عادي
برعاية رئيس الدولة.. «كوب 28» يدشّن أول جناح للأديان في مؤتمرات الأطراف

شيخ الأزهر والبابا فرنسيس يوقعان إعلان «نداء الضمير»

00:01 صباحا
قراءة 6 دقائق
البابا فرنسيس وشيخ الأزهر يوقعان إعلاناً لدعم العمل المناخي العاجل خلال «COP28»
البابا فرنسيس وشيخ الأزهر يوقعان إعلاناً لدعم العمل المناخي العاجل خلال «COP28»

برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، دشن «COP28» أمس الأحد، أول جناح للأديان في مؤتمرات الأطراف، بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، ونيافة الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر دولة الفاتيكان، ممثلاً عن قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وحشد من القيادات الدينية العالمية.
وألقى قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، كلمتين عبر تقنية الفيديو، شددا خلالها على أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ.

البابا فرنسيس وشيخ الأزهر يوقعان إعلاناً لدعم العمل المناخي العاجل خلال «COP28»
البابا فرنسيس وشيخ الأزهر يوقعان إعلاناً لدعم العمل المناخي العاجل خلال «COP28»

قال قداسة البابا فرنسيس: «يحتاج عالمنا اليوم إلى تحالفاتٍ لا تُناهض أحداً ولا تُعاديه، لنؤكِّد نحن ممثلي الأديان إمكانية التغيير ولنقدم أساليب حياة محترمة ومستدامة، كما يجب علينا أن نناشد بإخلاص المسؤولين عن الأمم أن يحافظوا على بيتنا المشترك».
من جانبه، قال فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب: «إنَّ المبادرة الاستثنائية التي تقدَّم بها مجلس حكماء المسلمين لدعوة رموز الأديان المختلفة لتوقيع بيان أبوظبي المشترك بين الأديان من أجل المناخ، وكذلك إنشاء جناح الأديان لأوَّل مرة داخل مؤتمر الأطراف، وذلك لإسماع صوت القادة الدينيين في مواجهة التَّحديات، خاصةٍ تحدي تغير المناخ، هي فرصة ثمينة لتعزيز الجهود من أجل حماية بيئتنا المشتركة، وإنقاذِها من دمار يُشبه أن يكون دماراً محققاً، بعدما لاحت نذره وتوالت عاماً بعد عام».
فيما قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: «إننا ونحن نرحب بكم في جناح الأديان الذي يتأسس بمبادرة من مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة ووزارة التسامح والتعايش، نؤكد أن الإمارات وفي ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، هي دولة تتبنى السلام وسيلة وغاية وتتخذ من التسامح والوفاق والأخوة الإنسانية منهجاً وطريقة، هي دولة تقوم بدور محوري في مسيرة العالم، وتعمل بكل جد والتزام على حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، هي دولة تحرص كل الحرص على التعاون والعمل المشترك مع الجميع، في ظل قناعة كاملة بأنَّ تقدم العالم واستقراره إنما هو رهن بوجود هذا التعاون والعمل المشترك، وتحقيق الفاعلية الدائمة فيه».

البابا فرنسيس وشيخ الأزهر يوقعان إعلاناً لدعم العمل المناخي العاجل خلال «COP28»
البابا فرنسيس وشيخ الأزهر يوقعان إعلاناً لدعم العمل المناخي العاجل خلال «COP28»

وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس «كوب 28»، إن رؤية القيادة رسخت مبادئ الانفتاح والاعتدال والتسامح ضمن قيم المجتمع في دولة الإمارات، مؤكداً أن رئاسة المؤتمر تسترشد بهذه الرؤية في عملها على تعزيز احتواء الجميع في منظومة العمل المناخي، بما في ذلك دعم الحوار بين الأديان للمساهمة في تقدم البشرية، ومعالجة التحديات الملحة مثل تغير المناخ، الذي تمتد تداعياته لتتجاوز جميع الحدود والفوارق وتؤثر على كل المجتمعات والدول، وأن نجاح العالم في مواجهة تداعيات تغير المناخ يعتمد على التعاون وتكاتف وتضافر جهود المجتمع الدولي.
وأشار إلى قدرة القيادات الدينية على أداء دور فعّال في هذا المجال من خلال رفع درجة الوعي بالمسؤولية الجماعية العالمية عن حماية البيئة، مؤكداً أن جناح الأديان، الذي يقام لأول مرة في مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ، يشكّل نموذجاً لنهج العمل متعدد الأطراف، ويساهم في تسهيل لقاء قيادات الأديان والمعتقدات بروحٍ من الأمل والسلام والتفاؤل والاتحاد حول الالتزام المشترك بحماية كوكب الأرض.
ويشارك مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع رئاسة «كوب 28»، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والكرسي الرسولي، وتحالف من الشركاء الدينيين في استضافة الجناح الذي يشهد العديد من النقاشات حول دور المجتمعات والمؤسسات الدينية في معالجة تداعيات تغير المناخ، وسيشهد عدداً من الجلسات النقاشية التي تستضيف قيادات دينية عالمية، وعلماء، وكبار المسؤولين السياسيين، ويتم خلال الفعاليات الأخرى التي تقام فيه دعم إقامة الحوارات المختلفة التي تضم ممثلي الشباب والشعوب الأصلية.
ويبني جناح الأديان على النجاح الذي حققته القمة العالمية لقادة الأديان، التي ضمت أكثر من 200 شخصية من قادة الأديان والعلماء والشباب والأكاديميين والخبراء البيئيين في أبوظبي، يومي 6 و7 نوفمبر الماضي، وشهدت تسلم رئاسة «كوب 28» وثيقة «ملتقى الضمير: توحيد الجهود من أجل نهضة كوكب الأرض» المعروفة باسم «بيان أبوظبي المشترك للأديان بشأن كوب 28» التي وقعها 28 من قادة الأديان وأشارت إلى المخاوف المشتركة للبشرية بسبب تصاعد حدة الآثار السلبية لتغير المناخ، كما أكدت الالتزام المشترك للقيادات الدينية بالإسهام في مواجهة هذا التحدي، وتُعرض هذه الوثيقة في جناح الأديان. ويسعى الجناح لتوحيد جهود ممثلي الأديان والمجتمعات والمؤسسات لدعم العمل المناخي وتنفيذ أهداف اتفاق باريس، انطلاقاً من انتماء أكثر من 84 % من سكان العالم لأديان أو معتقدات.
على صعيد متصل، وقع قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أمس الأحد، إعلاناً لدعم العمل المناخي العاجل، وذلك على هامش مشاركتهما عبر تقنية الفيديو في افتتاح جناح الأديان في مؤتمر الأطراف «كوب 28» بمدينة إكسبو دبي.

الصورة
1


وخلال احتفالية رسمية، تم بث رسالتي فيديو من البابا فرنسيس وشيخ الأزهر إلى الوفود المشاركة في مؤتمر الأطراف؛ حيث شارك الرمزان الدينيّان رسالتيهما حول الأمل والحالة الطارئة لتعزيز العمل المناخي.
ووقّع البابا فرنسيس والإمام الأكبر على البيان المشترك بين الأديان بشأن العمل المناخي لمؤتمر الأطراف، الذي يهدف إلى تسخير التأثير الجماعي لممثلي الأديان من أجل إلهام الإنسانية لتعزيز العدالة البيئيّة؛ اعترافاً بأن الغالبية العظمى من سكان العالم ينتمون إلى الأديان. ومثل البيان الذي استند إلى مُثُل العدالة، وتفادي أي تأثير ضار، وتعزيز الانسجام مع جميع الكائنات الحية، نداء قوياً للعمل المناخي موجهاً إلى رؤساء الدول والحكومات والمجتمع المدني وقادة الأعمال، ويحث على الاستجابات السريعة، ومنها تسريع تحولات الطاقة، وحماية أمن الأرض، واعتماد أنماط حياة دائرية تتماشى مع الطبيعة والاعتماد السريع للطاقة النظيفة.
وشارك في صياغة هذا البيان المشترك لفيف من كبار قادة الأديان من مختلف أنحاء العالم قُبيل انعقاد مؤتمر «كوب 28»، وذلك خلال قمة قادة الأديان العالمية التي عُقِدَت بأبوظبي في نوفمبر الماضي، ونظّمها مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع رئاسة مؤتمر الأطراف ووزارة التسامح والتعايش وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وأكد المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أن جناح الأديان الأول من نوعه في مؤتمر الأطراف، يمثّل ساحة للسلام والتعاون بين الجميع، وهو منصة لدمج الحكمة التي تزخر بها الأديان في المؤتمر، مشيراً إلى أن توقيع قادة الأديان ورموزها والمعتقدات على نداء الضمير: «بيان أبوظبي المشترك بين الأديان لمؤتمر الأطراف كوب 28»، يبعث برسالة قوية إلى صنّاع السياسات حول أهمية حشد المجتمعات الدينية لرفع مستوى الوعي حول أزمة المناخ.
وأضاف أن حرص قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب على توقيع نداء الضمير، والمشاركة برسالة مسجلة في هذا الحدث المهم، يؤكد إصرارهما على استكمال مسيرتهما المشتركة لتعزيز الأخوة الإنسانية ووقوفهما معاً يداً واحدة في مواجهة التحديات التي تواجه البشرية وفي مقدمتها قضية التغير المناخي.
ووقع على البيان قادة الأديان والقادة الروحيّون من مختلف أنحاء العالم، الذين يمثّلون المسلمين السنة والمسلمين الشيعة والأنجليكانيين، والبهائيين، والبهرة، والبوذيين، والأقباط الأرثوذكس، والأرثوذكس الشرقيين، والإنجيليين، والهندوس، والجانيين، واليهود، والماهيكاري، والمندائيين، والبروتستانت، والروم الكاثوليك، والسيخ.
والتزم قادة الأديان أيضاً في البيان بدعم جناح الأديان في «كوب 28»، الذي ينعقد بمشاركة أكثر من 300 من كبار قادة الأديان والشخصيات العامة رفيعة المستوى خلال أكثر من 70 جلسة.
ويهدف الجناح إلى تعزيز التعاون والمشاركة الهادفة بين الأديان، وتحفيز العمل المناخي الفعّال والطموح. (وام)
نهيان بن مبارك يكرّم منظمي الجناح
كرّم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، الشركاء المنظمين لجناح الأديان في «كوب 28».
وتم إهداء الميدالية التذكارية لجناح الأديان للشركاء الأساسيين، وضمت قائمة المكرمين: الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف، وفضيلة الأستاذ الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو، رئيس دائرة الحوار بالفاتيكان، والمستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، وعفراء الصابري، مدير عام وزارة التسامح والتعايش، وميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة. (وام)
رئيس جامعة الأزهر: تعاون الأديان مفتاح النجاح لمواجهة تغير المناخ
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أهمية التعاون بين الأديان والثقافات المختلفة لمواجهة التحديات البيئية الراهنة، مشيراً إلى أن التعاون المشترك والجهود المبذولة من قِبَل الجميع هي مفاتيح النجاح في مجابهة تداعيات تغير المناخ. وقال خلال زيارته «جناح الأديان» في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»: إن تعاليم الأديان تحث على الحفاظ على البيئة ورعايتها باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من مسؤوليتنا الإنسانية والأخلاقية والمجتمعية. واستقبل المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، الدكتور سلامة داود خلال زيارته للجناح. من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أن العالم يتطلع إلى دور القيادات والمؤسسات الدينية الكبرى في تعزيز الوعي بقضايا المناخ. (وام)

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3rn8nex7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"