عادي

شعلة إبداع

00:03 صباحا
قراءة 4 دقائق

عمّان: «الخليج»

أكد مثقفون وناشرون أردنيون أهمية معرض الشارقة الدولي للكتاب بوصفه قلب الثقافة النابض بالفكر، وتحوّله إلى شعلة إبداع وبوصلة حقيقية للنجاحات الدائمة في تكريس التنوير، وتظاهرة لصنوف الإصدارات الجديدة والندوات الأدبية المهمة والفعاليات الفنية الثرية والأنشطة الفريدة بتنوعها وقيمتها.

قال وليد نايف صباح، نائب رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين ونائب مدير معرض عمّان الدولي للكتاب: «حريصون باهتمام شديد على المشاركة السنوية في دورات المعرض، وننتظره بترقب لالتئام المثقفين والمبدعين ضمن فعاليات متميزة، وتقديم الأجنحة المختلفة أهم ما لديها من إصدارات أمام إقبال كبير».

وأضاف: «نشارك في الدورة ال 42 من خلال 45 دار نشر أردنية وآلاف العناوين في مجالات أدبية وفكرية وعلمية وتاريخية ودراسات بحثية، إلى جانب الإدارة والاقتصاد والعلوم السياسية واللغة العربية والفنون ومختلف التخصصات الأكاديمية والثقافية، وهناك طبعات جديدة للعام 2024 نقدمها لأول مرة ضمن أجنحتنا تتناول مستجدات الذكاء الاصطناعي والتطور التكنولوجي إلى جانب الرواية والشعر والقصة والسير الذاتية والمذكرات الاجتماعية وغيرها».

وتابع: «المعرض يتصدر أهم المعارض العربية والعالمية، ونحن نجده فرصة سنوية تتيح تقديم أفضل الإصدارات الأردنية وتجدد الصلة والتواصل مع مختلف اهتمامات الجمهور، وينفرد المعرض سنوياً على مدار دورات متلاحقة بعقد مؤتمر شديد الأهمية حول معضلات تواجه دور النشر التي تعاني أزمات متزايدة نتيجة الأوضاع الاقتصادية عموماً، ودخول مصادر إلكترونية على خط تداول الإصدارات ويسهم هذا المؤتمر الضروري والملح في إيجاد حلول قابلة للتنفيذ».

وأشاد صباح بتسهيلات كبيرة يقدمها معرض الشارقة للناشرين وخفض التكاليف، بما ينعكس إيجابياً على حجم المشاركات وتعددها، لافتاً إلى تطور ملحوظ سنوياً في التنظيم وزخم الفعاليات وعدد الأجنحة والندوات، لاسيما المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية وحقوق المؤلف والحقوق المجاورة للمؤلف والحرص الدائم على تكريس الجهود لصالح تحقيق جسر تواصل بين المثقفين والمرتادين.

وأكد أن الثقافة في أيد أمينة طالما تنبع من الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، راعي الفكر والداعم الرئيسي والمتنفس الحقيقي للمبدعين في الوطن العربي، والمساند الأول لاستمرار إنتاج الكتب النوعية والرصينة.

مستجدات

وأشار الكاتب والمترجم ماهر الكيالي، مدير المؤسسة العربية للدراسات والنشر إلى طرح المؤسسة أكثر من 100 عنوان جديد ضمن المعرض في دورته الجديدة، بينها إصدارات بحثية ودراسات وترجمات جديدة تقدم السلسلة الشاملة والكاملة ضمن «ابن بطوطة لأدب الرحلات» بمشاركة أسماء في مشرق ومغرب الوطن العربي، إلى جانب كتب أخرى تواكب مستجدات الاقتصاد والطاقة ومجموعة أعمال روائية حديثة بعضها نافس على جوائز بارزة.

وأكد الكيالي حرص المؤسسة على المشاركة كل عام في المعرض بأبرز الإصدارات باعتباره مقياساً حقيقياً لعلاقة القارئ مع نوعية الكتب، والعودة بحصيلة قيّمة ترصد تفاعل الجمهور وخلاصة لقاء المثقفين والناشرين.

وقال: «يتميز المعرض بحرصه على الاهتمام بقضايا الترجمة والنشر من خلال مؤتمر مهني وندوات متخصصة تبحث بعمق في مشاكل إصدارات الكتب، وذلك ضمن فعاليات مهمة تنفرد الشارقة بتنظيمها سنوياً على أعلى مستوى».

ورأى الكيالي طرح المعرض في دورة سابقة إمكانية التوافق بين معارض الكتاب المختلفة بشأن مواعيدها وآليات المشاركة فيها شديد الأهمية ويستحق البناء عليه خلال الدورة الجديدة..

وأكد الروائي والكاتب هزاع البراري أن المعرض قبلة المثقفين والجمهور على صعيد واسع، ويعد ضمن منظومة مشاريع مهمة جعلت الشارقة عاصمة ثقافية شاملة ودائمة في المنطقة العربية والعالم.

وأشار البراري إلى أهمية المعرض وتفرده سنوياً من خلال عدد دور النشر والبرامج الثقافية والفكرية المصاحبة، وطرح إصدارات جديدة لأول مرة ضمن أجنحته تشمل مجالات مختلفة والاهتمام الدائم بتقديم رسائل عبر شعارات دوراته.

ورأى البراري أن نجاحات المعرض تنسجم مع استراتيجية واضحة ورؤية ثاقبة يقودها صاحب السمو حاكم الشارقة غايتها النهوض بالثقافة العربية وفق خطوات واسعة مستمرة تواصل بناء الحصن المنيع للفكر والتنوير، وتسهم في استعادة العرب مكانتهم على صعيد الحضارة والثقافة.

مرجعية

وأكد د. إبراهيم السعافين أستاذ الأدب والنقد في الجامعة الأردنية أن تطور المعرض كماً ونوعاً وعدم توقفه عند نجاحات معتادة وسعيه الدؤوب إلى الأفضل، على صعيد الفكر والعلم والمعرفة وقدرته على جمع أهم الأسماء في مجالات الثقافة والفنون المختلفة مرتكزات تدل على تفرد وتفوق يتجددان سنوياً.

ووصف السعافين المعرض بأنه مرجعية حقيقية ونموذجية للمعارض الراغبة في النجاح الجماهيري والنخبوي في آن معاً سواء في جودة التنظيم أو القدرة على تحويل الأفكار الداعمة للثقافة إلى فعل عملي في استقطاب أهم دور النشر العربية والعالمية، وعقد ندوات بمواضيع حيوية وتوقيع إصدارات لأبرز الكتّاب، ومناقشة قضايا تتعلق بالطباعة والنشر والتوزيع وحقوق الملكية الفكرية واحتضان الإبداعات.

وعدّ الكاتب والروائي والقاص مفلح العدوان معرض الشارقة للكتاب الحدث الأبرز في هذا المجال ومحل انتظار، ولفت أنظار المثقفين لأهم ما يشع بالأدب والفكر والتنوير وكل ما هو جديد في صنوف الإبداع.

وأكد العدوان أن فعاليات المعرض المصاحبة لا تقل أهمية عن أجنحته والإصدارات الحديثة، وذلك لقدرتها على الجمع بين اهتمامات المثقفين وحضور عامة الجمهور للندوات والملتقيات، وترقب استقطاب أسماء فكرية عربية وعالمية مهمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/54e7kdy8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"