توجيه قبلة الجامعات

04:23 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

قطعت الإمارات أشواطاً كبيرة في تطوير مفاهيم التعليم، للارتقاء بالمستويات العلمية للمخرجات، ومواكبة احتياجات سوق العمل المستقبلي ومستجداته، وما يحمله لنا من وظائف جديدة ليست موجودة في عصرنا الحالي.
في الواقع يحسب لوزارة التربية والتعليم لشؤون التعليم العالي، الخطوات الجادة التي اتخذتها خلال الفترة القصيرة الماضية، لتوجيه قبلة الجامعات، نحو البرامج الأكاديمية التي تحاكي المستقبل، فضلاً عن جهودها في اختيار ما يقرب من 200 جامعة خارج الدولة، لابتعاث الطلبة سنوياً، وتحديد تخصصات بعينها للدراسة، لبناء أجيال «الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي، والفضاء، والعلوم، والطاقة وغيرها».
ولعل معهد دبي للتصاميم والابتكار، الذي يفتح أبوابه للطلبة سبتمبر المقبل، نموذج حي، يترجم واقع التعليم ومخرجاته في المرحلة المقبلة، إذ يتخذ نهجاً فريداً من نوعه، ويقدم أول درجة بكالوريوس متعدد المسارات في مجال التصميم في المنطقة، ويعزز التفكير التصميمي والقدرات الإبداعية لحل المشاكل في المجالات كافة، من خلال برامج أكاديمية نادرة، تحاكي واقع 200 وظيفة في المستقبل.
والجديد، ليس في درجة البكالوريوس متعدد المسارات، بل ما ركز عليه المعهد في دمج التخصصات، عند إعداد وطرح برامجه الجديدة، التي تواكب المسميات الوظيفية، التي يحملها لنا المستقبل القريب، من خلال مناهج متخصصة، وخبرات معرفية من كندا وإيطاليا وأستراليا وسنغافورة وغيرها من مختلف دول العالم، لنستشعر واقع التغير والتطوير في مفاهيم التعليم وجودة المخرجات في الإمارات.
وما جذب انتباهي أيضاً «فسحة التصميم» تلك المبادرة التي وفرت فرصة فريدة من نوعها لطلاب 30 مدرسة في مختلف إمارات الدولة، لاكتساب خبرات عملية في مجال التفكير الإبداعي، وأتاحت للطلاب فرصة العمل على تحديات حقيقية في مجال التصميم لعلامات تجارية عالمية، وهيئات حكومية، ومنظمات غير ربحية.
في الحقيقة إن التطورات التي ستشهدها المجالات كافة في المستقبل، تلقي على عاتق الجامعات بمسؤولية كبيرة، في بناء مناهجها لتكون أكثر إبداعية، تركز في مضمونها على الاختراع والابتكار والإبداع، فضلاً عن تطوير استراتيجيتها وإدارتها وطموحاتها، فمع انقضاء محو الأمية الأساسية والتقنية، يأتي دور الإنسان في تكريس القدرات البشرية في التفكير النقدي، والتفكير في الأنظمة وريادة الأعمال، والاهتمامات الثقافية، والتعليم التجريبي.
فدعونا نركز على دمج التخصصات في مؤسساتنا التعليمية، لنكتسب أساليب التفكير الحديثة والتحليل الاستراتيجي، والبحث عن فرص العمل المحتملة، ولنجعل من استدامة التطوير، «رؤية ورسالة وهدفاً»، من أجل بناء جيل العلماء والعباقرة، القادرين على مجابهة تحديات المستقبل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"