الغيرة الوظيفية

00:28 صباحا
قراءة دقيقتين

في نهاية العام، يقيّم الموظف عن أدائه، وحين لا يركز على التقييم، ويركز على عمله طوال مدة عمله، يُكافأ المتميز بالتقييم الذي يستحقه فعلاً، وهو المتوقع والطبيعي، إلا أن ردة فعل بعض الموظفين «الغيورين» تجاه التقييم بشكل عام على الموظفين، تجعل المتميز في موقف حرج أمام زملائه، وللإدارة دور كبير في إنصاف المتميز وتجنيبه آثار الغيرة.

وتقييم فائق التميز والمتميز، يستحقه فعلاً من يقدم عمله المتقن وزيادة عليه من الابتكارات والعمل التطوعي، ويستخدم فيه الطرائق الحديثة السهلة التي تزيد نوعية الأداء، فالعمل المتميز لا يعني حمل أثقال ومهام فوق الكاهل، من دون أن تحسب له، ولا يتحمل النتيجة غيره، لأنه حملها بطوع إرادته من دون أن تحسب منجزاً، وليست من مهامه الأساسية، وهذه تصيبه في مقتل وظيفي، ويدخل في دوامة الإجهاد والإحباط والاحساس بالظلم، وهو المسؤول الأول والأخير عن حاله تلك.

الموظف الفعال، من يجد في نفسه الكفاءة في فهم مهام عمله والتفنن بأدائها، والمبادرة في خلق بيئة عمل إيجابية لنفسه ولفريق عمله والمحيطين به، وعدم التركيز على النواقص وتكبيرها، واستغلال الموجود والاستثمار به لزيادته. ومن هنا تبرز المهارات الشخصية للموظفين وبراعتهم وذكاؤهم العقلي والعاطفي، والتعامل البحت مع الزملاء كونهم فريق عمل متعاوناً، ووضع حدود لتلك العلاقة بالعمل، بحيث لا تؤثر شخصياً، والفصل التام بين العمل والحياة الشخصية، ليستطيع العيش بحرية والانتقال بين بيئة العمل وبيئته الشخصية بكل سلاسة.

والموظف الذي يحسّ بأن التقييم ظلمه هذا العام، يحقّ له أن يقف برهة ويعيد ترتيب أوراقه وموقفه، من دون أن يتعدى على أحد، خاصة الذي يشعر بأنه أدى عمله بكل إتقان، ولم يوفَ حقه بالتقييم، هذا بعد مراجعة الذات والمجهود الذي بذل. النصيحة للعام المقبل: لا تضع كل جهدك وتركيزك بساعات العمل من دون الاهتمام بالمنجز، وحاول قدر الإمكان أن تشغل نفسك بما هو مفيد لعملك، وتطور مهاراتك على ضوء مهام عملك، ولا توجد إدارة حكومية أو حتى خاصة تمانع بأخذ الدورات التخصصية وإن لم تخصص هي تلك الدورات، ويجب أن يسعى لها الموظف، وكذلك يحاول قدر الإمكان المبادرة بوضع بصماته على العمل الذي ينجزه، بحيث يعرف الجميع أن فلاناً هو من أنجز العمل، وقبل هذا لا يفكر بالتقييم نهائياً، فالعمل المتقن إن لم ينفعه بالدنيا، فهو موثق ومكتوب بكتابه.

العمل المنجز والضمير المرتاح، كل ما يرجوه الموظف الفعال في وظيفته، وينعكس ذلك في تعامله مع المحيطين به، ويخلق البيئة الايجابية. والغيورون يحق لهم الغيرة من أسلوبه واتباعه، فالغيرة الايجابية في أجواء العمل، تخلق بيئة تنافسية عادلة، والفوز في النهاية لفريق العمل والإدارة والجهة بأكملها.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/463sab5a

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"