عادي

المعجم التّاريخيّ للعربيّة خزان لمختلف مجالات المعرفة

17:48 مساء
قراءة 3 دقائق
محمد بكري الحاج ود. امحمد صافي المستغانمي ود. إيميل يعقوب و رشا أبوجهين

الشارقة: «الخليج»

أجمع عدد من العلماء والمعجميّين على أن المعجم التاريخي للغة العربية الذي صدر بإشراف مجمع اللغة العربية في الشارقة، سيكون بدايةً للمزيد من العمل والبحث؛ حيث يمكن للباحثين الاعتماد عليه كمادة لغوية خصبة لاستخراج عدة معاجم مثل «معجم المصطلحات وشواهدها» و«معجم المتلازمات وشواهدها».. وغيرها من المعاجم الفرعية التي تخدم العلماء والمتخصّصين.

جاء ذلك في ندوة نظمها «مجمع اللغة العربية في الشارقة» في معرض الشارقة الدولي للكتاب الـ 42، بعنوان «ماذا بعد إنجاز المعجم التاريخي.. طرق الاستفادة والتوظيف»، شارك فيها الدكتور امحمد صافي المستغانمي الأمين العامّ للمجمع، والدكتور إيميل يعقوب الأستاذ الجامعي وخبير المعجميّات من لبنان، والدكتور محمد بكري الحاج رئيس مجمع اللّغة العربية في السودان، وأدارت الندوة الأستاذة رشا أبوجهين مسؤول مركز اللسان العربي في المجمع.

وقال الدكتور المستغانمي، إن «المعجم التاريخي للغة العربية يؤرخ لكل ألفاظ اللغة العربية، قد تسقط كلمات ومداخل وبعض الجذور، ولكن بشكل عامّ هو معجم موسوعي شامل يعنى بتاريخ الكلمات في اللغة، وفيما لا تتبع القواميس الأخرى منهجاً معيناً، وضع علماء اتحاد المجامع اللغوية منهجاً محدداً لمعجم هو ترتيب الأفعال والأسماء في الجذر الواحد».

وأوضح أن «المعاجم الأخرى لم تهتمّ متى كتب الفعل، وسياقه، ومن نطق به، وفي أي عصر ورد، وهل استمرّ في العصور التالية أم لا؟، أما المعجم التاريخي للغة العربية فيتتبع اللفظ في عصور ما قبل الإسلام، والإسلام، والأموي، وعصر الدول والإمارات، والعصر الحديث، ويتتبع تطوره عبر العصور».

وأكد الدكتور المستغانمي أن التحديات كانت كثيرة وأهمها التمويل، وشدد على الدور الرئيسي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي كان يحلم منذ وقت مبكر بإصدار المعجم، وقام بتمويله ورعايته ومتابعته حتى صدر.

وأشار إلى أن «المعجم ساهم في إعداده 500 أكاديميٍّ من 27 دولة، و 16 مجمعاً، ومئات من المحرّرين والخبراء والمقرّرين، انصبّت جهودهم في الشارقة، حيث تمّت المراجعة اللغوية والتدقيق اللغوي والطباعة».

وأوضح أن المعجم ـ الذي يتكون من 120 مجلداً ـ يشكّل مادّة لغويّة خصبة يمكن للباحثين الاستفادة منها في استخراج عدّة معاجم، مثل «معجم المصطلحات وشواهدها»، و«معجم المتلازمات وشواهدها».. وغيرهما من المعاجم الفرعية التي تخدم العلماء والمتخصّصين.

بدوره حدّد الدكتور إيميل يعقوب عشر مزايا للمعجم التاريخي للغة العربية، قائلًا، إن «المعجم تميّز بسرعة الإنجاز التي لم يُسبق إليها، وتفرّد بمفهوم جديد للمعجم التاريخي، وكان الأصحّ تقسيماً للعصور اللغوية، في تتبّعه لمصدر الكلمة عبر التاريخ، والأفضل ترتيباً في مشتقات الجذور، والأصحّ منهجاً في إثبات الأسماء المشتقّة القياسيّة، والأفضل فهماً للمعجم التاريخي، والأوسع تناولًا للمصطلحات، والأكثر استقصاءً لمداخل الجذور، والأكثر حجماً وثروة وغنى».

من جانبه، أكّد الدكتور محمد بكري الحاج أن المعجم لم يعتمد على النقل من المعاجم الأخرى، واستعرض بعض التحدّيات التي واجهت المشروع وأكبرها التمويل، قائلًا، إن «مشروع المعجم توقف عام 2008 عندما كان تحت إشراف المجامع اللغوية العربية، ولكن صاحب السمو حاكم الشارقة قرّر عام 2017 أن يتصدّى لهذا العمل إنفاقاً وتمويلًا وإشرافاً ومتابعةً حتى صدر. إضافة إلى تحديات أخرى مثل إقرار المنهج الذي لم يتحقق إلا عام 2018، حيث تمّ تدريب الباحثين والكادر الفني، وتأهيل فريق موزع على 13 مجمّعاً ومركزاً بحثيّاً في العالم العربي».

وأوضح الدكتور الحاج أنه قدّم سبعة أبحاث حول استثمار المعجم التاريخي، ركّز فيها على المنهجية والشواهد وتحليل النص والخطاب، وحدّد مجالات الاستفادة منه قائلًا: «يمكن توظيف المعجم التاريخي للغة العربية في مجالات مختلفة مثل الدلالة، وعلم الاجتماع، وهو جانب كبير يمكن أن يعمل عليه الباحثون بدءاً من عصر الإسلام وما بعده، لمعرفة ثقافة اللغة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc2xmjdp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"