«الخليج» - وكالات

اختار رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الاثنين، رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون وزيراً للخارجية، وذلك في خطوة مفاجئة مع قيام سوناك بتعديل وزاري.

وشغل ديفيد كاميرون (57 عاماً) منصب رئيس وزراء بريطانيا من عام 2010 إلى عام 2016 واستقال غداة نتيجة استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، عندما خرج التصويت لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي والذي جاء بنسبة 51.9% لصالح الخروج مقابل 48.1%، قائلاً إن «بريطانيا بحاجة إلى قادة جدد».

• بداياته

ولد ديفيد كاميرون في لندن في التاسع من تشرين الأول في العام 1966 لرائدي الأعمال إيان دونالد كاميرون وماري فلور.

قضى ديفيد طفولته في بيركشاير وتلقى تعليماً خاصاً في مدرسة «هيثرداون» وكلية «إيتون» وأنهى تعليمه المبكر في عام 1984، وتخرج في جامعة أوكسفورد في عام 1988.

وحصل على شهادة إجازة في الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وخلال دراسته في جامعة أوكسفورد حصل ديفيد كاميرون على عضوية في نادي بولينغدون.

وعمل ديفيد كاميرون مع قسم الأبحاث المحافظ حيث انضم له في عام 1988 وبقي في ذلك العمل لمدة ثلاث سنوات حيث بعدها بدأ بالعمل مع جون ماجور.

وبعد فوز المحافظين في الانتخابات العامة في عام 1992 عمل ديفيد كاميرون مستشاراً خاصاً للمستشار نورمان لامونت ثم عمل مستشاراً خاصاً لوزير الداخلية مايكل هاورد.

وعمل بين عامي 1994 و2001 في الشركة البريطانية كمدير شؤون الشركات، ودخل البرلمان في عام 2001 بحصوله على مقعد ويتني في دائرة أوكسفوردشير الانتخابية، لكن لم يتوقف طموحه عند ذلك فقد بدأ يسعى بعد ذلك للحصول على رئاسة الحزب المحافظ.

وبعد استقالة مايكل هاورد من رئاسة حزب المحافظين أعلن ديفيد كاميرون نيته الحصول على المنصب، وفي السادس من كانون الأول في العام 2005 أصبح ديفيد كاميرون رئيساً لحزب المحافظين وبالتالي دخل ضمن المجلس الخاص.

• كاميرون السياسي

أظهر ديفيد كاميرون دعماً كبيراً لـ«خدمة الصحة الوطنية» التي اعتبرها من أهم إنجازات القرن العشرين، وكان كرئيس لحزب المحافظين البريطاني من أهم المؤسسين لـ«المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين» في 2009.

في انتخابات 2010 حصل المحافظون على 306 مقاعد، وبالرغم من أن هذا كان أكبر عدد من المقاعد يحصل عليه المحافظون إلا أنه كان أقل من الأغلبية بـ 20 مقعداً، مما قاد لتشكيل حكومة ائتلاف بين المحافظين والديمقراطيين الليبراليين. وفي 11 أيار من العام 2010 أصبح ديفيد كاميرون أصغر رئيس وزراء بريطاني على مدى قرابة القرنين.

تضمنت حكومة كاميرون أول وزيرة مسلمة هي البارونة سيدة حسين وارسي، ودعم كاميرون في 2011 التدخل الدولي في ليبيا واستخدام صواريخ توماهوك لمساعدة الثوار الليبيين.

وفي 2012 بدأت شعبية الحزب المحافظ تنخفض بشدة وترجم ذلك إلى خسارة كبيرة في المجالس الانتخابية والمحلية مما أثار الشائعات حول إجراء تصويت حجب الثقة عن الحكومة لكن لم يتم ذلك التصويت أبداً.

في 2014 دعم كاميرون حملة معاً أفضل Better Together التي عارضت انفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة، حيث أجري استفتاء حول ذلك وكانت نتيجة الاستفتاء هي أغلبية «لا» للاستقلال.

• قائد البريكست

وفي 2015 سجل الحزب المحافظ فوزاً حاسماً بالانتخابات العامة وتمت إعادة انتخاب ديفيد كاميرون رئيساً للوزراء بأغلبية مجلس العموم، وأصبح بالتالي ثاني رئيس وزراء بريطاني تتم إعادة انتخابه مباشرة بعد نهاية ولايته الأولى بعد مارغريت تاتشر.

كان عام 2016 عاماً حاسماً في تاريخ بريطانيا السياسي حيث تم تنظيم استفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ونتج عن الاستفتاء قرار الشعب البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي، وأعلن بعدها كاميرون عن تخليه عن منصب رئيس الوزراء.

كان أبرز ما يميز فترة ولايته الأولى هو قدرة حكومته على التعامل مع الآثار الناتجة عن الأزمة الاقتصادية في 2008، حيث أعلن عن إجراءات تقشف وأدخل تعديلات واسعة للشؤون الاجتماعية والهجرة والسياسة والتعليم والرعاية الصحية.

أعلنت مجلة Spectator Magazine عن تسميتها لديفيد كاميرون سياسي العام في 2005 وهذا ما زاد من شعبية كاميرون في الأوساط السياسية البريطانية.

• حياته الشخصية

تزوج ديفيد كاميرون في الأول من حزيران من العام 1996 من سامانثا شيفيلد صديقة أخته، حيث تعرف إليها ضمن رحلة عائلية إلى إيطاليا.

ورزق الزوجان بمولودهما الأول في 8 نيسان من العام 2002 وأطلقوا عليه اسم إيفان ولكنه كان يعاني شللاً دماغياً وصرعاً ولم يعش سوى ستة أعوام.

وكان لذلك تأثير كبير في حياة القائد السياسي مما جعله يدعم بقوة خدمة الصحة الوطنية.

ورزق الزوجان أيضاً بثلاثة أطفال، صبي وبنتين، وجذب ديفيد كاميرون الانتباه عندما أخذ إجازة أبوة من مهامه الحكومية عند ولادة مولوده الثاني.

اقرأ ايضاً