عادي
عبد الله العويس: نعتز بالمواهب الشابة والقامات الإبداعية

تونس تحتفي بمهرجان القيروان للشعر العربي الثامن

17:21 مساء
قراءة 4 دقائق
عبد الله العويس ومحمد القصير مع بعض المشاركين في المهرجان

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، شهدت مدينة قرطاج في العاصمة التونسية، انطلاق الدورة الثامنة من مهرجان القيروان للشعر العربي، الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية في تونس، بمشاركة شعراء ونقاد.

أقيم حفل الافتتاح في بيت الحكمة في قرطاج التاريخية، بحضور عبد الله بن محمد العويس رئيس الدائرة، وإيمان السلامي سفيرة الإمارات لدى تونس، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، والدكتور خالد كشير، مدير عام المكتبة الوطنية ممثلاً لوزيرة الثقافة التونسية، وكوكبة من الأدباء والأكاديميين والمهتمين بالشعر.

أدار فقرات الافتتاح الشاعر التونسي عبد المجيد فرحات، والذي رحّب في البداية بالحضور، وأشار إلى أن بيوت الشعر أصبحت متنفساً للمبدعين، وشرفة تطل على عالم الجمال، موضحاً أن الوصال الثقافي بين القيروان والشارقة يتجدد في هذا الموعد السنوي ليقدّم فضاء ثقافياً جديداً.

وألقى عبد الله العويس كلمة قال فيها: «يجمعنا الشعر مجدداً في تونس العزيزة، لنترنم بالمعاني مع ألحان الأوزان والقوافي، في مشهد يزداد ألقاً عاماً بعد عام من خلال مهرجان بيت الشعر القيرواني الذي تنقّل بين المدن التونسية محتفياً بالشعر والشعراء أصحاب المواهب الشابة المقبلة على الإبداع معتزاً بالقامات الشعرية التونسية التي أسهمت في رفد الساحة الأدبية العربية بنتاجها الرفيع».

وأعرب العويس عن شكره لوزارة الثقافة الثقافة التونسية والمؤسسات الثقافية التي تعاونها المستمر لإنجاح كافة الفعاليات.

ونقل رئيس دائرة الثقافة تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة للمشاركين في المهرجان، قائلاً: «أتشرف في هذه المناسبة، لأن أنقل لكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وتمنياته لكم بالتوفيق».

من جانبه، ثمّن خالد كشير دور الشارقة الثقافي على المستوى العربي والتونسي بشكل خاص، قائلاً: «قبل كل شيء أحيي بيت الشعر في القيروان ودائرة الثقافة في الشارقة في الحفاظ على انتظام المهرجان، وهو أمر يحسب لكم ولا بد من ثمينه، وتعتبر بادرة صاحب السمو الشيخ حاكم الشارقة، ببعث مشروع رائد تمثّل في بيت الشعر بالقيروان، إلى جانب ستة بيوت للشعر تغطي كافة الدول العربية عملاً مميزاً من نوعه يعكس مشروعاً ضخماً».

وأضاف قائلاً: «بيوت الشعر في هذا الزمن رهان وتحدٍ يفسح المجال للشعراء ليعبّروا عمّا يجول في ضمائرهم، وإن إقامة بيت شعر القيروان في هذه المدينة العريقة معقل الثقافة العربية الإسلامية وموطن فطاحل الشعراء، يعكس أهميتها ثقافياً وإبداعياً، وإن هذا مشروع بيوت الشعر يستعيد الأصالة والعراقة لهذا الفن العربي الراسخ».

وتابع: «هذه المشاريع الثقافية الرائدة أوصلت القيروان بشقيقتها الشارقة.. الشارقة اسم على مسمى إذ تشرق أنوارها كعاصمة للثقافة العربية وبيت مفتوح للتعاون العربي الأدبي والثقافي، وما أجمل أن يكون الموعد الثامن لمهرجانه الشعري في قرطاج حيث تعالت أصوات الشعراء في الآفاق، وإنه من حسن الطالع أن يأتي المهرجان متزامناً احتفالية منظمة اليونسكو باللغة العربية، لسنة 2023 والتي جاءت تحت عنوان«العربية لغة الشعر والفنون».

من جانبها، قالت جميلة الماجري مديرة بيت الشعر في القيروان: إن البيت يواصل نشاطه طوال ثماني سنوات من دون انقطاع، ويتسع إشعاعه الإبداعي ليطول مختلف أنحاء تونس بمشاركة شعراء ونقاد وجامعيين.

وأشارت جميلة الماجري إلى أن بيت الشعر حظي بدعم كبير منذ تأسيسه من صاحب السمو حاكم الشارقة، مؤكدة أن بيوت الشعر أصبحت مشروعاً ثقافياً عربياً رائداً، بفضل متابعة دائرة الثقافة مواكبتها للعمل الثقافي داخل هذه البيوت.

* «قراءات»

شهدت الجلسة الشعرية الافتتاحية مشاركة الشعراء: محمد الغزي، وهادي القمري، وعرّادي نصري، وإسراء النفّاتي من ليبيا، وأنيس الهاني، ورتال الهاني من (براعم بيت الشعر)، وشكّلت القصائد حالة إبداعية، أفصحت عمّا يتخفّى في ذوات الشعراء من حالات عاطفية وإنسانية ووطنية، ورسمت بخيوطٍ من حريرِ الكلمات أجمل المعاني والصور المجازية، الأمر الذي لقي تفاعلاً واسعاً من الجمهور مع القراءات.

* إصدارات

صاحب المهرجان معرض إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة وبيت الشعر في القيروان، ومن بينها: مجلة الشارقة الثقافية، ومجلة الرافد، ومجلة القوافي، ومجلة المسرح، وعدد من مؤلفات لمثقفين تونسيين. وتضمن حفل الافتتاح عرض أحد الأفلام والذي يوثّق أهم محطات بيت الشعر في القيروان خلال العام الجاري، وأظهرت المشاهد الحصاد السنوي للعام 2023 للبيت من خلال تنقل الفعاليات بين الأمسيات والندوات والجلسات الحوارية والفقرات الفنية، ليتعرف الجمهور إلى العمل اليومي الذي لا يتوقف على مدار العام داخل وخارج البيت.

* بيت الحكمة

يعود تأسيس بيت الحكمة أو المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون إلى العام 1983، وأصبح منذ العام 1996 مؤسسة عمومية ومقرّه قرطاج. يهتم هذا المجمع أساساً بعلوم اللغة العربية وتطويرها، ومن الجدير ذكره أن البناء جرى تشييده في أواخر القرن التاسع عشر، وعُرِفَ آنذاك باسم «قصر زروق».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2p9fb42e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"