قد لا يعلم البعض نقاط قوته، أو لا يعرف الجوانب التي تعزز الثقة لديه، وتنمي عوامل النجاح والتفوق، يتبع هذه الحالة الجهل بالمهارات وعدم القدرة على توظيفها التوظيف الصحيح في تعزيز الثقة بالنفس، وأثرها البالغ، في مثل هذه الجوانب.
البعض يستند إلى مهارات مهمة جداً، ولها حاجة في محيطه، أو مجتمعه، ومع هذا فإنه لا يقدمها ولا يمارسها، إما بسبب جهله بأنه يستند، أو يملك هذه المهارات، أو أنه لا يملك الثقة الكافية، التي تؤهله للعمل وفقها، وتقديمها، وممارستها في حياته، أو أنه لا يعرف، أو لا يدرك الحاجة الوظيفية، أو المجتمعية لمهاراته تلك، وجميع هذه الجوانب تدل على قصور نظرته، وتواضعها، وأيضاً يخفى عليه الأثر السلبي الذي يسببه لنفسه، ولذاته، ومستقبله.
والحقيقة أن المهارات، والخبرات، والمعارف، التي يستند إليها أي واحد منا، هي المفتاح والدلالة والجانب المهم الذي يوضح طريقة تعريف الذات، بل هي الأدوات التي يجب الإلمام بها، لأنها هي التي تقود نحو الثقة بالنفس، وتعزيزها.
الجانب الحيوي والمهم، الذي قد يخفى أن الإلمام وفهم ما نستند إليه من مهارات وخبرات ومعارف، يساهم في التخلص من المخاوف، والتردد، والخشية من الفشل، جميع هذه الجوانب، تتلاشى عندما تكون واثقا من نفسك، ومن مهاراتك، وخبراتك.
تقول الطبيبة النفسية د. مارسيا رينولدز: «مهاراتك ومعرفتك هي جزء من تعريفك لذاتك، لكن عليك أن تعرف ما فعلته لاكتساب المهارات والمعرفة والحكمة التي لديك».
ولعل أول خطوة في هذا السياق، هي الإلمام بالمهارات التي تستند إليها، ثم كيف توظفها لمصلحتك، وكيف تقدمها للآخرين، وتكون إيجابية ومفيدة لهم، وتعزز حضورك بينهم، وتقوّي ذاتك ونفسيتك، أما الجانب الآخر، فيتعلق بتنمية هذه المهارات وتطويرها والعمل على توسيعها وتقويتها، وهذا يتطلب منك التعلم، وزيادة المعارف التي تحتاجها، وهذا قد يتحقق من قراءة الكتب المتخصصة، الموجهة في الحقل نفسه الذي تجيده، أو التي تمتلك مهارات فيه.
تنمية الثقة بالنفس، وتعزيز الذات، هي مهمتك، وهو دورك، لا تنتظر من الآخرين أن يكتشفوا ما لديك من مواهب وقدرات، أو أن يعرفوا ما تستند عليه من مهارات وخبرات، هذا واجبك تجاه نفسك، وتجاه دورك الحياتي، وتجاه تقوية حضورك وتوجهك نحو النجاح والتميز.
