداة ومنهجاً، لكي تنهض تلك الحضارة مرة أخرى وتتحدث عن نفسها وتقدم إسهامها في تقدم البشرية ورفعة الإنسان، وفي مقدمة الثقافة يأتي الكتاب، ولذلك بدأ الاهتمام به مبكراً، وها هو معرض الشارقة للكتاب يقول للجميع: العرب يكتبون وينشرون ويهتمون بالكتاب، وهي رسالة الشارقة التي أصبحت معروفة في العالم كله.

لنا في الشارقة أن نفخر بمعرض الكتاب، وأن نشعر بالسعادة تجاه مفاصله كافة، وأن نحيي هيئة الشارقة للكتاب وعلى رأسها امرأة ناجحة ودؤوبة لا تدخر جهداً في سبيل النشر والكتاب. لقد أصبحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الهيئة، نموذجاً للمرأة العربية الطموحة التي لا تعرف أحلامها حدوداً. ولنا في الشارقة أن نفرح ونحتفل بالكتاب على مدار العام، وأن يتكثف هذا الاحتفال في 12 يوماً، هي فترة المعرض تلك التي تتعلق فيها الحواس جميعاً بالكتاب وفضاءاته.

نتحدث في الشارقة كتباً، ونؤسس لمستقبل مغاير، الكل فيه يحترم قيمة الكلمة، والكل فيه يفتح عقله قبل قلبه للآخرين بغض النظر عن كل ما يمكن أن يميز بين البشر أو يفرقهم. الكتاب يجمعنا في الشارقة، ويشهد علينا ونحن نتحدث حباً وسلاماً، وذلك ما علمنا إياه صاحب السمو حاكم الشارقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bddb9fzn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"