عادي
نظام بيئي هش واحتكار خلف أبواب مغلقة

الذكاء الاصطناعي المفتوح يجني ثمار دراما «أوبن أيه آي»

20:43 مساء
قراءة 3 دقائق
الذكاء الاصطناعي المفتوح يجني ثمار دراما «أوبن أيه آي»
إعداد: هشام مدخنة

في الوقت الذي يتنافس فيه عمالقة التكنولوجيا على مناصب قيادية في السوق للهيمنة على الذكاء الاصطناعي، تزداد المخاوف أكثر بشأن وضع مصير القطاع بأكمله وسبل تطويره بأيدي عدد قليل فقط من اللاعبين.

لذا تعمل شركات مهمة أمثال «سيلزفورس»، و«كوالكوم»، و«إنفيديا»، و«إنتل»، إضافة إلى الرئيس التنفيذي السابق ل«غوغل» المستثمر البارز إريك شميدت، وغيرهم، على ضخ استثمارات جديدة في شركات ناشئة لتطوير موارد ومنتجات الذكاء الاصطناعي المفتوحة المصدر، والتي يمكن أن تجني الكثير من معضلة «أوبن أيه آي» الأخيرة، التي هزت السوق، وتسببت في إعادة تقييم الاعتماد، على الرغم من حلها مع عودة سام ألتمان إلى منصبه رئيساً تنفيذياً وتشكيل مجلس إدارة جديد.

لقد سلطت تهديدات موظفي «إوبن أيه آي» بالاستقالة، والتشكيك في قدرة الشركة الناشئة على الاستمرار في العمل، الضوء على مدى السرعة التي يمكن أن يتحول بها المشهد التنافسي، وبطرق غير متوقعة، فإضافة إلى العرض المقدم من «مايكرسوفت» لزملاء ألتمان للانضمام إليها بدلاً من «أوبن أيه آي»، فتح مارك بينيوف، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك ل«سيلزفورس» أبواب شركته لأي موهبة تفكر في مغادرة مطور روبوت الدردشة الذكي «تشات جي بي تي» على خلفية الحاصل.

وقال ديليب راو، عالم أبحاث الذكاء الاصطناعي الذي عمل في تويتر وغوغل: «توضح أزمة «أوبن أيه آي» أن النظام البيئي هش للغاية بحيث لا يمكنه الاعتماد على شركة واحدة لتلبية احتياجات الذكاء الاصطناعي الخاصة به، ونريد تجنب الاحتكار خلف الأبواب المغلقة».


  • تجنب الاحتكار خلف الأبواب المغلقة
  • استثمارات هائلة من عمالقة التقنية

تستعد شركة «هاغينغ فايس» الفرنسية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر، للانطلاق للعالمية بعد جمعها 400 مليون دولار مؤخراً من مجموعة واسعة من 30 مستثمراً في مجال التكنولوجيا بما في ذلك «غوغل»، و«أمازون»، و«إنفيديا»، و«إنتل»، و«أيه إم دي»، و«كوالكوم»، و«آي بي إم»، وسيلزفورس، و«ساوند فينتشرز»، و«سيكويا»، مع تقييم يناهز ال4.5 مليار دولار. وتضم الشركة اليوم أكثر من مليوني مستخدم على منصتها، و400 ألف نموذج، و77 ألف مجموعة بيانات.

وقال توماس وولف، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة: «لدينا عقلية مختلفة ولا نتبع قواعد وادي السيليكون، حيث ينمو مطورو الذكاء الاصطناعي بسرعة فائقة، ويجمعون الأموال ثم يبددونها». مضيفاً: «نحن هنا منذ سبع سنوات، ولم نكن بحاجة إلى جمع الأموال، كما أن خططنا مصممة للتنفيذ على المدى البعيد».

  • «ميسترال»

يقف إريك شميدت، الرئيس التنفيذي السابق لغوغل، وراء النموذج اللغوي المفتوح المصدر والآمن «ميسترال أيه آي»، وهو منافس آخر ل «تشات جي بي تي».

وتأسست الشركة الفرنسية الناشئة في مايو/ أيار من العام الجاري، على يد «ديب مايند» و«ميتا» من ألفابيت، ثم حصلت على 113 مليون دولار من التمويل من «لايت سبيد فينتشر» وشركات أخرى ذات باع طويل في وادي السيليكون، إضافة إلى مستثمرين فرنسيين. وتعمل «ميسترال» اليوم على جمع ما لا يقل عن 400 مليون دولار إضافية مع استهداف تقييم بمليار دولار.

  • «بولسايد»

حصلت شركة «بولسايد»، وهي شركة فرنسية ناشئة لتقنيات الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر، على 126 مليون دولار من ملياردير الاتصالات والإنترنت الفرنسي خافير نيل، وشركة «فيليسز فينتشر» الأمريكية الاستثمارية، لتستحوذ فرنسا، من خلال «هاغينغ فايس» و«ميسترال»، و«بولسايد» على ثلاث من أفضل صفقات تمويل الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في أوروبا والعالم هذا العام.

وفي الوقت نفسه، أطلق في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من هذا العام مستثمر الذكاء الاصطناعي ورئيس «غوغل» السابق كاي فو لي منتجه الخاص للذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر «01.AI»، بتمويل من شركته «سينوفيشن» و«علي بابا».

كما يختبر الملياردير إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، روبوت الدردشة الذكي «إكس أيه آي»، مع عدد محدد من المستخدمين حالياً، لمنافسة «تشات جي بي تي».


  • «سيلزفورس» ترحب بمغادري «أوبن»
  • 3 من أفضل صفقات التمويل لفرنسا

وبينما يُنظر إلى النماذج المفتوحة بوصفها وسيلة سريعة وشفافة وموثوقة للابتكار يتخوف البعض من أنها ليست آمنة بالكيفية الموجودة لدى النماذج المملوكة الأخرى، لأن كود المصدر «عام»، وهو ما قد يجذب القراصنة الرقميين وجهات فاعلة سيئة.

وبخصوص ذلك قال ستيف كيس، المؤسس المشارك ل«أيه أو إل»، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «ريفوليوشن» الاستثمارية الأمريكية: «إن وجود الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر يسمح للشركات الناشئة بالتنافس مع شركات التكنولوجيا الكبرى. صحيح أن المصادر المفتوحة ستقلل من بعض المخاوف، لا سيما عبر توفير الشفافية وخلق المزيد من الثقة، لكن لا يمكننا تجاهل ما قد يحمله معه الذكاء الاصطناعي من عقبات، ومن المؤكد أن بعض هذه المخاطر تتفاقم مع وجود نظام مفتوح المصدر».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/vz4xnm49

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"