عادي

هل خالف بايدن الدستور عندما أمر بغارات جوية في اليمن؟

00:35 صباحا
قراءة 3 دقائق

واشنطن - رويترز

اتهم أعضاء بالكونجرس الأمريكي الرئيس جو بايدن بمخالفة الدستور، بعدما سمح بشنّ غارات على مواقع لحركة الحوثيين في اليمن في الساعات الأولى من صباح الجمعة.

لكن الخبراء يقولون، إن مواد الدستور الأمريكي تتيح للبيت الأبيض سلطة شنّ عمل عسكري محدود خارج حدود البلاد.

وهددت حركة الحوثي «بردّ قوي وفعال» بعدما نفذت الطيران الأمريكي ضربة أخرى في اليمن الليلة الماضية، ما فاقم التوتر في الوقت الذي تعهدت فيه واشنطن بحماية حركة الملاحة من هجمات الجماعة.

وقال مايكل أوهانلون، مدير البحوث في معهد بروكينجز: «لا توجد في الواقع حجة قوية لمنع بايدن من الإقدام على تحرك من هذا النوع».

* ماذا فعل بايدن؟

شنت طائرات حربية وسفن وغواصات أمريكية وبريطانية عشرات الضربات الجوية على اليمن في الساعات الأولى من صباح الجمعة، رداً على حركة الحوثي التي استهدفت سفناً في البحر الأحمر خلال الفترة الماضية بسبب الحرب الجارية في قطاع غزة.

وأبلغت إدارة بايدن الكونجرس بالضربات، لكنها لم تطلب موافقته. ونفذت واشنطن قصفاً جديداً السبت، قالت إنه استهدف موقعاً للرادار.

* علام ينص الدستور؟

أشار ديمقراطيون انتقدوا بايدن إلى أن المادة الأولى من الدستور الأمريكي تشترط الحصول على إذن الكونجرس، وليس الرئيس، لشنّ الحرب، وهي إحدى «الضوابط والتوازنات»، التي تعد سمة مميزة للنظام السياسي في الولايات المتحدة.

لكن المادة الثانية من الدستور تنص على أن الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتمنحه سلطة استخدام القوة العسكرية دون الحصول على إذن من الكونجرس فيما يتعلق بالأغراض الدفاعية.

ويقول مؤيدو خطوة بايدن، إن هذه الأغراض الدفاعية تشمل الرد على الهجمات التي تعرضت لها قواعد أمريكية في العراق وسوريا، وكذلك السفن التجارية في البحر الأحمر.

* هل خالف بايدن قانون صلاحيات الحرب؟

بالإضافة إلى المواد الدستورية، يتحكم «قرار صلاحيات الحرب» في أمر استخدام القوة. وأصدر الكونجرس هذا القرار في عام 1973 بوصفه أداة مراقبة لسلطة الرئيس في أعقاب حرب فيتنام. وينص القرار على إنهاء الأعمال العسكرية التي تنفذ دون إعلان حرب أو سلطة قانونية محددة في غضون 60 يوماً.

كما يُلزم القرار الرئيس بأن يقدم إلى الكونجرس في غضون 48 ساعة من الهجوم تقريراً عن الظروف التي استوجبت اتخاذ هذا الإجراء، والسلطة التي اتُخذ بموجبها والنطاق المتوقع للأعمال القتالية ومدتها.

* ماذا يحدث الآن؟

قال خبراء في السياستين القانونية والأمنية، إن الرد على المدى الطويل يعتمد على ما يحدث على الأرض. وستقل احتمالية حدوث تبعات في حالة عدم تصاعد الصراع مع الحوثيين، واستمرار الإدارة الأمريكية في إبقاء الكونجرس على اطلاع بتطور الأحداث.

وقال براين فينوكين، وهو كبير مستشاري البرنامج الأمريكي التابع لمجموعة الأزمات الدولية: «من السابق لأوانه معرفة مدى معارضة الكونجرس لهذا الأمر». وأضاف: «إن رد فعل الكونجرس قد يتغير بمرور الوقت، خاصة في حالة شن الحوثيين هجمات على الملاحة في البحر الأحمر، وفي اليمن».

وأشار خبراء إلى أن الكونجرس يمكن أن يمرر تشريعاً يكبح جماح الرئيس إذا كان يريد أن تكون له الكلمة العليا نظراً للغموض الذي يكتنف القانون الحالي.

* ما هي القرارات السابقة؟

مرر الكونجرس قراراً لكبح صلاحيات الرئيس في شنّ الحروب في العام 2020 بعد أن أمر الرئيس السابق دونالد ترامب بقصف أسفر عن مقتل القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في مطار بغداد دون إطلاع الكونجرس.

واستخدم ترامب حق النقض (الفيتو) ضد هذا القرار، ولم يحظ الإجراء بدعم كاف من الحزب الجمهوري لتجاوز الفيتو.

وفي عام 2011، سمح الرئيس الأسبق باراك أوباما بغارات جوية على ليبيا، دون موافقة الكونجرس. ووصف أوباما في وقت لاحق القرار بأنه أسوأ خطأ ارتكبه خلال فترة رئاسته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/bdzx9ytv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"